المحطة الرابعة (4)
لاتجد أحداً من الناس إلا وتجد قلبه قد تلطخ بدنس الذنوب , وقيح الخطايا ، والناس قد إنقسموا في ذلك إلى صنفين :
1/ منهم يستغفر الله ويتوب , ويندم على مافعل من ذنب ويعزم ألا يعود . ونعم العبد ذاك
2/ ومنهم من هو غافل ؛ مستميت القلب ؛ لا يأبه بمايفعل؛ ولايستغفر فيما قد أرتكب , وهذا والله هو المرض العضال؛ الذي لو إستجلبت له مافي الأرض جميعاً من أطباء لما شافوه ولا عالجوه .
فكيف يعالجوه؛ وصاحب القلب قد صرف قلبه عن العلاج , معتقدا مر ذلك العلاج ومستصعباً أمره , فهو يظن أن مذاق التوبة علقم غير مستساغ , وأن طريقها صعب وشاق , وقد أخطأ فيما أعتقد , وغلط فيما فهم
فطريقها حلو بل هو نعيم أهل الجنة , ولو علم العاصي مابالتوبة من روحانية وإرتياح ؛ لسار يطلبها مشيًا على الأقدام , ولاجاب مشرق الأرض ومغربها؛ في السعي في إبتغائها .
فلماذا الصد عنها وهيَّ تبغيكم .
ياأخي المبارك جرب الأن وتذكر ماعليك من ذنب , واستغفر الله وإنظر ماذا يحل في قلبك من إرتياح وطمائنية وسكينة , أليس الرب عزوجل هو المتعهد براحة قلبك وسعادته؛ إن سلكت طريقها واجتنبت نقيضها
قال الله تعالى
((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) .
خلاصة الموضوع
تذكر كل ذنب قد فعلته , ثم استغفر الله وستجد الله غفوراً رحيما . وسترى السعادة وراحة البال أمام ناظريـك .