[وحيد المعنى]

بوركت أيها الغالي


وبسبب هذه الانابة وهذا الخضوع والانطراح لرب العالمين ، لاعجب بأن يصفه الله سبحانه وتعالى { إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين } قال ابن مسعود : إن الأمة الذي يعلم الناس الخير , وإن القانت هو المطيع ، أما الحنيفية الحنيف : المخلص , وكان إبراهيم قائما لله بحقه صغيرا وكبيرا , آتاه الله رشده , كما أخبر عنه , فنصح له , وكسر الأصنام , وباين قومه بالعداوة , ودعا إلى عبادة ربه , ولم تأخذه في الله لومة لائم ; فأعطاه الله ألا يبعث نبيا بعده إلا من ذريته , وأعطاه الله ألا يسافر في الأرض , فتخطر سارة بقلبه إلا هتك الله بينه وبينها الحجاب , فيراها , وكان أول من اختتن , وأقام مناسك الحج , وضحى , وعمل بالسنن نحو قص الأظفار , ونتف الإبط , وحلق العانة , وأعطاه الله الذكر الجميل في الدنيا , فاتفقت الأمم عليه , ولم ينقص ما أعطي في الدنيا من حظه في الآخرة , وأوحي إلى محمد وأمته أن اتبع ملة إبراهيم , فإنه كان حنيفا مسلما , وما كان من المشركين . فعلى كل عبد أن يطيع الله , ويعلم الأمة , فيكون في دين إبراهيم على الملة ، وقال آخرون: إن ( أمة ) هنا بمعنى الإمام والقدوة، ويُعد نبي الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام من اكثر الانبياء الذين ورد ذكرهم القرآن الكريم فقد ورد ذكره 69 مرة ..