( قبور المسلمين بين الحرمة و الاعتداء )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
مما لا شك فيه أن موضوع كموضوع القبور له من الأهمية بما مكان ، كيف لا وهو المنزل الحقيقي لكل مسلم ، فالواجب على كل مسلم العناية به و الدفاع عنه من كل معتدي يتعرض له من انتهاك لحرمته أو الاعتداء على أرضه ، فهو حق لكل مسلم ، فقد دلت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم على وجوب احترام القبور و احترام الموتى من المسلمين وعدم إيذائهم ، ومن الملاحظ أن تجد مقبرة قد فتحت فيها الشوارع و الطرقات وسارت فوقها السيارات و رميت بداخلها النفايات ، بل وأصبحت مرعى للمواشي ومسلك لكل ماشي دون النظر لحرمتها وما تضم بداخلها من أجساد محترمة فحرمة الحي كحرمة الميت ، { وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي و التحذير عما هو أقل من هذا كله كالجلوس على القبر أو الاتكاء عليه ، فقد أخرج مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لاتصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها ) ، وقال عليه الصلاة و السلام ( لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر ) رواه مسلم . وعن عمرو بن حزم قال ( رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئاً على قبر ) فقال ( لا تؤذ صاحب هذا القبر أو لا تؤذه ) رواه أحمد. بل لا يجوز المشي بالنعال في المقبرة إلا عند الحاجة ، مثل وجود شوك في المقبرة أو الرمضاء الشديدة أما إذا لم يكن هناك حاجة فلا يجوز } كما ذكر ذلك سماحة الوالد الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله في ( مجموع الفتاوى المجلد 13) هذا في الجلوس و الاتكاء والسير بالنعال فكيف بمن يسير عليها بالسيارات ويستخدم الجرافات وجدت مقابر أعتدي عليها بالدركتلات والحراثاث وعند ذلك ترى الجثث قد خرجت . وو الله لولا أحترام وتقدير لأموات المسلمين لوضعت في هذا المقال صور منكرة لأموات قد ظهرت أجسادهم هياكل عظمية ، أخرجها أبناءهم من أجل أن يحصل على هذه الأرض كونها على شارعين ، دون النظر لحرمة هؤلاء الأموات في قبورهم




.
وفي ظل هذه الاعتداءات السافرة على قبور المسلمين من أهل النفوس الضعيفة ، نجد صمتاً من الناس والمسئولين عن ردع أولئك ، وفي بعض المناطق يوجد الكثير من القبور الغير مصورة تنتظر دورها إما أن يملكها شخص أو تصبح طرقاً ومرتعاً للمواشي أو منفى للنفايات . أوملك لأحد التجار فالواجب على المسلمين احترام قبور موتاهم وعدم التعرض لها بشيء من الأذى .
ومن ملاحظات عدم أحترام أموات المسلمين و منازلهم التي يعيشون فيها ، تعالى معي وأنطر أحوال الناس إذا دخلوا بجنازة إلى المقبرة ، لا أحترام ولا تقدير و لآ اتعاض ، بل تجدهم يتكلمون في أمور الدنيا وبعظهم يتسألون عن الصفقات الجارية وأسعار الأسهم ، بل و أصوات الموسيقى تعج بها أرجاء المقبرة من جوالاتهم ، بل ويتضاحكون ، دون أحترام لمشاعر أهل المصاب . ولا لسكانها .
وفي الختام ، لا يسعني إلا أندب حالة أمة لا تحترم موتاها
فنحن بين فريقين في هذه الأمة فريق يقدس الموتى لدرجة الإشراك وفريق آخر يهين الموتى لدرجة الأذي . فالله المستعان .
أحبتي أين ( زيارة القبور ) لقد أندثرة ، إلا ما رحم ربي . قال صلى الله عليه وسلم ( ألا إني قد نهيتكم عن زيارة القبور ، ألا فزوروها فإنها تذكركم الأخرة )
..... ألا فزوروها فإنها تذكركم الأخرة ....
..... ألا فزوروها فإنها تذكركم الأخرة ....
..... ألا فزوروها فإنها تذكركم الأخرة ....