مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 12-08-2008, 02:55 AM   #73
ربيع
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
البلد: جزيرة العرب
المشاركات: 272
لا يختلف اثنان على أن مهنة الطب مهنة شريفة ويجب على كل من يمارسها أن يتشرف بهذه المهنة.
لكن الواقع الحالي يجد أن الأمر قد اختلف، فكثير ممن ينتسبون إلى هذا المجال انتسبوا إليه ليس خدمةً للإنسانية وإنما طمعاً بالمال الذي سيحصلون عليه مقابل خدماتهم، فانقلب الأمر من حب لخدمة هذا الإنسان المريض، إلى عملية نصب وخداع وحب للمال بشكل غير طبيعي.
كنا نسمع قديماً أن بعض الأطباء يمارس مهنة الطب بالمجان على الفقراء والمساكين، لكن الواقع الحالي نجد أن أغلب المستشفيات والعيادات الخاصة تحاول وبأقصى قدرة ممكنة سرقة هذا المريض وبأي طريقة محتملة.
يبدو أنني انحرفت قليلاً عن الموضوع لكن هذه المقدمة لابد منها.
أولاً: سأتحدث عن العاملين في المجال الطبي من الرجال.
وثانياً: سأتحدث عن العاملات في المجال الطبي من النساء.

أولاً: العاملين في المجال الطبي من الرجال.
الرجال فيهم الصالح والطالح، وفيهم صاحب الخير وفيهم صاحب الشر، لكن بعض الشباب من الجيل الجديد انتسبوا إلى مهنة الطب وحاولوا دراستها والخوض في هذا المجال ليس حباً في هذا العمل أو حباً لخدمة الإنسان المريض، ولكن حباً في المال أولاً وأخيراً.
نجد أن بعض الشباب هداهم الله عندما يذهبون إلى عملهم في المستشفى قد لبس أحسن اللباس لديه، وكأنه ذاهبٌ في نزهة، ولا أعلم سبباً لذلك، غير أنه يريد أن يظهر أمام زميلاته من الفتيات في أحسن لبس وفي أحسن هندام، وتجده يحسن الحديث معهن وكأنه إنسان مُنزل من السماء لا يخطئ ولا يقول إلا كلام جميل.
وهو بذلك يريد أن يخطف قلوبهن، مع أن الموضوع لا يحتاج إلى هذا التخطيط الكبير، لأنهن متهيئات لقبول أي شيء سيطلبه هذا الشاب.
لذلك نجد أن بعض الفتيات اللاتي يخفن من الله، ويردن رجلاً للزواج لا ذكراً يرفضن الزواج بطبيب أو ممرض، والسبب أنهن لا يردن رجلاً يعمل مع النساء.
أعرف أحد الرجال الذين يعملون في المجال الطبي منذ ما يُقارب الثلاثين سنة، تخيلوا معي بعد هذه المدة كلها، تزوج إحدى العاملات معه في نفس المجال، طبعاً كزوجةٍ ثانية، وهذه الزوجة الثانية التي تزوجها وصل عمرها 35 سنة ثم تزوجها هذا الرجل، فتخيلوا معي لماذا لم تتزوج من قبل!
كانت تتذرع هذه الفتاة بأنها تريد إكمال دراستها، وعندما وقع الفأس في الرأس وجدت أن الجميع قد ابتعد عنها ولا يريد الزواج بها.
القصص لها أحداث خاصة لا أحب ذكرها هنا في هذا الموضوع.


ثانياً: العاملات في المجال الطبي من النساء.
المشاهد للواقع الحالي للعاملات في هذا المجال، يجد المآسي إلا من رحم ربي، وذلك لأن هدف الأغلب من هذه الفتيات ليس حباً لهذا العمل ولكن حباً في المال أو الشهرة أو المنصب اللاتي سيحصلن عليه نتيجة عملهن في هذا المجال.
ولو تشاهدون فإن أغلب الفتيات العاملات في هذا المجال، يأتين إلى المستشفى وقد تزيّن بأحلى زينة، وتلبّسن بأحسن لباس، وكأنهن ذاهبات إلى نزهة أو حفلةٍ ما.
كثير من الشباب الذين يرفضون الارتباط بمثل هذه النوعيات من الفتيات يرفضونهن ليس لأنهن طبيبات أو ممرضات، ولكنهم يرفضون الزواج منهن لأنهن يختلطن مع الرجال ويضحكن ويتغنجن بالحديث، وكأن هؤلاء الرجال محارم لهن!
ولا أحد ينكر هذا الكلام، ومن أنكره فليذهب إلى المستشفيات جميعها ويشاهد هذه المآسي.




أخيراً: العمل في هذا المجال جميل جداً، لو كانت أهدافه سامية مثلما كانت من قبل، لكن بعدما دخله الطمع والجشع والكذب، فأصبح عملاً هدفه الأول والأخير ليس خدمة الناس، وإنما هدفه جمع المال بأي طريقة ممكنة.
المشاهد للمجتمع العالمي بشكل عام، يجد أن أكثر الزواجات فشلاً هي التي تكون بين الأطباء أنفسهم، بعض النظر عن الجنس، وذلك بسبب أن هناك إعجاب ونظرات وشفتات ليلية وأشياء أخرى ليست مجالاً لذكرها هنا.

نقطة أخيرة وقبل أن أختم: لو كانت لدينا مستشفيات نسائية خاصة، لرأينا الجميع يسمح لابنته أو أخته بالدراسة والعمل في هذا المجال، وذلك لأن الأهداف سامية والعمل ليس فيه اختلاط أو تبرج أو سفور.
أوجدوا هذا الحل الوسط الذي سيرضي بإذن الله جميع الأطراف المتنازعة، وسنجد بعدها أن الجميع سيقبل بالزواج من طبيبة أو ممرضة.
ولكن بما أن الوضع مثلما عليه الآن، فسيستمر النزاع إلى أن يكتب الله الخير لنا وللجميع.

شكراً للجميع، وعُذراً على الإطالة.
__________________
"إن بوادر النصر قد لاحت في الأفق وإن دين الله منصور رضي من رضي وسخط من سخط".
فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين.
ربيع غير متصل