أنا أختلف معك أخي العزيز فالإحساس وحده لا أعتقد أنه يكفي بالنسبه للكاتب أو الشاعر على وجه الخصوص , فالكثير من الناس عندهم إحساس عميق لكن تبقى اللغة مهمه اذا أردنا أن نقيم الكاتب او الشاعر , فامتلاك موهبة اللغه في حد ذاتها فن .
المغني أو المنشد مهما كان عنده ذوق حسي عالي , بدون صوت جميل (مع اختلاف معايير الجمال واذواق المتلقين) أو يكون صوته غير متلائم مع المسار الذي يلائم شخصيته أو طريقة انشاده او غناءه لايمكن أن ينجح.
اللغة مهمه كثيرا , وطبعا لا أقصد بالضروره اللغه الفصحى مع أنني من أشد المعجبين بها ولكن اقصد على الأقل أن تكون لغة مفهومه أي ان الجميع يستطيع ان يفهم ماذا يقول الشاعر, اضافة الى ان الشاعر لابد أن يرتقي بلغته لأن تكون لغة شعرية .
سأضرب لك مثال ,الشاعر محمد بن الذيب الذي لا أعتقد أن هناك أحد يختلف على موهبته الشعرية يقول في مدح أحد شيوخ دولة الإمارات :
أص ولا اسمع نفس لعن الله ابو
من يقول المرجله ماهي سموك ؟!
أنت لو سمعت او قرأت هذه اللغه في أي مكان لما كنت في شك انها ليست لغة حوار عادية فضلا أن تكون لغة شعرية ! .
وهناك الكثير من القصائد التي تقال بمثل هذا الهبوط اللغوي والشعري, فما فائدة الموهبة أو الإحساس العميق الذي قلت انه يولد الأبداع في الشاعر او الكاتب؟
وأخيرا أقول إن الإحساس العميق أو الموهبه واللغة لاتستطيع أن تفصل بينهما أو بتعبير آخر هما وجهان لعملة واحده.
تقبل تحياتي
|