مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 23-08-2008, 03:21 PM   #9
تأبَّط رأياً
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
نكمل ..
الموقف السادس :
كنت يوم الاثنين الموافق 10/8/1429هـ في أحد مدن المملكة ولي أخ صاحب تجارة بالخيل وقال لي يوجد هنا في هذه المدينة حراج للخيل في مثل هذا اليوم .... المهم ............................... أقبللنا على أصحاب الخيل في تلك المدينة وإذا لهم دكة واسعة سلمنا عليهم...... ردوا علينا السلام ..... قالوا: تفضلوا ..قلطنا ... كل واحد استقر في مكانه.
جلسنا ما يقارب أكثر من ساعة تجاذبنا فيها الحديث وغالبه في هذه البضاعة التي لا علم لي فيها إلا الحب فقط
كان المعتاد لدى جميع العرب بل والمسلمين أن يقدم للضيف شئ ولو ماء خصوصا كحر تلك المدينة
فما رأينا من ذلك شيئا وكأن القوم نشؤا في بلاد( مروا) الذي يقول عنهم الحموي في معجم البلدان
أنهم مشهورون بالبخل أذن المغرب صلينا ثم تفرقنا وأنا أندب كل غريب سيطرقهم إن كانوا كما رأينا
والله المستعان.
إنه لايعني ذلك الولع بأكل وشرب في كل محضر بقدر مافي ذلك من تسليط الضوء على الخلل الذي يمارسه البخلاء في طعامهم وشرابهم والشح حتى بالماء .
أي والله .

الموقف السابع :

عملت في التدريس في عدة مدن فلم أر أغرب ولا أعجب من ذلك البخل في ذلك الرجل .
كانت المدرسة عبارة عن مجمع (ابتدائي ومتوسط وثانوي) وكان فيها مكتبة مليئة بالكتب ، وصاحبنا
هو أمين المكتبة كنت أقضي أغلب وقت الفراغ بالمدرسة في هذه المكتبة وكنت كالابن لهذا الرجل ، ونتذاكر
في كل شئ خصوصا في الكتب ، من أول الصباح حتى أخرج منها ، الغريب أنه يشرب زمزمية شاهي كاملة يوميا وأنا بجواره لا يفصل بيني وبينه إلا بعض أكوام الكتب ... ولم أشعر به إلا آخر السنة بطريق المصادفة.
كيف يشربها ؟
كيف يحضرها ؟
هذا هو الغريب .
الطريقة :
أنه قد اتفق مع الخادم أن يحضر زمزميته الخاصة به ويضعها تحت طاولته كل يوم قبل الطابور .
كيف علمت أنا ؟
في يوم من الأيام وأظنه في آخر السنة دخل علينا الخادم ومعه الشاهي الخاص بصاحبنا فقام بخفة إليه .
وعاتبه ألا يكرر هذا العمل مرة أخرى ويتأخر به إلى هذا الوقت.
فمنها علمتُ بكؤوس تحتسى يوميا هنا .

لايعنيني ذلك بقدر مافيه من الجشع الإمساك .

فبدأت أرقبه في بقية الأيام ... وإذا هو يلتف بكرسيه الدوار بكل خفة نحو الجدار أو للجهة المعاكسة لي.
ثم يرتشف من ذلك الكأس بكل صمت وهدوء حتى لا أسمع ولا أرى.
إنه بخل لم أر ولم اسمع بمثله إلا ما قاله جرير :
قوم إذا أكلوا أخفوا كلامهم ## واستوثقوا من رتاج الباب والدار
قوم إذا نبح الأضياف كلبهم ## قالوا لأمهم بولي على النار
وقول الآخر :
تراهم خشية الأضياف خرساً ## يصلون الصلاة بلا أذان.

وإلى مواقف ومشاهدات أخرى نفضح بها بخلاء هذا العصر.
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه :
( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا)
أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809

آخر من قام بالتعديل تأبَّط رأياً; بتاريخ 23-08-2008 الساعة 03:25 PM.
تأبَّط رأياً غير متصل