(4)
بعد تلك الواقعة ترددت هل أخبر أمي بما سمعت في تلك الليلة , أو ألتزم الصمت لأن ظروف أمي البيتية وانتظارنا الطويلة للخادمة بسبب ماحصل من مطالبات برفع أجور العمالة وتأخر مكاتب الاستقدام في احضارهنّ .
هذه الأسباب جعلت خيار تبديل الخادمة أو الاستغناء عنهابالنسبة لنا شاق ليس مادياً بل معنوياً , خصوصاً أن الوالدة من طبعها أنها لاتحب أن يدخل بيتها خادمات التأجير ولا أن يكون بيتها مسرحاً لتجارب مكاتب الاستقدام .
قلتُ بيني وبين نفسي سأكتم الخبر واتغافل ولن أغفل , لأن الموضوع قد يتطور أو تأتي هذه الخادمة التي تمارس الكذب بما هو أعظم .
سارت الحياة طبيعية كما هو أي بيت , وفي أحد الأيام سمعتُ من قريبة لي أن خادمتها تشتكي من خادمتنا وتقول لها صراحة إن تلك الخادمة _ أي خادمتنا _ عار على هذا البيت إنها فاسدة بما تحمل الكلمة من معنى , بل الأفضع من ذلك أنها تخاف منها .
هنا بدأت أمسك طرف الخيط , وعلمت أن توقعي كان في محله , وأن هذه الخادمة تخفي شيئاً وأن كذبها بشأن المسجل ليس إلا كذبة صغيرة وأن هناك أكبر منها .
وضعي لايسمح لي بمراقبة البيت مراقبة دقيقة , فحاولت أكثر من مرة أن أدخل في أوقات متفاوتة لعلي أظفر بشيء .
جاءت الحادثة الثانية لتؤكد أن المسألة في طريقه إلى مالاتحمد عقباه , حيث جئت يوما في الصباح أمشي على أطراف أنامل قدمي , بحثت عنها في كل مكان فلم أجدها ؟
توقعت أنها شعرت بمراقبتي لها فهربت من البيت , لكن ما إن ذهبت لمكان منزو في البيت إلا وجدتها ترمي برسالة مظرفة من أعلى السور إلى جيراننا ...
آخر من قام بالتعديل النفس المتحررة; بتاريخ 18-08-2008 الساعة 04:40 PM.
|