الأستاذ ، تسرني متابعتك.
الصباخ ، أهلاً بك .. سأتطرق إلى الأسباب المهمة لاستحالة تركيا عن الانضمام إلى الاتحاد الأوربي في هذا الرد فقط.
هناك طرفة متداولة بين الكتاب الأتراك ذات دلالات عميقة قبيل إعلان المفوضية للانضمام ، تقول :
إن المفوضية دعت رؤساء وزراء الدول الثلاث [بلغاريا - رومانيا - تركيا] لامتحان نهائي يحدد مصيرها ، فسألت البلغاري : متى ألقيت أول قنبلة نووية في العالم؟ فأجاب : عام 1945 ، فنجح البلغاري في الامتحان.
ثم جاء دور الروماني فسُئل : ماهي المدينة التي ألقيت عليها القنبلة ؟ فأجاب بأنها هيروشيما ، وكان أيضاً ناجحاً.
وعندما جاء دور رئيس الوزراء التركي كان السؤال : ماهي أسماء ضحايا القنبلة النووية في هيروشيما بالكامل وتواريخ ميلادهم ؟
ومعنى هذه النكتة أن تركيا لن تصبح عضواً في الاتحاد الأوربي أبداً ، إليك الأسباب:
من أهمها ، مطالبة الاتحاد الأوربي بالاعتراف بجمهورية قبرص ، بل وفتح سفارة لها في أنقرة ، وهو الأمر الذي لم ولن تقبله أي حكومة تركية ، لأن الاعتراف بها سيعني من الوجهة القانونية سحب اعتراف تركيا بجمهورية شمال قبرص التركية ، والتخلي عن القبارصة الأتراك الذين يعتمدون على تركيا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ، وهو أمر يُعتبر في نظرهم خيانة لقضية وطنية ، مما جعل حكومة أردوغان أو أية حكومة أخرى لا تجرؤ على حتى مجرد التفكير فيه . كما أن هذا الاعتراف سيُجبر تركياً قانونياً سحب قواتها التي تقدر بعشرات الآلاف ، لأنها ستصبح قوة احتلال ، كما سيُضعف نفوذ تركيا في قبرص بشكل عام. ومن الواضح أن تركيا لن تقدم على تضحية هائلة مقابل وُعود مشكوك في أمرها ، بل ومختلف عليها بين دول الاتحاد الأوربي ، لأن عدد من الأطراف الأوربية رافضة لعضويتها في الأساس مثل فرنسا ، ومن المتوقع أن هذه المفاوضات الجارية لن تُجدي إلا في عرقلة انضمام تركيا للاتحاد الأوربي.
__________________
وللحريّةِ الحمراء بابٌ * * بكلِّ يدٍ مُضرّجةٍ يُدقّ
من مواضيع جبران :
من أول صفحة !
دارفور
المسائل الخلافية الشرعية
تركيا من العلمانية المتشددة إلى الإسلام المتسامح
|