متى كان اشتغالكم بالمحاماة ؟
كان حوالي عام 1405هـ ، ولكنني عانيت معاناه شديدة لأخذ شهادة المحاماة ( الرخصة ) فقد تقدمت لأخذ الموافقة من محكمة بريدة فأحيل طلبي لقاضيين أحدهما حمد بن تركي بن مقبل والثاني الدكتور أحمد الخضير فتصدى لي حمد بن تركي ورفض منحي الرخصة وكان حمد رئيس اللجنة وحاولت معه ولكن رفض ، وبعد جهد جهيد قال : الرخصة تحتاج إلى اختبار !!!! ، فقلت له : جوابي عن هذا أن مثلي لا يختبر لأن أحد مواد في تنظيم الأعمال الإدارية في الدوائر الشرعية تنص على أن من يحمل شهادة المعهد العلمي السعودي أو ما يعادلها لا يختبر هذا الأول أما الثاني أنني مستعد للإختبار !! ، فاتصلت بوزير العدل وذكرت له ما حصل ، فكتب للمحكمة وقال : يعط رخصة فورا بدون اختبار وبدون أي تأخر فأخذت الرخصة ولله الحمد .
من يساعدك في اعداد البحوث العلمية والفتاوى ؟
يساعدني بعض بناتي وأبنائي ـ جزاهم الله خيرا ـ فيساعدونني على القراءة والكتابة ولله الحمد ، وإذا أحتجت مساعدة من بعض الإخوان والأصدقاء فهم كذلك يبذلون وسعهم ـ جزاهم الله خيرا جميعا ـ .
كان لكم مواقف طيبة في تخفيف معاناة المزارعين فهل تذكر لنا ما حدث معك ؟
في احد الاعوام توقفت صوامع الغلال عن قبول القمح من المزارعين فذهبت أنا وأحد الإخوة المزارعين للملك فهد ، وقدمت له عريضه بهذا الشأن وكلمته فقبل مني ، وأمر بالستقبال القمح ، فاستقبلت الصوامع من المزارعين بعد ذلك .
سنذكر لكم اسماء بعض المشائخ ونحب معرفة اتصالكم بهم ؟
الشيخ عبداللطيف بن ابراهيم : هو أخ للشيخ محمد بن ابراهيم وهو عالم لا سيما في الفرائض فقد كان منقطع النظير فيها ، وكان ضعيف البصر لكنه يستطيع أن يقرأ .
الشيخ محمد بن إبراهيم : كان سماحة الوالد من أحرص المشايخ على طلابهم وكانت طريقته في التدريس هي كالتالي : يجلس للطلاب في المسجد بعد الفجر ونقرأ عليه في الألفية والبلوغ والزاد وقطر الندى ـ وكنا نحفظها كاملة ـ ثم يطلب الشيخ أن نعرب الأبيات كاملة ثم يقرأ الشيخ محمد بن قاسم شرح ابن عقيل على الشيخ ـ وهو شرح للابيات التي قرأناها قبل قليل ، ثم بعد اشراق الشمس بنحو نصف ساعة يذهب الشيخ إلى بيته والطلاب يلحقونه إلى بيته ثم بعد مدة يأذن لهم فيدخلون ويجلس لهم كذلك وتبدأ قراءة المختصرات أولا كتاب التوحيد ثم كشف الشبهات ثم الواسطية ثم إن كان هناك دروس خاصة لأحد الطلاب قرأ من يريد القراءة ثم تبدأ قراءة المطولات مثل صحيح البخاري أو المغني أو منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ، وهي تسمي قراءة المطولات هذا يقرأ والشيخ يستمع فقط وإذا عرض لأحد الطلاب اشكال سأل الطلاب وإلا الشيخ لا يشرح ، وللشيخ جلسة ثالثة قبل العشاء يقرأ عليه فيها تفسير ابن كثير يقرأها الشيخ عبدالعزيز بن شلهوب وأحيانا يعلق الشيخ على التفسير ، وليس له إلا هذه الجلسات فقط.
