الظوابط الشرعية في باب الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوكم في الله أبو حذيفه خالد العمراني
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخواني في منتدى بريده حياكم الله و أهلا و سهلا بكم
الضوابط الشرعية في باب الدعاء
هذه بعض الضوابط الشرعية في باب الدعاء ينبغي مراعاتها أثناء الدعاء طوال العام و خصوصا هذه الأيام لأن الأعمال الصالحة في هذه الأيام أحب إلى الله من سائر الأيام إلا رجل خرج بنفسه و ماله و لم يرجع من ذلك بشيء كما في حديث ابن عباس رضي الله في صحيح البخاري .
و هذه الضوابط كما يلي :
القاعدة العامة في العبادات (( الأصل في العبادات المنع إلا ما أحله الله أو أحله رسوله صلى الله عليه وسلم )) .
والدعاء من العبادات بل هو العبادة عن النعمان بن بشير رضي اللع عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الدعاء هو العبادة )) رواه الترمذي و صححه الألباني .
1) الضابط الأول : الدعاء الواجب أو المستحب هو الدعاء المشروع .
إذ الاستحباب حكم لا يتلقى إلا من الشارع . فما لم يشرعه لا يكون مستحبا ، بل يكون إبتداع في الشرع .
2) الضابط الثاني : كل ذكر أو دعاء مقيد بحال أو زمان أو مكان فإنه يؤتى به على الوجه الذي ورد في زمانه أو حاله أو مكانه ، و في لفظه و في هيئة الداعي به من غير زيادة أو نقصان أو تبديل .
وكل ذكر أو دعاء مطلق فإن كان واردا فإنه يؤتى به على الوجه الذي ورد في لفظه .
و إن كان غير وارد بل أتى به الداعي من عند نفسه أو من المنقول عن السلف فإنه يجوز للعبد الذكر و الدعاء بغير الوارد في باب الذكر و الدعاء المطلق بخمسة شروط :
1- أن يتخير من الألفاظ أحسنها لأنه مقام مناجاة العبد لربه و معبوده سبحانه و تعالى .
2- أن تكون الألفاظ على وفق المعنى العربي .
3- أن يكون خاليا من أي محذور شرعا لفظا أو معنى .
4- أن يكون في باب الذكر أو الدعاء المطلق لا المقيد بزمان أو حال أو مكان .
5- أن لا يتخذه سنة راتبة يواظب عليها .
3) الضابط الثالث : كل دعاء أو ذكر جاءت الرواية على نوعين فأكثر فليس لذاكر أو الداعي جمع المختلف - اختلاف تنوع - في مساق واحد بل يأتي بهذا حينا و بهذا حينا آخر و من مثل ذلك دعاء الاستفتاح و نحو ذلك .
4) الضابط الرابع : كل ذكر أو دعاء عددي من نوع واحد جاءت به الرواية على نوعين من العدد فأكثر . فللذاكر أو الداعي أن يأتي بأي عدد ورد به النص . ( مثل الهيللة في أذكار الصباح أو المساء فقد ورد مرة أو عشر مرات أو مائة مرة ) .
4) الضابط الخامس : إذا وجد المقتضي للدعاء أو الذكر ( نحو التعوذ من الشيطان عند التثاؤب أو قول بعض الناس عند ذكر الجن باسم الله علينا ) في زمان النبي صلى الله عليه وسلم و فقد المانع و لم يرتب صلى الله عليه وسلم تشريعا عليه قولا أو فعلا فإن السنة هي الترك تأسيا .
5) الضابط السادس : الذكر و الدعاء الجهر منه و الإسرار سواء في باب أحكام البدعة .
6) الضابط السابع : الذكر أو الدعاء المقيد بزمان أو مكان أو حال أفضل من المطلق .
أسال الله العلي العظيم أن يرزقنا الأخلاص في القول و العمل و أن يجعلنا جميعا من أنصار السنة إنه سميع مجيب الدعاء .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
الله اكبر و لله الحمد
|