 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأساسية كتبها &بعيد المدى& |
 |
|
|
|
|
|
|
أثبات المحبه لها يكون بالدعاء لها في ظهر الغيب يالحبيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
|
|
 |
|
 |
|
أخي الحبيب ...
أضع بين يديك الخطوط العريضة لمعالم الوفاء بين الأزواج رسمها لك سيد الأوفياء عليه الصلاة والسلام ، من جعله الله تعالى الأسوة الحسنة ؛ ليستنير بهديه ويسير على دربه المؤمنون .
أخرج البخاري بسنده إلى عائشة رضي الله عنها قالت : ما غِرْتُ على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غِرْتُ على خديجة ، وما رأيتُها ، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكْثِر من ذِكْرِها ، وربما ذبح الشاة ثم يُقَطِّعُها أعضاء ، ثم يبعثها في صدائق – أي : صديقات – خديجة .
فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة !
فيقول : (( إنها كانت ، وكانت ، وكان لي منها ولد )) .
فصلَّى الله وسلَّم على أكرم الخلق ، وحافظ العهد .
فقد كان صلى الله عليه وسلَّم وفياً لخديجة في حياتها ، ووفياً لها بعد وفاتها ، فهو يذكر أعمالها وأخلاقها ، وأيامها وعهدها ، رضي الله تعالى عنها .
كيف لا ، وهي التي آثرته ورغبت فيه ، وهي أول من صدَّقه وآمن به ، وهي التي ثبَّتَتْ فؤاده وقوَّت عزيمته ، وكانت البلسم الشافي لآلامه وأحزانه .
هي التي واسته بمالها ، وهي التي رزق منها الولد ، وهي التي حفظت عهده ، وحافظت على بيته وولده ، وهي .. وهي ..
فنالت بسبب هذا الوفاء العظيم ما جاء في الحديث الشريف : (( بشِّروا خديجة ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب )) رواه البخاري .
وعند الطبراني من حديث فاطمة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله ، أين أمي خديجة ؟ فقال : (( في بيت من قصب )) . قلت : أمن هذا القصب ؟ قال : (( لا ، من القصب المنظوم بالدرِّ واللؤلؤ والياقوت )) .
قال السُّهَيلي : (( النُّكْتة في قوله (( من قصب )) ولم يقل : من لؤلؤ : أن في لفظ القصب مناسبة لكونها أحرزت قصب السَّبْق بمبادرتها إلى الإيمان دون غيرها )) .
وقال ابن حجر : (( وفي القصب مناسبة أخرى من جهة استواء أكثر أنابيبه ، وكذا كان لخديجة من الاستواء ما ليس لغيرها ؛ إذ كانت حريصة على رضاه بكل ممكن ، ولم يصدر منها ما يغضبه قط ، كما وقع لغيرها )) .
وقابل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاءها بوفاء أعظم منه ، فكان من وفائه لها :
1- الحزن الشديد على فراقها ، كما جاء عند الحاكم من حديث حبيب مولى عروة .
2- ومن وفائه صلى الله عليه وسلم لها : أنها كان يصرِّح بحبه لها حتى بعد وفاتها .
ففي حديث عائشة رضي الله عنها عند ابن حبان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني رُزِقْتُ حبَّها )) يعني : خديجة .
3- الإكثار من ذكرها ، كما تقدم : (( إنها كانت وكانت )) يذكر ماذا ؟!.
إنه يذكر محاسنها : إيمانها وتصديقها ، وثباتها وتثبيتها ، إنه يذكر أخلاقها الفاضلة ، وعاداتها الجميلة ، والتزامها ، وأدبها ، واحترامها ، وحسن عشرتها ، إنه يذكر بيتها الهادئ ، وحياته الهانئة معها ، ويذكر ويذكر .
وهذا هو الوفاء العظيم الذي ينبغي أن يسير عليه كل من اتَّخذ المصطفى صلى الله عليه وسلم قدوته .
الأول : في صحيح مسلم عن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذبح الشاة قال : ( أرسلوها إلى أصدقاء خديجة ) فذكرت له يوما ً فقال : (اني لأحب حبيبها ) .