الشيخ عبدالعزيز ابن رشيد : عالم كبيـر من علماء الرس ـ رحمه الله ـ لا سيما في التوحيد والفقه وعيّن في الاخير رئيسا لمدارس البنات .
الشيخ محمد الأمين الشنقيطي : درست على الشيخ في الكليّة وأما في البيت فكانت لي دراسة يومية معه في الأصول والمنطق وكانت في المنطق سلّم الأخضري وشرحه وفي الأصول روضة الناظر ، وأتممتها على الشيخ ـ رحمه الله ـ وكانت دراستي لها دراسة جيدة ، وكانت الدراسة لوحدي بعد المغرب ، وأذكر أنني لما تخرجت من الكلية عينت قاضيا في وادي الدواسر فذهب الشيخ الشنقيطي للشيخ محمد بن إبراهيم وقال له : هذا لا يمكن أن يعين في القضاء بل في التدريس لما يظهر منه من أهلية لهذا وبروز في التدريس ، والشيخ محمد بن إبراهيم إذا عين أحد في القضاء لا يمكن أن يتراجع أبدا مهما حصل ، ولكنه كان يجل الشيخ الشنقيطي ويحترمه جدا . وكان علْم الشيخ الشنقيطي غزير جدا خاصة في الأصول والمنطق والتفسير والتأريخ واللغة والأدب وكان منقطع النظير في هذه ويجمع لها غيرها .
الشيخ زيد بن فياض : زاملته عن الشيخ عبداللطيف والشيخ محمد بن إبراهيم وفي المعهد وفي الكلية ، وكان عالما جيدا وكاتبا فله مقالات كثيرة في الصحف .
الشيخ حمود التويجري : لم يتح لي اللقاء مع فضيلته رحمه الله . الشيخ صالح البليهي : كان بيننا لقاء وصداقة ولم يكن بيننا مذاكرة .
الشيخ عبدالرحمن الفريان : زاملته في المساجد عند الشيخ محمد بن إبراهيم وكان يقرأ على الشيخ في صحيح البخاري ، وهو من كبار العلماء وقادة المدافعين عن العقيدة .
الشيخ سعود بن رشود : هو قاض في الرياض وكان قاضي الحضر () وقرأت عليه كتاب التوحيد .
الشيخ إبراهيم بن سليمان : قرأت علية في الفرائض وكان قاض في الرياض
ولماذا هذه العناية بالدراسة على الشيخ الشنقيطي بالذات ؟
الشيخ محمد هو شيخي وإمامي في كل شيئ ، وكان من خيرة العلماء علما وورعا وزهدا ـ رحمه الله وغفر له ـ وكان يعاملني مثل أولادة ويعتبرني ولدا له .
سمعنا أن الشيخ عندما جاء للحج لم يكن على عقيدة أهل السنة فهل هذا صحيح ؟ وكيف انتقل لإعتقاد أهل السنة ؟
كلا لم يكن الشيخ الامين على خلاف مذهب اهل السنة بل كان من المتحمسين لمذهب السلف وعقيدة اهل السنة .
هل كان لكم اهتمام بالأدب واللغة عموما والشعر على وجه الخصوص ؟
لما كنت طالبا كنت مهتما في اللغة العربية نحو وصرف وبلاغة ، وكنت عازما على ان ادرس اللغة وكنت اظن أنني لو درست غيرها فشلت وأن فني الخاص هو اللغة العربية ولكن لما تخرجت قالوا إن اللغة يدرسها من تخرج من كلية اللغة وأنت ماعندك تخصص فرفضوا أن أدرس اللغة ، وكان لي اهتمام بالشعر الجالهلي على وجه الخصوص وكنت أحفظ كثيرا من الشعر الجاهلي ، وكنت مولع به ، من ذلك معلقة امرئ القيس وعمرو بن كلثوم ، ولامية العرب للشنفرى ولامية العجم للطغرائي وحوليتين من حوليات زهير القافية التي مدح فيها الهرم بن سنان والكافية .
