(( الحلقة الثانية عشر ))
عَبْدُ الرّحْمَنِ الدّاخِل
ـ هو عبدُ الرَّحمنِ بنُ مُعاويةَ بنِ هشامِ بنِ عبدِالملكِ بنِ مَرْوَان بنِ
الحَكَمِ بنِ أبي العاص بنِ أُميةَ المشهُور بـ( الدَّاخِل ) .
ـ سُمِّيَ بـ( الدَّاخِل ) ؛ لأَنّه حين انْقَرَضَتْ خلافةُ بني أُميّة
من الدّنْيَا ، وقُتِلَ مروانُ بنُ محمّد (آخرُ الخلفاءِ الأمويين في الشّام )
وقامتْ دولةُ بَنِي العباسِ ، هَرَبَ هذا أَي ( الدَّاخِل )
فَنَجَا ودخلَ الأندلسَ فتمَلَّكَها، وقَدْ سمّاهُ الخليفةُ العبَّاسِيُّ أبو جَعْفَر
المنْصُورُ ( صَقْرَ قُرَيْش ) .
ـ كانَ مَولدُه بالشَّامِ سَنَةَ ( 113 ) هـ ووفاتُه سنةَ (172) هـ. ـ طَارَدَهُ العَبَّاسِيُّون مُطَاردةً عجيبةً ، وفِرارُه كانَ أَعْجب ،
حيثُ فَرَّ مِن دِمِشْق إلى قَرْيةٍ عَلى شَاطِئِ الفُراتِ
في بَاديةِ الشّام سَنَةَ(132) هـ ثُمَّ كُشِفَ أَمْرُهُ فأَلْقَى بِنَفْسِهِ
إلى الشَّاطِئِ وخَرَجَ مِن النّاحِيةِ الأُخْرَى ، ثُمَّ هَرَبَ
إِلى لِيبِيا فأَرسَلَ مَوْلاهُ ( بَدْراً ) إلى الأَنْدَلُسِ لِيَتَّصِلَ بأَنْصَارِهِ ومُؤَيِّدِيه .
ـ أَطْلَعَ بدْرٌ الأنصارَ والمؤَيِّدينَ علَى رَغْبَةِ حَفيدِ الخلِيفَةِ
هِشَامِ بنِ عبدِ الملكِ ، وأَنّه موجُودٌ في أفْرِيقِيه .
ـ انْتَشَرَ الخبرُ وعادَ ( بدرٌ ) إلى سيِّدِه عبدِ الرحمنِ وقدْ
رَوَّضَ لهُ النّاسَ في الأَندلُسِ وكانَ ذلكَ سَنَةَ ( 138 ) هـ
ثَمَّ دَخَلَ الأَنْدَلُسَ في نَفْسِ السَّنةِ .
ـ اسْتَطاعَ أنْ يَدْخُلَ قُرْطُبَةَ وَيُسَيْطِرَ علَيْها سَنةَ ( 140 ) هـ
وقَدْ دَّامَتْ مُطاردتُه سِتَّ سنوات .
ـ قال عنه ابنُ حيان القُرْطُبِي : ( كانَ راسِخَ الحِلْمِ ، واسِعَ العِلْمِ ،
كَثيرَ الحَزْمِ ، نافذَ العَزيمةِ ، لَمْ تُرْفَع لَهُ رايةٌ عَلى عدوِّ إلا هزَمَه ،
ولَمْ يَغْزُ بَلداً إلا فَتَحَهُ ، قامَتْ ضِدَّه خَمْسٌ وعشرون
ثَوْرَةً فَأَخْمَدَها ، وَكَانَ شُجَاعاً مِقْدَاماً ، شَدِيدَ الحذَرِ ،
قَلِيلَ الطُّمأْنِينَةِ ، لايَخْلُدُ إِلى رَاحةٍ ، ولايَسْكُنُ إلى دَعَةٍ ،
وَلايَكِلُ الأمْرَ إلى غيرِه ) انتهى. فَرَحِمَهُ اللهُ رَحْمَةً واسِعَةً
في الحلقة القادمة إن شاء الله سوف يكون الحديث عن :
عبد الرحمن الناصر