السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
في هذه الحياة التي نحياها ، لا يتشابه الناس في صفاتهم وانما لكل منهم صفات مختلفة عن الاخرين ، فهناك الغني وهناك الفقير ، وهناك القوي وهناك الضعيف ، وهناك الظلم وهناك المظلوم ، وهذه العلاقة ستكون مجال نقاشنا في هذا الموضوع...
نبدأ اولا ً بذكر الحديث الشريف الذي اقتبس منه عنوان الموضوع ، وهو :
عن جابر أن رسول الله قال: { أتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم } [رواه مسلم].
وتعريف الظلم بحسب الائمه هو : وضع الشيء في غير محله ...
وهنا سؤال : كيف يكون الظلم ظلاما في يوم القيامة ، وعلى من يكون هذا الظلام ؟؟؟
الظلام يقع على الظالم يوم القيامة وما اصعب الظلام في ذلك اليوم العسير يوم يحتاج المرء الى بصيص من نور يزيح عنه الخوف الشديد الذي يعتريه اثناء انتظاره لحسابه ومصيره ، هل هو الى الجنة والفردوس ام الى جهنم وبئس المصير والعياذ بالله ...
ولنتتبع معا مسيرة هذا الظالم والظلمات التي سوف تقع عليه في ذلك اليوم :
# لنبدأ الان بالخطوة الاولى التي يودع بها الانسان حياته الدنيا ويبدأ انتظاره ليوم القيامه ، محطة الانتظار والمكان الذي يعرف فيه المرء مصيره امن اهل النعيم ام من اهل الجحيم هو ،الا وهو ( القبر ) ....
مات ابن آدم كما مات من قبله الغابرون وكما سيموت من بعده الباقون ، حزن عليه من حزن وبكى عليه من بكى ، غسله اهله وكفنوه والى المسجد اخذوه وامام الامام وضعوه وخلف الامام صلوه ثم الى المقبرة حملوه ثم الى قبره انزلوه ثم ودعوه ثم تركوه ...
الان هو وحيد ابن ادم ، لم يبقى معه من الدنيا احد ، ولكن كيف سيكون مستقره هناك وكيف ستكون اقامته ان كان في الدنيا من الظالمين ؟؟؟
سوف يظلم عليه قبره ظلمة تهون امامها ظلمات الجنين الثلاث في بطن امه ، سوف يعرف وقتها الخوف والرعب من الظلام الحقيقي ، سوف يتمنى ان يجد بصيص نور يؤنسه في هذه الظلمة الموحشة ، ولكن أنى له ذلك وهو الظالم لعباد العادل في الحياة الدنيا...
ناهيك عن قبره الذي سيضيق عليه حتى لتختلط اعضاؤه ببعضها البعض فتزيد ظلامه ظلمه ، وناهيك عن ملائكة العذاب التي ستتكفل فيه طوال فترة اقامته هناك فتزيد ظلامه ظلمة ، عندها سيعلم هذا الظالم معنى قوله تعالى (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ )[الشعراء:227] ، فيا ابن ادم اتريد ان
تحل في هذا المقام ؟؟؟
ولننتقل الان الى يوم الحساب ، وبعد ان نفخ اسرافيل في الصور فيموت كل اهل الارض واهل السماء ثم يموت هو بدوره ويبقى الحي القيوم الذي لا يموت لا سواه ، ثم يبعث الله الخلق من جديد ويبدأ يوم الحساب ويوم الوعيد..
جاء دور ابن ادم الذي كان في الدنيا من الظالمين ، دوره الان ليعبر الصراط المستقيم ، ذلك الصراط الذي ينبغي لكل ابن ادم ان يمر فيه ، ولكن هذا الصراط ليس كأي درب وليس كأي صراط وانما هو احد من السيف وارفع من الشعره ، فتخيلوا صعوبة عبور هذا الصراط واستعدوا لعبوره خير استعداد عسى الله ان يكتبكم من العابرين له ...
ولكن الم يقل رسولنا الكريم ( الظلم ظلمات يوم القيامة ) فما بالك بالظالم الذي تحيط به غشاوة من ظلمات من كل الجهات ، هل سيستطيع عبور هذا الصراط ، الن يحتاج ابن ادم الى كل عمله الصالح والى كل ضوء ممكن ليجتاز صراطا بهذه الصفات ؟؟؟!!!
سيسقط هذا الظالم الى القاع لتحتضنه جهنم جزاء بما كان يعمل في الدنيا من الظلم للعباد ، عندها سيعلم هذا الظالم معنى قوله تعالى (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:254]
وما جهنم الا للكافرين ،فاحذر يا ابن ادم ام تكون من الكافرين او ان تكون من الظالمين....
فارجع عن ظلمك ايها الظالم قبل فوات الاوان ، وتأمل قول الشاعر الذي اجاد حين قال:
لاتظلمن إذا ما كنت مقتـدراًفالظلم آخره يأتيـك بالنـدم
نامت عيونك والمظلوم منتبهيدعو عليك وعين الله لم تنم
ولا تنسى حديث رسولنا الكريم عليه صلوات الله واتم التسليم حين قال : { اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً؛ فإنه ليس دونها حجاب }. صدق رسولنا الكريم ، فاحذر اخي الكريم من دعوة المظلوم عليك ، فأنك –والله- لن تستطيع تحمل مغبتها عليك.....
اعتذر عن الاسترسال ، ولكن العنوان جميل اجبرني على ذلك ، ولا يزال في جعبتي الكثير عن هذا الموضوع لأكتبه ، ولكن ارجو ان تكون الكفاية فيما قد كتب ...
وفي النهاية تذكروا (هنيئا لمن بات مظلوما ولم يبت ظالما ً)...
والسلام ختام الكلام
قد يكون مانقلته شيئ عن الظالم والمظلوم .. لعلها تدخل ضمن الموضوع ان شاء الله ...
__________________
هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
كان الله في عونكم وحفظكم من شرور العلمنه .
آخر من قام بالتعديل المسفهل; بتاريخ 03-08-2008 الساعة 05:55 PM.
السبب: تعديل كلمة إن شاء الله
|