يقال إن كثيرا ممن يحفظ الشعر يكتب الشعر فهل كتبتم شيئا من الشعر ؟
كتبت القليل من الفصيح والنبطي .
لو حدثتمونا عن مؤلفاتكم ؟
ألفت عددا من البحوث أولها بحث في الإمامة العظمى والثاني : البراهين المتظاهرة على حتمية الإيمان بالله واليوم الآخرة والثالث : القول المختار في حكم الإستعانة بالكفار ، وكان لي مشاركة قديمة مع الشيخ عبدالمحسن العباد والشيخ عطية سالم في كتاب تيسير الوصول .. وعندي مجموعة من الفتاوى تصل لمئة فتوى فيها نقد لبعض الأمور الواقعة وبيان لبعض الأحكام .
ما رأيكم في المشاركة في الصحف والإذاعة والتلفاز ؟ مع ما فيها من المنكرات مثل صور النساء والأغاني وغيرها ؟
الكتابة في الصحف جيدة ، إذا كانت فيه حرية ان يكتب ما يريد ، لأن فيها بييان للحق ونصرة للدين ورد على الملحدين ، ولكن الإنسان لا يستطيع أن يكتب ما يريده .
والإذاعة كذلك وينبيغي أن تكون منبرا للدعوة إلى الله وبيان أحكام الشريعة للمستمعين والرد على الملحدين وبيان حقيقتهم ، ولو حصل هذا لكان أمرا طيبا ، لكن الذي نراه في المشتركين في الإذاعة يتكلمون في حقل واحد تقريبا ولا ينوعون الكلام . إذا ترتب على المشاركة في الاذاعة الدعوة الى الاصلاح فهذا طيب، أما التلفاز فلا أنصح بالمشاركة فيه .
ما رأيكم ـ ر عاكم الله ـ في الانتساب للجماعات الإسلامية ؟
المسلمون جماعة واحدة وحزب واحد وهم الذين على الكتاب و السنة ، ولكن هذه الجماعات الحادثة هي التي أضعفت الدعوة وفرقت الأمة إلي فرق وأحزاب ، فهذه جماعة التبليغ وهذه جماعة السلفيين ـ الذين يتسمون بالسلفيين زورا ـ وهذه جماعة الإخوان وغيرها ، والذي يوافق الكتاب والسنة ومن هذه الجماعات هو الحق أما من حيث التفرق والتجزء والإفتراق فهذا شر حدث من أعداء المسلمين ، لأن أعداء الإسلام يدركون ان الإسلام الصحيح خطر عليهم لذلك هم يبذلون جهودا ليفرقوا بين المسلمين حتى لا يقوم للمسلمين قائمة ، وهذا التفرق لا يجوز وهو يضعف الأمة ، ويجب على الجميع الإجتماع على الكتاب والسنة والنصرة بين المسلمين أما كل جماعة تسب الأخرى وتعيرها فهذا خطأ ولا يجوز ، قال تعالى : " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا .." وقال تعالى : " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " واتحاد المسلمين هو اصل القوة والعزة وهو سبب النصر .
