مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 23-08-2008, 11:26 PM   #2
النفس المتحررة
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 402
( 8 )

إنه ...إنه ...ترددت قليلاً ثم سكتت , أكملي من ؟ انطلقت بشحاعة ورفعت عيناها بعد أن اغرورقت بالدموع _ ولا أدري أهي دموع حبٍ وشوق وعذاب أو دموع خوف ورهبة _ نطقت اسمه برومانسية حالمة تماماً كما في التمثيليات وكأنها تتذكر معالم وجهه الفاتن لها , قالت : ذلك ابن كفيلي السابق !؟
ثم عقّبت أهبه قالتها بلكنتها الأعجمية وضمت يديها إلى صدرها واطلقت آهات الشوق والعذاب !!
هل أقول صعقت أو فجعت أو تلخبطت كأني أمام مشهد سينمائي ليس حقيقي البطل غائب وحبيبه يبحث عنه ودوري بينهما ايصال المحبوب إلى حبيبه .
تذكرت بعد لحظات أني في غرفتها لوحدنا دونما حسيب أورقيب , وتذكرت أنها أنثى والأنثى إذا أحست بالخطر فإنه ترمي بجميع حيلها إغواء وإغراءً , تبدأ بالبحث عن النقطة الأضعف فيمن يحاول أن يهجم عليها أو يقبض عليها متلبسة , تماماً كالقط حين تحجزه إلى زاوية فلايجد منفذاً سيتجه حتماً إلى القفز على وجهك .
كذلك تذكرت أن الأوامر التي صدرت لها من أمي بمنع الاتصال والجوال وأنها أخبرتنا بأنها لاتملك جوال , وقد كذبت الآن , وهناك احتمال أن تكون اشترته فمن الذي جلبه لها؟ أو تكون سرقته فمن ذا ياترى الذ سطت على جواله وكيف ؟ , والامر الآخر من زودها بالشريحة وبطاقة الشحن ؟
تنبهت بعد كل هذه الخواطر السريعة , ورتبت نفسي وحاولت أن أقودها _لا أن تقودني_ إلى ما أريد , علي أن أحذرها قدر المستطاع وأحاول فهم ماستقوله !
سألتها من أين لك الجوال ؟ .. قالت هذا جوالي جلبته معي من بلدي حيث اشتريته من البلد الذي كنت أعمله فيه ... يعني كذبت علينا حين قلت ليس معي جوال ؟ .. قالت: طبعاً توقعت أن تأخذوه مني لذا كذبت ..., قلت حسنا الجوال اشتريته قبل لكن الشريحة وبطاقة الشحن , هنا ترددت ثم صمتت , أعدت عليها السؤال , قالت : شغالة فلان _ قريب لنا _ دفعت لها قيمة الشريحة والشحن وزوجها السائق تكفل بالمهمة , عرفت أن هؤلاء شبكة مترابطة يخدم بعضهم بعضاً , فالسائق يكون هو الممول للخادمات , ولا أدري هل هؤلاء السائقين يفعلون ذلك حباً وكرامة أو كل شيء له ثمنه المادي أو المعنوي .
شككت في أنها كانت تكذب في إجابتها الأخيرة , لا أدري لماذا ؟ ... سألتني بخبث بدون مقدمات كيف عرفت أني اتصل ؟ أجبتها بأني كنت أبحث عن شيء فسمعت صوتاً فلما قربت اكثر وأكثر عرفت أنه من غرفتك ولما اقتربت سمعت المكالمة .
مباشرة بخبث أيضا لم لم تنم ؟ قلت : هذا شيء لايعنيكِ , تابعت خبثها بأن قالت : هل تعلم أني لا أنام الليل ؟, قلت : ولم ؟ , قالت _ بكل وقاحة _: إني أحس بألم كبير في صدري ورفعت يديها نحو صدرها فأمسكت بثدييها وقالت : ألم شديد هنا لأن الحليب قد تجمّع فيه .
خشيت أن تزيد في إغرائها وتكشف عن نهديها , جاءني الشيطان في تلك اللحظة , ولكن سريعا صرفته , فحولت الحوار لمساره الصحيح وتابعت مساءلتها .
سبق لكِ أن عملت قبل هذه المرة , قالت : نعم في بلد كذا ...كم عمرك : قالت : ستة عشر , فطنت الآن أنها في أوئل عشرينيات عمرها , يالله ما أبشع هذه المكاتب التي تريد فقط الربح المادي , فلقد كانت جميع شروطنا مخالفة لماهو عليه الواقع , أولها العمر .
حين تاتي خادمة بهذا السن فإن عليك أن تراقبها كما تراقب مراهقة , فينقلب الوضع في البيت بدل من أن تخدمنا نخدمها نحن بأن نراقبها, ومراقبة المراهقات من أصعب الأشياء .
قلت : وحبيبك ؟ ... قالت : هو الأكبر من العائلة , لقد كان وسيماً كنت أحمل صورته في الجوال , وبدات تصفه لي بكل أريحية .
سألتها السؤال الذي لم تتوقعه ؟ , هل كانت العلاقة بينكما حب فقط أم صداقة لحد أن وقع الحرام ؟ سكتت ... قلت : أجيبي .
قالت : بعد أن بكت وبكت وبصوت خافت لايكاد يسمع .......

آخر من قام بالتعديل النفس المتحررة; بتاريخ 23-08-2008 الساعة 11:33 PM.
النفس المتحررة غير متصل