فتوى الشيخ ناصر الفهد فيما قاله ( منصور النقيدان ) في منتدى : الوسطية !!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فإن وصف ما يلقى في (المساجد) و (خطب الجمعة) و (الدروس الدينية) بأنه (تراث متعفن) و (ثقافة الصديد) و (الضحالة) كفر بواح ، وردة ظاهرة ، وزندقة مكشوفة ، يجب على المسئولين أن يستتيبوا صاحبها فإن تاب وإلا قتل مرتداً كافراً ولا كرامة له ، فإن مثل هذا الكلام من أعظم السب والسخرية بالدين وشعائره
وقد كفر الله سبحانه من قال (ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ، ولا أجبن عند اللقاء) فنزل قوله تعالى (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) (التوبة: من الآية 65 ، 66).
وماذا تبلغ مثل هذه الكلمات التي كفروا بها – وهم قد خرجوا للجهاد في تبوك – ونزل فيهم قرآن يتلى إلى يوم القيامة بجانب قول هذا الزنديق (تراث متعفن) و (ثقافة الصديد) و (الضحالة) ؟!.
قال ابن حزم رحمه الله في المحلى بعد أن ذكر مجموعة من الأدلة على كفر من سب الدين أو سخر به (المحلى 12/438) :
" صح بما ذكرنا أن كل من سب الله تعالى , أو استهزأ به , أو سب ملكا من الملائكة أو استهزأ به , أو سب نبيا من الأنبياء , أو استهزأ به , أو سب آية من آيات الله تعالى , أو استهزأ بها , والشرائع كلها , والقرآن من آيات الله تعالى فهو بذلك كافر مرتد , له حكم المرتد "اهـ .
وقال ابن قدامة رحمه الله (المغني 12/298) : " ومن سب الله تعالى , كفر , سواء كان مازحا أو جادا . وكذلك من استهزأ بالله تعالى , أو بآياته ، أو برسله , أو كتبه , قال الله تعالى ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) ".
وكلام أهل العلم في هذا كثير جداً ؛ يذكرونه في أبواب الردة .
وقد ثبت في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من بدل دينه فاقتلوه) ، وفي الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا يحل دم امريء مسلم إلا بإحدى ثلاث : وذكر : التارك لدينه المفارق للجماعة) ، وفي الصحيح أيضاً أن معاذ بن جبل قدم على أبي موسى فوجد عنده رجلاً موثقاً ، فقال : ما هذا ؟ قال : رجل كان يهودياً فأسلم ، ثم راجع دينه دين السوء فتهود ، قال : لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله – ثلاث مرات – فأمر به فقتل .
وأما حال هذا المريض فقد كان هذا الأمر متوقعاً منه ، لأنه سلك الطريق الذي يفضي به إلى الزندقة ، وقد كنت كتبت مقالاً قبل سنتين تقريباً بعنوان (من التوحيد إلى الإلحاد) تكلمت فيه على القصيمي ، وقد كنت أشير في ذلك المقال إلى هذا المريض ومجموعة من جهلة الأعراب حوله ، وأنهم قد سلكوا سبيلاً طرقه قبلهم كثير فأفضى بهم في النهاية إلى الإلحاد والكفر!.
ولكن الإنصاف يقتضي أن نقول إن القصيمي على كفره وإلحاده – نسأل الله لنا ولكم الثبات على الإسلام حتى نلقاه – قد خلف بعض التراث المفيد كتبه أيام هدايته ككتاب (الصراع بين الإسلام والوثنية) وكتاب (البروق النجدية) وغيرها ، أما هذا المريض فما خلف أيام هدايته إلا ذكريات السعي بالفتن بين أهل الخير وشق صفوفهم كما يعلمه أصحابه .
وما كثر هؤلاء الزنادقة كتركي الحمد الذي يقول (إن الله والشيطان وجهان لعملة واحدة) تعالى الله عما يقول علوا كبيراً ، وهذا المريض الذي يصف الدروس الدينية وخطب الجمعة وغيرها بأنها (تراث متعفن) و (ثقافة الصديد) إلا لما عطل حد الردة .
والسؤال :
هل كان تركي الحمد أو هذا المريض أو غيرهم سيتركون لو قال أحدهم عن مسئول من المسئولين : إنه والشيطان وجهان لعملة واحدة ، أو قال عن قرارات المسئولين : إنها (تراث متعفن) و (ثقافة الصديد) ؟ فإلى الله المشتكى .
وللفائدة أنقل قصة ذكرها القاضي عياض رحمه الله في آخر كتاب الشفا تدل على تعظيم السابقين من علماء وحكام لشعائر الله وحرماته ، فقد ذكر أن الأمير عبد الرحمن بن الحكم الأموي رحمه الله حاكم الأندلس كان له حظية اسمها (عجب) ، وكان لها ابن أخ سُمِع يقول كلاماً فيه سخرية بالله سبحانه ، فأفتى ابن حبيب الأندلسي رحمه الله وغيره بقتله ، وتوقف فيه آخرون ورأوا أنه يؤدب ومنهم القاضي ، فقال ابن حبيب رحمه الله : دمه في عنقي ، أيشتم رب عبدناه ثم لا ننتصر له ؟ إنا إذا لعبيد سوء ما نحن له بعابدين !. وبكى .
ورفع المجلس إلى الأمير عبد الرحمن بن الحكم رحمه الله فخرج الإذن من عنده بالأخذ بقول ابن حبيب ، وأمر بقتله ، وصلب بحضرة الفقهاء ، وعزل القاضي لتهمته بالمداهنة في هذه القصة ، ووبّخ بقية الفقهاء وسبّهم .اهـ
وأما بالنسبة لمنتدى الوسطية فهو منتدى خبيث ، طرقه العلمانيون والروافض والعقلانيون وأهل الخبث من كل جنس ، نشروا فيه سمومهم ، وقدحوا من خلاله بكثير من شعائر الدين ، وتكلموا فيه على كثير من العلماء والسلف ، حتى الصحابة لم يسلموا منهم ، وما استضافتهم لهذا المريض إلا نموذج مما يبث فيها ، وقد جمع بعض المشايخ مذكرة تقع في أكثر من مائتي صفحة سماها (فضائح الوسطية) ذكر فيها بعض الطوام والموبقات التي تنشر فيه ، لذلك أحذر إخواني المسلمين من هذا المنتدى والدخول فيه أو المشاركة .
نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لما يحب ويرضى ، وأن يثبتنا على دينه حتى نلقاه ، وصلى الله على نيبنا محمد .
|