هل قام العلماء في هذا الزمان بواجبهم تجاه الله تعالى ودينه ؟؟
علماء الشريعة أوجب الله عليهم واجب وحملهم أمانة وهو أن يقولوا الحق ولا يخافون فيه لومة لائم ، هذا واجب على علماء الشريعة مهما كان منصب العالم ومهما كانت مكانته ، يجب عليه أن يقوم بهذا الواجب وأن يقوم بهذا الأمانة ، يجب الرد على أعداء الإسلام وبيان دين الله وانكار المنكرات واصلاح الفساد والدفاع عن الشريعة وأحكامها وأن يكون هذا همهم ، ولا يحل لهم ترك شيئا من ذلك محابة لفلان أو ارضاء لفلان بل يكون هدفهم رضا الله سبحانه ورضى المسلمين لقوله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ : " من لتمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس ومن التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وارض عليه الناس " فحمل العلماء ثقيل والأمانة التي حملوها عظيمة ولا ينظروا إلى حاكم ولا كبير ولا صغير ولا عامة لا خاصة بل يصدعوا بالحق رغم كل كاره له أما إذا تقاعسوا وتركوا ما اوجبه الله عليهم بتأويل أو ما أشبه ذلك يريدون ارضاء فلان أو فلان فهم خاسرون ولم يقوموا بما اوجب الله عليهم من الأمانة والتكاليف الخاصة الني حملهم الله عليها والإنكار على من خالف شرع الله حاكم أو محكوم ، فينبغي للعلماء أن تكون مواقفهم مع الله فلا يبالوا بأحد سواه ، هذا الذي يجب ، كما يجب عليهم بذل النصح لولاة الامور ، فالله منّ عليهم بعلم وتفضل عليهم به وجعلهم من حملته فعليهم أن يؤدوا واجبه ويقوموا بمافرض الله عليهم فيه .
يدخل بعض أهل الخير والصلاح للبرلمانات حتى يخففون من الشر الذي قد يحصل إذا هم تركوا هذا المكان ، فما رأيكم في الدخول للبرلمانات ؟ وهل من دخل وهو ينوى الإصلاح يعذر بهذا ويكون مجتهدا ؟
البرلمانات قائمة على القوانين الوضعية كما لا يخفى ، والتعامل مع القوانين والوضعية محرم لا يجوز ، والذي يحكّم القوانين كافر ، والذي أراه أن الدخول في البرلمانات لا يجوز ، ولكن بعض العلماء قال : إذا كان من الممكن أن يكون الأغلبية في البرلمان للاسلامين فيترتب عليه أن يكون وجودهم مؤثر ويبطل المشاريع العلمانية جاز ذلك .
سماحة الشيخ حمود العقلاء الشعيبي زكيتم حكومة طالبان الاسلامية تزكية مطلقة ألا ترى يا سماحة الشيخ أن هذا فيه تعجل حيث أن الأمر لم يستتب لهم بعد ولعلهم يظهرون أمرا آخر إذا تمكنوا من الدولة كما فعل غيرهم ؟
أنا أرى أن الأمر استتب لهم وأن حكمهم عام على افغنستان ولم يخرج على حكمهم إلا القليل من أرض أفغنستان ، وقد زكيتهم لأنهم يعلنون أن الشريعة هو دستورهم الوحيد ويحاربون كل ما عدا ذلك ، بل نرى أن النصارى واليهود والملاحدة وأعوانهم يضربون الحصار الإقتصادي على أفغانستان ويحاربونها فلماذا هذه الحرب ؟؟ لأنهم يحكمون كتاب الله وسنة نبيه ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ في كل شيئ وهذا أكبر دليل على أن طالبان دولة اسلامية رشيدة تطبق أحكام الله ، ولا أدل على ذلك من حملتهم على أصنام بوذا() وتهديمها مع معارضة دول الكفر وتهديدهم لها ـ وكذا المستسلمين الذين نصروا الكفار على اخوانهم المسلمين وأفتوا بحرمة هذا الهدم ـ ونحن نحكم بأنهم دولة اسلامية بما يظهرون لنا .
