المحطة السادسة (6)
(من تجالس)
إن ماقلناه في المحطة ِ السابقة لايعني إغفال الأصـدقاء والأصحاب , بل لهم حق كما أن لك أنت حق عليهم , ومن حقهم أن تتودد لهم , وتلين الجانب لهم .
ومن حقك أنت . . .ويحك إن فرطت به أن تبحث لك عن صاحب خير نصوح لك ,قائم معك ,سندك في الضيق , وكما يقال [الصديق وقت الضيق] .
وقد يلحظ كثرة المقالات والخطب , وكثرة النصائح , التي تحرَّض على إختيار الجليس الصالح , وماذلك إلا لقوة تأثير الصديق بصديقه [فالصاحب سـاحب] كما يقال .
فالعاقل يلزم صحبة الأخيار ؛ ويفارق صحبة الأشـرار ؛ لإن مودة الأخيار سريع إتصالها بطئ إنقطاعها , ومودة الأشرار سريع إنقاطعا , بطئ إتصالها . ومن صاحب الأشرار لابد أن يكون من جملتهم .
عليك بإخوان الثقات ؛ فإنهم * * * قليل فَصِلْهُم دون من كنت تصحبُ
ونفسك أكرمها وصُنها فإنها * * * متى ماتجالس سِفْلةَ الناس تغضب
قال مالك بن دينار ((إنك إن تنقل الحجارة مع الأخيار , خير لك من أن تأكل الحلوى مع الفجار ))
ويكفيك من صاحب السؤء تدنيسه لسمعتك , وإغضابه لربك ؛ وإن رأى منك غفلة عن ذكرالله زاد من غفلتك , فكم من رجل هلك بسبب صاحبه , وكم من فتاة ٍ سقطت في هاوية المعاصي بسبب صاحبتها.
وإن إضطررت لصحبة أحد ما؛ فاحرص أن يكون من أهل المروءات ؛ ممن لايرفثون* في مجالسهم.
.
________________
يرفثون :أي الفاحش من القول . وممايذم قوله أو فعله . .
خلاصة الموضوع
إحرص على الصاحب الذي يعينك على الطاعة , والذي يشتد به في أوقات الشدائد .