مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 21-08-2008, 10:24 AM   #1
الـصـمـصـام
عبدالله
 
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: .
المشاركات: 9,705
..:: [ تسلّح بالسلاحِ الواقي أو ذق ويلات الألم ] ::..

بسم الله الرحمن الرحيم




كتب الله على بني آدم المقادير و هم يتقلبون بين أحوال ، فأصبح بعضهم يُصيب بعضاً بحسد و عين و ما إلى ذلك ، و المتأمل في واقع الناس اليوم يجد هذا قد استفاض و انتشر ، و هذا مؤشر ضعف الإيمان ، و وهن التعلق بالخالق سبحانه و تعالى ، فيُصاب البعض بالعين من حسد الحاسد فضيق الصدر و ينتاب المسلم من القلق والأرق أحياناً، فترى الرجل إذا أصابته تلك الحالة كئيباً كسيراً تتغير حاله، وتتنكر له نفسه، قد يعاف الطعام والشراب، بكاء وحزن، وحشة وذهول، وقد تغلب أحدهم نفسه، فيشكو أمره إلى كل من يجالسه ويهاتفه، دون أن يجاهد نفسه طرفة عين.

و هنا ننظر إلى الخلل من جهتين فتجد الحاسد - أولاً - يعترض على أقدار الله تعالى ، ولو آمن بالقضاء و القدر لما أشغل نفسه و أشغل عباد الله بهذا الخلق المشين وهو الحسد ، ثم أصاب بعينه و خبثه إخوانه فأشقاهم .

و من الجهة الأخرى فالناس عن الأذكار منشغلون ، و الأذكار بها يحفظ الله من كيد الشياطين ، و حسد الحاسدين ، وهيَ مضمونة لمن داوم عليها ، و هي إلى ذلك قصيرة و لا تكلف جهداً ولا وقتا ، فلا بد من الحرص على هذه الأسلحة الربانية لكف أذى الشياطين و الحاسدين و العائنين ، و الاعتماد على الله في ذلك ، مع ضرورة إصلاح النفس و تقويم الإيمان و التوكل التام على رب البريات ، و منزل الرحمات بأن يعيذك من كيد الشياطين .

يقول ابن القيم رحمه الله في الجواب الكافي : " الأدعية و التعوذات و الرقى بمنزلة السلاح ، و السلاح بضاربه لا بحده فقط . فمتى كان السلاح تاماً و الساعد قوياً و المحل قابلاً و المانع مفقوداً حصلت النكاية بالعدو ، و متى تخلف واحدٌ منها تخلف التأثير " أهـ
و كل شيء بقدر الله جرياً على حكمة و حسن تصريف ، و ما أصاب من مصيبة إلا بإذنه ، فاحموا أنفسكم و أولادكم و أموالكم بهذه الأسلحة مع سلاح الإيمان في وقت تعلق الناس فيه بأسباب المادة ، و انهمكوا في البحث عن المحسوسات ، فرأينا الساحر و المسحور ، و الحاسد و المحسود ، و العائن و المصاب بالعين .

اللهم رحمتك نرجوا فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وأصلح لنا شأننا كله لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين ، اللهم إنا عبيدك بنو عبيدك بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك بكل اسم هو لك، سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا ويسر أمورنا، وهيء لنا من أمرنا رشداً .
__________________




ياربي ..افتح على قلبي ..
و طمئنه بالإيمان و الثبات و السلوة بقربك ..
[عبدالله]

من مواضيعي :
آية الحجاب من سورة الأحزاب ( أحكام و إشراقات )
::: كيف نقاوم التشويه ضد الإسلام و ضد بلادنا:::(مداخلتي في ساعة حوار مكتوبة و مشاهدة)


آخر من قام بالتعديل الـصـمـصـام; بتاريخ 21-08-2008 الساعة 02:19 PM.
الـصـمـصـام غير متصل