ولكنهم يحمون القبور ومزارع الأفيون ؟
الذي ثبت لنا أنهم بدأو بإزالة القبور ومنع عبادتها وازالة مزراع الأفيون() ، وأقاموا بدل الأفيون مزارع القمح .. ثم لماذا لا ننظر للدول التي تحمي القبور ومدارسها صوفية وتدعوا للشرك ؟ لماذا لا نقول عن هذه الدول أنها غير اسلامية ؟ كل الدول الإسلامية فيها الحق والباطل
بعض الناس قد يقع في كفر ويعتذر أنه يخشى من الإكراه ، فما الفرق بين الإكراه وخوف الإكراه ؟؟
الإكراه نوعان الأول متحقق منه المكروه والآخر يغلب على الظن انه يحصل ، أما كونه يغلب عليه الظن انه فهذا لا يبيح له أن يكفر ، أما إن تحقق مئة في المئة أنه إذا لم يقل الكفر قتل مثلا ، فهذا يباح له أن يقول الكفر اذا كان يكرهه في قلبه .
بعض حكومات الدول الإسلامية تقول لو طبقنا الشريعة نخشى أن نقتل أو نقاتل فهل هذا عذر في ترك تتطبيق الشريعة ويستبدلونها بالقوانين ؟؟
قال الله تعالى : " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ " فهم أعتذروا فقالوا : " نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ " ، فلو أن الحكومات وقفوا مع الله وصدقوا مع الله وتركوا دول الكفر ونبذوا معاملتهم وعلاقاتهم معهم واستعانوا بالله وبما أعطاهم من القوة في المال والبلدان والرجال لانتصروا على أعداء الله الكَفَرة ولنا مثال يبين لنا هذا : فهذا الإتحاد السوفيتي قاتل أفغانستان والذين قارعوهم أناس قليلو المال والسلاح ومع هذا اخرجوهم أذلاء حقراء بل تسببوا في تفكك دولتهم فأصبحت أثر بعد عين ، فهل الأفغان اكثر وأقوى من دول الإسلام مجتمعه ؟؟ لا ، ولكن الجبن والخور وحب الدينا وملذاتها هو الذي يجعلهم يحكّمون القوانين ويتركون تحكيم الشريعة .
ما حكم ترك تحكيم الشريعة ؟
من حكم القوانين وأعتمد عليها وأبعد الشريعة وأزاحها عن مجال الحكم فهذا كافر لقوله تعالى : "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ " جاء المتحذلقون من مرجئة العصر بل من مرجئة الجهمية قبلهم وقالوا : إن هذه الأية لا تدل على كفر من أبعد الشريعة عن التحكيم لأنها نزلت في اليهود ولسنا مخاطبين فيما خوطب به اليهود ، وما عرف هؤلاء القاعدة الأصولية التي تقول إن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب والآية هنا عامة فلفظ " مَنْ " عام لأنه من صيغ العموم فهو عام لليهود وغيرهم .
وقالوا : إن ابن عباس قال كفر دون كفر وهذا ليس ثابت عن ابن عباس فهذا من رواية هشيم بن حجير عن ابن عباس وهشيم معلوم أنه متكلم فيه ومطعون فيه ، وأيضا أن طاوس روى عنه ابنه عبدالله ـ وهو ثقة وهو أعرف بأبيه من هشيم ، والمهم أن رواية هشيم عن ابن عباس كفر دون كفر ساقطة لا يحتج بها بمقتضى هذا .
ثم قوله سبحانه وتعالى : " فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " هذه الآية صريحة أصرح من التي قبلها أقسم سبحانه أنه لا يحصل الإيمان من هؤلاء حتى تحصل ثلاث غايات :
أولا : التحكيم .
ثانيا : التسليم لهذا الحكم .
ثالثا : الرضى به وقبوله .
فهل هذه الثلاثة موجوة في القوانين التي وضعها البشر الكفرة الفجار ؟؟
إذن الذي يحكم القوانين ويزيح الشريعة كافر لا شك في كفره بكلام الله وكلام رسوله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ وكلام السلف الصالح .