الثاني : روت عائشة رضي الله عنها : قالت جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي فقال لها رسول الله : (من أنت ) ؟
قالت : أنا جثامة المز نية .
فقال : بل أنت حسانة المز نية , كيف أنتم , كيف حالكم ؟ كيف كنتم بعدنا ؟
قالت : بخير , بابي أنت وأمي يا رسول الله .
فلما خرجت , قلت : يا رسول الله , تقبل على العجوز هذا الإقبال ؟
قال : إنها كانت تأتينا من زمن خديجة , وإن حسن العهد من الإيمان .
الثالث : قالت عائشة : استأذنت ( هالة بن خويلد ) أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فعرف استئذان خديجة وتذكره , فارتاع فقال ( اللهم هالة بنت خويلد ) فغرت فقلت وما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر فأبدلك الله خيراً منها ) وحمراء الشدقين : أي سقطت أسنانها وبقيت حمرة اللثة .
عن هذه المواقف ترشدنا إلى أهمية خلق الوفاء في العلاقة الزوجية وأهميته كذلك في العلاقات الاجتماعية , وقد علمنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم كيف نكون أوفياء مع زوجاتنا وفي علاقتنا , فالوفاء إنما سمي بالوفاء , لما فيه من بلوغ تمام الكمال , وقد أمر الله تعالى به فقال { وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا } الإسراء /24 . كما وصف ربنا تبارك وتعالى إبراهيم عليه بهذا الخلق في سورة النجم الآية 37 فقال :
{ وإبراهيم الذي وفى }. فهو إذن خلق الأنبياء في الصدق في الكلام والصدق في المشاعر والصدق في الأفعال , ولهذا قال الشاعر عن الأوفياء :
إذا قلت في شئ ( نعم ) فأتمه
فإن ( نعم ) دين على الحر واجب
وإلا فقل ( لا ) تسترح وترح بها
لئلا يقول الناس : إنك كاذب
فالوفاء بين الزوجين من دعائم استقرار البيوت وسعادتها , ويتحقق الوفاء في حال حياة الزوجين وحتى بعد وفاة أحدهما , ولكن في زماننا يعتبر الوفاء عملة نادرة في العلاقات الإنسانية .
أ – مظاهر الوفاء الزوجي وعلاماته :
لقد أعجبني ما ذكره أبو مريم في الوفاء الزوجي في كتابه ( حق المرأة على زوجها )
وقد ذكر فيه سبع علامات تدل على وفاء الزوج لزوجته وهى :
1.دفع ما يوجه للزوجة من نقد يرى الزوج أنه لا مبرر للسكوت عليه , والتماس المعاذير ما أمكن , وهذا الدفاع يعظم قدره إذا كان في غيبتها , ومن أمثلة ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم دفاعه عن زوجته السيدة صفية رضى الله عنها .
2.عدم تطليق الزوجة بغير سبب معقول ، ككبر سنها , أو مرضها , أو فقرها , أو تغير مركزه الاجتماعي , فليس من الوفاء أن تقطف زهرتها , ثم تتركها , وفى معنى الطلاق تغير معاملته لها على خلاف , أو التقدير للزوجة إلى ما بعد موتها .
3.امتداد الحب , أو التقدير للزوجة إلى ما بعد موتها .
4.إكرام صديقات الزوجة .
5.صلة رحم الزوجة وإكرام أقاربها .
6.الثناء على الزوجة والدعاء والاستغفار لها .
7.إنقاذ وصيتها بعد وفاتها : ولا شك في أن ما ذكرنا من وفاء الزوج لزوجته ينطبق كذلك على وفاء الزوجة لزوجها , بالإضافة إلى حفظ أسرار كل واحد منهما للآخر وحسن تربية الأبناء , وحفظ ممتلكات الآخر أثناء وجوده وعند غيابه , كل ذلك من الوفاء الزوجي .
فمن هدى النبي محمد صلى الله عليه وسلم نتعلم وسائل الوفاء الزوجي وكذلك الوفاء الوالدي , كما ذكر ابن عباس رضي الله عنه أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : عن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت ، فأحج عنها؟
قال : نعم حجي عنها , أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيتيه ؟
اقضوا لله , فالله أحق بالوفاء .