الموقف العاشر :
وبه ينختم الموضوع :
أول ماعينت مدرسا ، عينت في بلد ناءٍ جدا عن بريدة ، وتكبدت المشاق التي لايعلم بها إلا الله .
في تلك المدينة يتسم بها الطابع القبلي بل فيه أقوى قبيلة في تلك الجهة مشهورة بالكرم والرجولة والشهامة ،
و كثيرا ما يصاحب مثل تلك البيئات التحدث بالكرم وقصصه ...
كنت عزوبيا وأسكن مع مجموعة من الاخوة ..
آتي للمدرسة طاويا على عشائي البارحة إلى غدائي ظهرا من الغد وهكذا جميع الأيام حتى القهوة ولا الشاهي
ولا التميرات لا أحلم بها ، ماأشد ذلك على النفس حينما ينكسر روتينها الذي اعتادته .
حدث ولاحرج عن الجوع العطش داخل المدرسة .
كنت أختلس بعض الوقت وأذهب إلى مقصف مجاور لا تعجبني نظافته ولكن مابليد حيلة .
وغالبا أرجع طاويا .
كأني في وسط صحراء .
وأتساءل كثيرا أين كرم هؤلاء حتى التمرة لاتجدها ، والماء لاتحصله ، والقهوة لايفرح بها .
فكرت أن أحضر زمزميات وتمرا فقيل لي تراها عيب بحقهم .
رحم الله أهل القصيم في كل طاولة ترى مايسرك ومايكون في المدسة فهو لجميع الزملاء .
فجأة ..
فجاة ..
دخلت غرفة المرشد الطلابي .
فوجدت جميع المدرسن من اهل تلك البلدة على فطور قد أغلقوا الباب عليهم ولهم عادة مخفية بذلك
لما فتحت الباب دعوني
فااعتذرت وعرفت أن البخل له خبايا ، وحيل قد لانراها ظاهرة
تنبيه لايحكم على المجموع بخطأ بعض الأفراد .
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه :
( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا)
أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809
|