الله سبحانه أرسل رسوله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ بأمور أولها وأهمها الدعوة إلى عبادته سبحانه وترك الإشراك به ، ثانيا الدعوة إلى شريعته وتحكيمها والحكم بمقتضاها ، فالذي يعبد معه غيره فهذا مشرك بالله في عبادته ، والذي يحكّم غيره مشرك بالله في حكمه قال تعالى : " .. وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا .. " الآية ، وهذا نص ظاهر وقال تعالى : " إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ" وهذا حصر ومن أبلغ طرق الحصر النفي والإستثناء هذه أمور ظاهرة وقد قال تعالى : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا(60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا " فالذين يحكمون القوانين ثم يقلون نحن مسلمون فهؤلاء يزعمون مثل زعم المنافقين ، فالحاصل أن الرجل الذي يرفع حكم الله ورسوله عن محاكمة ودوائره ثم يحل محلها القوانين الوضعية التي وضعها الكفار بدلا من حكم الله ورسوله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ فهذا كافر لا شك في كفره ، كافر مهما كان ومهما قال المرجئة وأذنابهم الذين يريدون ارضاء الطغاة من الحكام الذين يحكمون القوانين ، يريدون أن يرضوهم بأن فعلهم هذا ليس كفرا ، الذي يحكم القانون كيف يكون مسلما هذا دينه دين من وضع له القوانين وشرعه شرع من وضع له القوانين وقد نقل ابن كثير ـ رحمه الله ـ الإجماع على كفر من حكم غير الشريعة .
ما حكم ترك الجهاد الذي نراه في هذا الزمان واتهام المجاهدين أنهم ارهابيين ؟
ترك الجهاد كفر () لقوله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ …. حتى تراجعوا دينكم " فهذا يدل على أن ترك الجهاد كفر ـ والعياذ بالله ـ ثم إن الأمة إذا تركت الجهاد وأعرضت عنه وتركت الأعداء يعيثون في بلاد المسلمين الفساد ثم لم تقم ولم تجاهد فهؤلاء خرجوا عن دينهم لأن الرسول ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ قال : حتى تراجعوا دينهم ، فالجهاد لم يوصم من قبل المسلمين في العصور السابق بأنه أرهاب أو أعتبروا المجاهدين أرهابيون والسبب لا يخف على من له أدني بصيرة .
الشعوب العربية والإسلامية لا تستطيع أن تظهر دينها وعقيدتها وهي واقعة تحت ضغوط فما هو تقويمكم لهذا الوضع ؟
نحن نعلم أن الحكومات العربية والإسلامية لا تقول ما تريد بل تقول ما يريد غيرها فكثير من الحكومات لا تجرأ على أن تقول ما تريد ، وبعضها لا يريد أن يقول إلا ما يقال لها ، ولكن هناك دول عربية والإسلامية تحب الخير ولكنها لا تقدر عليه ولا تجرأ عليه لأن غيرها لا يريد منها ان تقول غير ما يريد الكفار ومن المعلوم أن كثيرا من الدول الإسلامية تدور في فلك الدول الكافرة الصديقة كما يقال فهي تخش غضبها وتخش سخطها وتبحث عما يرضيها فهي لا تقدر على أن تقول كل ما تريده ، ولكن لو أن الأمر بيد هذه الدول وكانوا أحرارا واتحدوا لما عجزوا على هزيمة اليهود وهم بهذه القوة الجغرافية والمالية .
في ختام هذا اللقاء الشيق لا يسعني إلا أن أشكر سماحتكم جزيل الشكر على منحي هذه الفرصة ، وأن أدعوا الله تعالى لسماحتكم بوافر الصحة والعافية وان يمد في عمركم على عمل صالح وان يثبتكم على الحق وأن ينفع بكم الإسلام والمسليمن ، وأن يمن عليكم بالنظر إلى وجهه الكريم وأن يجمعكم بالنبيين والصدقين والشهادء والصالحين في الفردوس الأهلى من الجنة .. .. آمين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ..
حررت في نهاية شهر ذي الحجة عام 1421هـ
::::::::::::::::
موقع الشيخ على ا لانترنت (رحمه الله تعالى)
http://aloqla.com/mag/sections.php?o...ticles&secid=1