مـرحـوم يا خـالـد . مـرحـوم يا خـالـد .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في يوم قارس البرودة
ترتجف أناملي وأنا أكتب هذه الكلمات .
وقبلها يرتجف قلبي الذي تجرع ألم البعد والفراق .
ما أصعب لحظات الوداع .
وما أصعب لحظات الفراق .
خاصة إذا كان فراق أبدي .
ليس يوم أو اسبوع أو حتى سنة .
بل إلى مالا نهاية .
جمعت شتات ذهني .
الذي تفرق وتشتت بسبب الهم الحزن والأسى .
واستذكرت أجمل وقت قضيته معه .
بإبتسامته التي لا تفارق محياه .
وبخلقه وبحبه للخير وبخفة ظله وطرافته .
كنت لا أرتاح ولا أستأنس إلا إذا كان معي أو إذا كنت معه .
مع أنه كان لا يسكن في مدينتي إلا أننا نحاول أن نجتمع قدر المستطاع .
كم من موقف مر علينا يزيد أواصر الصداقة قبل أواصر القرابة .
يكلمني بكل صراحه .
لا يتوانى إذا أراد حاجة في طلبه لي .
كان يقول لي كثيراً : أعتبرك أخ لي .
وكنت أفرح عندما يقولها لي .
عشت معه أسعد لحظات حياتي وأجملها .
ينصحني ويهدي إليً عيوبي .
بأسلوب وكلام جميل .
لا يحمل بنفسه حقداً على أحد .
استمرينا على هذه الحالة مدة من الزمن .
وبعدها لا حظت عليه كثرة الهاجس والتفكير .
وكنت أقول له ما بك ؟.
وكان يقول ليس فيني شيئ ثم قال ما رأيك أن نسافر في الأسبوع القادم .
قلت له : حسناً .
وبعدها بيومين تعب من صدره .
ثم أدخل المستشفى .
ولم أعلم بهذا .
وزاد عليه المرض واشتد به الألم .
وادخل العناية المركزة والألم يزداد ويتعقد .
حينها علمت بهذا وفزعت إليه مسرعاً إلى المستشفى .
وفي طريقي اتصلت على الذي كان مرافق عنده .
حتى أتأكد من الخبر ولكي يخبرني بأي غرفة يرقد .
ويا ليتني لم أتصل حيث كانت صدمه عنيفة .
( توفي خالد )
قلت : ماذا تقول .
قالها والعبرة سكرت عل لسانه .
أقول : مات خالد .
قلت : اترك عنك هذا المزاح فهو موت لا تتشائم على خالد .
قال : والله أنه توفي قبل قليل .
ثم سكت قليلاً عجز لأن يكملها
وقال : أنا بجانبه الآن حملوه إلى الثلاجة .
وهو يتكلم أسمع كلمة والباقي لا أسمعها من البكاء .
إنا لله وإنا إليه راجعون .
لا حول ولا قوة إلا بالله .
فاسترجعت بعدها وحمدت الله على كل حال .
وأخذ بي الخيال بعيداً إلى شريط الماضي والذكريات .
وتذكرت كل ما حصل بيننا .
فذرفت عيناي بالدمع .
ولا أحمل له إلا الدعاء بالمغفرة والرحمة .
حتى وأنا أكتب هذه الكلمات بين المصدق والمكذب .
فكم كان له منزله خاصة في قلبي .
وكلما تذكرت أنه لن يقرأ مقالي ولن يطلع عليه يزيد علي أن أكتبه لأنني كنت متردد في كتابته . ولم أذكر إلا شيئاً بسيطاً عنه لأنني أود أن أخفي الباقي في قلبي .
وكم كان اسم خالد وقعاً في قلبي .
فذهب واحد وبقي لي الآخر ما حييت .
ولا أقول إلا عوضك الله شبابك في الجنة .
اللهم اغفر له يا رب العالمين .
وقدس روحه في جنات النعيم .
وكان ينتظره مستقبلاً وأماني في الحياة .
لكن كان المنون أقرب وهذه سنة الله في الحياة .
وجزاكم الله خيراً على قراءة خاطرتي الحزينة .
وأسأل الله أن لا يريكم ما يحزنكم ولا ما يكدر خواطركم .
اللهم آمين .
ا ل ش ا م خ
__________________
إهداء من الأخ الغالي والعزيز : عاشق بريدة
آخر من قام بالتعديل الشامخ; بتاريخ 20-02-2003 الساعة 09:50 PM.
|