(( الحلقة الحادية عشر ))
عُهُودُ الأَنْدَلُسِ مُنْذُ قِيَامِها وَحَتَى سُّقُوطِها
كُلُّ دَوْلَة لابُدَّ أنْ يمُرَّ بِهَا عِدَّةُ مَراحِلَ ، مِن القُّوَّة والضَّعْفِ ، وَالاخْتِلافِ والاجْتِماعِ وَغَيْرُ ذَلِكَ ، إِلى أَنْ تَسْقُطَ ، و الأَنْدَلُسُ هِيَ تِلْكَ إحْدَى الدُّوَلِ
ويُمْكِن تقْسِيمُ تاريخُ الأَندلسِ إلى عِدِّةِ عُهُود ، وَهِيَ على النَّحْوِ التَّالِي :ــــ
1 ـــ عَهْد الوُلاة :بدأَ مِن فَتْحِ الأنْدَلس حتّى عَام ( 138 ) هـ حَيثُ تعاقَبَ على الأنْدَلُس اثْنَانِ وعِشْرونَ والِياً .
2 ــــ عَهْد الإِمارَةِ: يَعْنِي أنّ أَميرَ الأَنْدَلُس سَمَّى نَفْسَه بــ( الأَمِير )فَقَط ، وَذلِكَ مِن دُخولِ عبدِ الرَّحْمَنِ الدَّاخِل قُرْطُبَةَ عَام ( 140 ) هـ إلى عَام ( 238 ) هـ .
3 ــــ عهد دويلات الطوائف ( الأولى ) : وَيَبْدَأُ مِنْ عَامِ ( 238 ) هـ إِلى عَام ( 300 ) هـ وَهِيَ الفَتْرَةُ التي تَلَتْ وَفَاةَ عَبدِالرّحْمَنِ ( الثّاني ) حَتّى تَوَلَّى الإِمَارةَ عَبدُالرّحْمنِ ( الثّالثُ ، النّاصرُ ) .
4 ــــ عَهْد الخِلافَةِ: يَعْنِي أنّ أَميرَ الأَنْدَلُس سَمَّى نَفْسَه بــ( الخَليفَة ) ، وَذلِكَ مِن مُنْتَصَفِ خِلافَةِ عبدِ الرَّحْمَنِ النَّاصِر عَام ( 327 ) هـ إلى عَام ( 422 ) هـ .
5 ــــ عَهْد مُلُوك الطَّوائِف ( الثَّاني ):يَعنِي أَنَّ كُلَّ مَدِينةٍ في الأَنْدَلُسِ تَقْرِيباً اسْتَقَلّ بِحُكْمِهَا شَخْصٌ أوْ قَائِدٌ أَوْ طَائِفَةٌ أَوْ عَائِلَةٌ أوْ قَبِيلَةٌ ، وَذلِكَ مِن عَام ( 422 ) هـ إلى عَام ( 479 ) هـ .
6 ــــ عَهْد المُرَابِطِينَ :( وَهُمْ مِن المَغْربِ ) تَدخّلُوا في الأَنْدَلُس لِلإِصْلاحِ ، ِبطَلِبٍ واسْتِنْجَادٍ من بَعضِ مُلُوكِ الطَّوائِفِ كَالمعتَمِد بنِ عَبَّاد مَلِكُ أشْبِيلِيَة وَغَيْرِه بِسَبَبِ شَنِّ الغَارَاتِ من النَّصَارَى عَلى الأَنْدَلُسِ ، وَقَدْ لَبَّى هَذا الطَّلَبَ والاسْتِنْجَاد أَمِيرُ الْمُرَابِطِينَ في المَغْربِ يوسُفُ بنُ تَاشفِين في مَعرَكةِ الزَّلاقَةِ ، وبَعْدَهَا صَارَ كَثِيرٌ مِن مُدُنِ الأَنْدَلُسِ تَحْتَ حُكْمِ المُرَابِطِينَ ، وَذلِكَ مِن عَام ( 479 ) هـ إلى عَام ( 520 ) هـ .( وَلِمَعْرِفَةِ المزِيدِ مِن دِفَاعِ المرَابِطِينَ عَن الأَنْدَلُسِ ، انْظُرْ كِتَابَ ( الجوْهَرُ الثَّمِينُ بِمَعْرِفَةِ دَوْلَةِ المرَابِطِينَ ) الفَصْلُ الثَّاني مِنْهُ . لِلدّكْتُورِ / عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ الصّلابي .)
7 ــــ عَهْد المُوَحِّدِينَ: ( وَهُمْ مِن المَغْربِ أَيْضاً ) تَدخّلُوا في الأَنْدَلُس لِلإِصْلاح ، وَحَلُّوا مَحَلَّ الْمُرَابِطِينَ في كثِيرٍ من الأُمُورِ وَذلِكَ مِن عَام (540 ) هـ إلى عَام ( 620 ) هـ
8 ــــ مَمْلَكَة غُرْناطَة :وَهِيَ آخِرُ مُدُن الأَنْدَلُس سُقُوطاً ، وَذلِكَ مِن عَام
( 635 ) هـ إلى عَام ( 897 ) هـ
في الحلقة القادمة إن شاء الله سوف يكون الحديث عن :
عبد الرحمن الداخل رحمة الله عليه