حالياً أنا خارج بلاد الحرمين ، و الاتصال عندي ضعيف جداً ، وكلما كتبت رداً انقطع أو ذهبت الإشارة ، و حينما أعاود فتح الصفحة أجد الردود تصدمني أكثر فأكثر !!
لا أدري هل لي عقل ليس كما عقول الناس ، أم أني أعيش في كوكب آخر ؟!
وكلا الأمرين مر .
لم أجد إلا رجلاً يدعو إلى الحياء ، لترقى العلاقة من مصاف الشهوانية البحتة .
ومع ذلك غضب العرب و ثاروا و تفاعلوا في موقف لن ينساه [ بريدة ستي ] !!
شجب و إنكار و اعتراض لم أر مثل حماسه و صدقه و حميته عندما سُب الحبيب المصطفى و لم يحدث عندما أكملت فلسطين خمسين عاماً من الاحتلال الغاشم !
بل انشغل المتزوجون عن زوجاتهم و ردوا الردود المطولة و بعضهم أكثر من تعقيب!!
ليتهم وفروا الوقت سكناً و مودة لزوجاتهم ثم ملاحقة قضية [ الجنس ] !
عبارات عاطفية سئمناها ..مابقى إلا الزواج تحرمونه .. انت عزوبي ماتفهم .. إلخ
تطبيقاً لمبدأ الهجوم أفضل وسيلة للدفاع !!
ناهيك عن أن الرجل لم يتحدث عن حلال أو حرام ، بل عن [ حياء ] فقط .
استعلاء و تهميش و انتقاص لحق قاهر في إبداء رأيه ، و المشكلة من مَن هم على شاكلته أيضاً ولم يتزوجوا !
وكأن العقل و الفهم و التفكير خلق لهم وحدهم!
ليتهم بقدر ما توسعوا و فهموا في الجنس ، قد أعطوا عشر العشر من وقتهم لتعلم أدب الحوار و الرأي و الرأي الآخر .
ويا لهذا الزواج المقدس المعظم المبجل ، والذي يجعل الإنسان يفهم في كل الأمور و له الحق بإدلاء دلوه دون تهميشه !
و والله لو أن الموضوع لم يصبح قضية العرب –بشكل عام و مقزز- لغضضنا النظر عن هذه الحمية !!
دورات ، مواقع انترنت ، حديث مع الأصحاب ، ندوات ، برامج ........ عالم لا محدود من الانفتاح على الجنس بشكل أذهب منه غايته و جلب الغثاء و الخزي و العار .
إن كان للغرب ما يشفع لهم من هذا الانفتاح ، فهو نجاحهم بكل المقاييس في دنياهم و علومهم ، بينما أرض العروبة تحتل يومياً و تنتهك حرماتها و يسجن علمائها ، و هم في لهو سادر بل في عمى و صمم إلا عن رجل لم يدعُ إلى إعطاء قضية الجنس حقها و حجمها الذي تستحقه !!
لا ، فقط دعا إلى [ الحيــــــاء ] .
ومع ذلك نال جزاءه الذي استحقه بتعرضه لجناب القضية الأهم !
اتقوا الله في بنات المسلمين اللاتي يقرأن ردودكم !
ماذا سيصيب الفتاة و هي تفكر – بناء على كلامكم- بأن زوجها المستقبلي ينظر إليها نظرة جسدية بحتة بل و بدرجة مبالغة !!
و إذا كانت هذه الردود من رجال بريدة ستي ، فكيف بغيرهم ؟!
تألمت والله أشد الألم و اندهشت كذلك !
بالمناسبة ، مهند الذي سحر قلوب العذارى و هدم عشرات البيوت بطلاق الزوجين ، لم يعطِ أساليب جنسية ، بل كان يملك كلمة حلوة و يضرب على أوتار الحب و يتغزل بروح و شخصية نور !
أجبرتموني على أن [أهبط ] بعقولكم إلى [ مسلسل ] !!
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم .