مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 01-03-2003, 12:13 AM   #5
VoLcAnO
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2002
المشاركات: 67
[c]"وقفة مع ابن حزم والمقلدين"

إعلموا بارك الله فيكم.. أن العلماء نبذوا التقليد الأعمى الغير مستند لا على برهان ولا دليل قاطع وهذه تعد منقصة في حق العالم وطالب العلم وكان ابن حزم نفسه رحمه الله يذم التقليد المذموم على غير هدى وحق ..فالله اسأل أن يُري الجميع الحق ويرزقهم اتباعه ويريهم الباطل ويرزقهم اجتنابه

انفرد ابن حزم رحمه الله تعالى بإباحة الغناء وتبعه من تبعه سواء على علم أو غيرعلم وابن حزم معذور ان شاء الله تعالى فهو مجتهد وهو الذي قال " ووالله لو أسند جميعه أو واحد منه فأكثر من طريق الثقات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ترددنا في الأخذ به " أما من قلّده بعد أن قامت الحجة عليهم فالله أولى وأعلم بهم سبحانه عزوجل


وقد استدل ابن حزم رحمه الله تعالى على أحاديث وضعّف أحاديث صحيحة تخالف ماذهب إليه رحمه الله منها الآنف ذكرهما ولست في صدد بيان خطأ ابن حزم في التضعيف فهذه مسألة علمية بحته قد لاتهم القاريء ومن أراد الاطلاع عليها فليرجع إلى كتب أهل العلم ولكن أردت فقط أن أوضح للقراء الكرام أن ابن حزم رحمه الله ليس من علماء الحديث فهو كما هو معروف قد جهل جماعة من الحفاظ على رأسهم الترمذي رحمه الله الذي قال عنه ابن حزم أنه مجهول !!! بقي أن تعلم ان ماضعّفه ابن حزم صححه عدد من المتقدمين والمتأخرين وهم البخاري وابن حبان والاسماعيلي وابن الصلاح والنووي وابن تيمية وابن القيم وابن كثير والعسقلاني وابن الوزير الصنعاني والسخاوي والأمير الصنعاني والألباني وابن باز رحمهم الله جميعا وغيرهم أيضا كثير

"أدلة ابن حزم والرد عليها"

الدليل الأول :

عن عائشة قالت دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه فدخل أبوبكر فانتهزني وقال لي أمزمار الشيطان عند رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعهما ياابا بكر فإن لكل قوم عيد وهذا عيدنا"


الجواب :

صغرسن هاتين الجاريتين وأنهما غير مكلفتين ودليل ذلك أن عائشة كانت صغيرة ولما بلغت نقل عنها ذمها للغناء في الحديث الذي رواه البيهقي بسند صحيح أن أم علقمة مولاة عائشة أخبرته ان بنات أخي عائشة خفضن فألمن من ذلك فقيل لعائشة ياأم المؤمنين الا ندعو لهن من يلهيهن قالت بلى قالت فارسلوا على فلان المغني فأتاهم فمرت عائشة في البيت فرأته يتغنى ويحرك رأسه طربا وكان ذا شعر فقالت عائشة رضي الله عنها "أف شيطان أخرجوه اخرجوه" أيضا أن الغناء المذكور نوع من الشعر في وصف الحرب والشجاعة وليس مما يهيج النفوس على الشر والبطالة وهو غناء بغير شبابة ولا دف ولا رقص ولا تصفيق ايضا قوله دعهما فإن لكل قوم عيد دليل على بلاغته صلى الله عليه وسلم لأنه أشار من جهة إقراره لأبي بكر على الانكار ولم ينكر عليه إنكاره كأصل ومن جهة وضح أنه هذا مستثنى من الأصل لأنه يوم عيد أيضا النبي عليه الصلاة والسلام لم يستمع بل سمع وفرق بين الاستماع والسماع فالأمر والنهي يتعلق بالاستماع لا بالسماع وقد فصل العلماء في هذه النقطة فمن أراد فليرجع إلى كتب أهل العلم


الدليل الثاني :

حديث نافع مولى ابن عمر قال سمع ابن عمر مزمار فوضع أصبعيه في أذنيه ونأى عن الطريق وقال يانافع هل تسمع شيئا قلت لا فرفع أصبعيه وقال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع مثل هذا وصنع مثل هذا


الجواب :

أن ابن عمر كان يسمع ولم يستمع وهناك فرق فالسماع لايأثم المرء به لأنه غير مقصود وإن كان الأفضل والأحسن والأحوط أن يسد اذنه كي لايسمع ولو لم يسد فلا شيء عليه أيضا زمارة الراعي ليست مطربة كسائر المعازف فهي لاتفعل مثل بقية الملاهي في النفوس فعل الكؤوس فإذا كان هذا فعلهم في زمارة راعي فكيف سيكون صنيعهم بغناء أهل زماننا اليوم أيضا مثل هذه واقعة عين فابيح السماع لحاجة أيضا قد يكون الراعي بعيد لايرى شخصه وإنما يسمع صوته فتقرير الراعي لايدل على الإباحة لأنه واقعة عين كما قلنا ولعله بعيدا على رأس جبل أو مكان لايمكن الوصول إليه أو لم يكن الراعي مكلفا فلم يتعين الانكار عليه أيضا لو فرضنا أنه دليل على الاباحة فإنه قد يكون قبل تحريم الغناء وكما يعلم الجميع أن النبي عاش مع الصحابة فترة قبل أن تحرم الخمر ومع ذلك لم يقل أحد من العلماء أن النبي أقرهم على شربها أيضا


الدليل الثالث :

حديث عائشة جاء حبش يزفنون في المسجد في يوم عيد فدعاني النبي عليه السلام فوضعت رأسي على منكبه فجعلت أنظر إلى لعبهم حتى كنت أنا التي أنصرفت عن النظر إليهم


الجواب :

الزفن معناه التوثب بالسلاح واللعب بالحراب على هيئة قريبة من هيئة الرقص فلم يكن من الحبشة رقص على غناء ولا ضربا بالاقدام ولا اشارة بالاكمام بل لعبا بسلاح وتأهبا لكفاح وتمرين كر وفر وطعن وضرب فأين هؤلاء من أفعال المطربين والمطربات شتان شتان بينهم


الدليل الرابع :

حديث عامر البجلي أنه رأى ابن مسعود وابن كعب وثابت بن يزيد وهم في عرس وعندهم غناء قال قلت لهم هذا وأنتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقالوا أنه رخص لنا الغناء في العرس والبكاء في غير نوح


الجواب :

فهو على افتراض صحته فهو مستثنى من الأصل كما تقدم فهو خاص بالعرس ويدل على ذلك تخصيص الغناء في العرس كحالة استثناء لا على سبيل الاطلاق أيضا اقرارهم لانكار البجلي فلم ينكروا عليه انكاره وإنما اخبروه أن هذا مستثنى من الأصل وهو التحريم أيضا لم ينقل عن الصحابة أنه سمع الغناء المحرم لا في خلوة ولا حضر له ولا أثنى عليه بل ذمه وقبحه وقبح الاجتماع وماورد عن ابن مسعود يدل على ذلك


الدليل الخامس :

مارواه ابن حزم نفسه عن عبدالله بن عمر وعبدالله بن جعفر انهما سعيا في بيع المغنية وسمعا منها


الجواب :

لم يثبت عنهما ذلك وحاشا ابن عمر من ذلك وهو كما تقدم كان يسد اذنيه من سماع زمارة راعي أيضا مارواه البيهقي ان ابن عمر مر على جارية صغيرة تغني فقال لو ترك الشيطان أحدا ترك هذه فهذا دليل على ان الشيطان لم يتركها حال الغناء


في الختام لايسعني إلا أن أتوجه إلى الله العزيز الحكيم الذي مكنني من كتابة أقوال اهل العلم في ذلك واسأله أن يجعل ذلك خالصا لوجه وأن يجد طالب الحق بغيته فيما كُتب ويجد المحتار هداية باله فيما قرأ وأن يجد المخدوع أو الجاهل النور فيما سُطر ..

اللهم احفظنا من كل شر واحفظ اسماعنا من الحرام اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين

سبحانك اللهم وبحمدك أشهدأن لاآله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

وجزاكم الله خير

والسلام عليكم

ورحمة الله

وبركاته

[/c]
__________________
الله يهدينا مادام يمدينا

volcano1400@hotmail.com
VoLcAnO غير متصل