من هو الشيخ سفر بن عبدالرحمن الحوالي ؟
هذه ترجمة عجلى للشيخ سفر : للأخ الفاضل البهاء زهير في الساحات بتصرف :
أبو عبد الرحمن سفر بن عبد الرحمن الغامدي الحوالي :
( .. هذا الرجل هادئ النفس، بعيد الغور، فيه حلم وتؤدة،
من أمتن الناس في العلوم الشرعية ( ذو قاعدة تراثية صلبة باللغة الراقية)،
لم تكن العداوة بينه وبين ( .. ) مصطبغة بالصبغة الشخصية ولا آخذة طابع التحدي، بل كان له مبدأ لا يحيد عنه يمنة ولا يسرة،
عملة نادرة في هذا الزمان .. فقد سبق لداته وأبناء زمانه بمراحل،
وله إنتاجه المتدفق الذي لم يكد أن ينقطع خلا أيام الحبس - ولم ينقطع فيها - ، فقد تكلم على العلمانية - أشد أعداء الإسلام من الداخل - في وقت مبكر من مطلع الثمانينيات في كتابه "العلمانية"، وأبان عن نشأتهم في عالمنا العربي،
وتبعه الناس، تحذيرا من شرور العلمانييين والعلمانية فجزاهم الله خيرا،
ورد على الخرافيين - أتباع محمد علوي مالكي الضال المضل - في رسالة كتبها، وفي رسالة أخرى مفرغة على الإنترنت من مجموع خمسة أشرطة كاسيت، ذكر فيها حقائق عن نشأة الصوفية والثيوصوفية الحديثة، ما أظن أحدا سبقه بمثلها، مدعما بكلام أوائل السلف ومستلا من كتبهم ككتاب "خشيش بن أصرم النسائي"، ورد عليهم - كما قال هو - من كتب غير كتب شيخ الإسلام وكتب ابن القيم لأنه - كما قال - الصوفية يقولون أنتم ما عندكم غير شيخ الإسلام وابن القيم، وهذه بادرة حلوة وفيها توسيع للمرجعية السلفية. يقول البعض الآن أنه كان ينهى الشباب عن السفر لأفغانستان أيام القتال السوفيتي،
والشيخ سفر أعلن قبل عشر سنوات قريبا من ذلك في رده الشهير على الشيخ عبد الله عزام - رحمه الله - حين ألف الأخير كتابه "الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان"، فرد الشيخ ونبه أن هذا غلوّ، وهي مفرغة على الإنترنت،
فالشيخ لا تأخذه في الحق لومة لائم يرد على المخطئ مهما كان مع التزام الأدب والتلطف في العبارة،
وكتب رسالة جميلة جدا تدل على الشمولية بعنوان "العزلة الفكرية عند الشباب المسلم"، وبين أنها نوعان جزئية وكاملة، ولم تكن نظرته لشباب الحجاز أو نجد أو البحرين بل لشباب الأمة كلهم،
وألف في وقت مبكر نسبيا "ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي"
التي أصبحت المشكلة الرئيسة في العقد الأخير، والتي فسّق وعدل فيها الكثير،
إن الشيخ سفر من المبكرين الذين تلمّسوا جراحات الأمة وسعوا بصدق - ولا أزكي أحدا على الله - في علاجها،
وهو متابع لمجريات الأمور وكان بمثابة النذير العريان لهذه الأمة،
لا سيما في أزمة الكويت عام 1410، فإنه صرخ وبقوة في جدة وفي الرياض بمحاضرتيه "فستذكرون ما أقول لكم" و" ففروا إلى الله"،
وأبان عن خبايا الأمور، وصدق من قال: أيد الله هذا الدين بأبي بكر يوم الردة، وبالإمام أحمد يوم الفتنة، وبالشيخ سفر يوم الأزمة..
وألف رسالة سرية وجهها لهيئة كبار العلماء، عنونت لها الحكومة كما في إحدى النشرات الإخبارية بـ "وعد كيسنجر"، مما أكسب الكتاب هالة إعلامية ضخمة، نمّ الكتاب عن سعة اطلاع الرجل ...
ثم عرض دراسات أعدتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عام 1975 ونتيجتها، التي خرجت عن ثمان خيارات تتخذ أحدها امريكا فيما لو سيطر أصوليون على الحكم في العربية السعودية،
ثم في نهاية الكتاب وجه نصيحة لمن بيدهم الأمور من إصلاح للجيش، ...
.. هذا الرجل العاقل، الذي تكلن عم إصلاح في الجيش في وقت لم يفكر فيه الآخر،
هذا الكنيف جمع بين توعية الأمة وتبيين ردة الحاكمين بغير ما أنزل الله وفي نفس الوقت مناصحتهم،
وشرح الشيخ "رسالة تحكيم القوانين" ووضع عليها من تعليقات الشيخ أحمد شاكر، وكلام ابن كثير في تفسير آيات سورة المائدة، وكلام الشيخ محمد بن الأمين الشنقيطي وتكفيره للحاكم بغير ما أنزل الله، ووضح معنى "كفر دون كفر" بأثر أبي مجلز،
وله : "قراءة في دساتير الغربيين" أوضح فيها المحجة وأبان الحجة، وفرق بين القانون الأمريكي والفرنسي في طريقة وضعها وكتابتها، فلم أرَ مثله نبه الأمة "لكفر من حكم بغير ما أنزل الله" بل جزاه الله خيرا لدعوته الإصلاحية المتوازنة منذ بدايتها، ليس فيها لهجة تحدي بل فيها لهجة "طبقوا شرع الله وإلا لن نتفق"، ولا يبغي أكثر من ذلك - والله حسيبه -،
وله رسالة مفرغة على الإنترنت عن "القومية"،
ورد في وقت مبكر على الشيخ الصابوني في رسالته "منهج الأشاعرة في العقيدة"، وكان أسلوبه خارج عن الأسلوب التقليدي (السائد باللغة الراقية) الذي درسناه في الشروح المعاصرة لمسائل التأويل في الأسماء والصفات، وأظهر مراجع ونقولات قل أن توجد في نظائرها في وقتنا وإقليمنا، ثم - لبيان الشمولية عند الشيخ - دعا الأشاعرة في العالم الإسلامي والعالم أجمع بأسلوب رقيق وتودد شفيق عجبت منه، مع أن غيره كان غيره،
فالشيخ ممتلئ جدا في وقت مبكر جدا، وليس كالتقليعة الحالية من الدعوة لتخفيف حدة التوتر، بل الالتزام بسنن واحد وطريقة واحدة منذ أن وضع رجله في الغرز،
والشيخ دؤوب على الدعوة والعلم وهو حاليا عاكف على التصنيف، وحسب ما سمعت أنه يهذب شرحه للطحاوية وينوي إعادة طبعه، وقد يأتي في مجلدات كثيرة،
فالشيخ له تراث مكتوب وتراث مسموع،
حتى الإنترنت فله مشاركات واتصال بطلبة العلم ومحبي العلم عن طريقها،
ولشمولية الشيخ فلم يتقوقع في موقع أو اثنين، بل إذا عنّ له بيان أو فتوى أو رسالة أرسلها لأي موقع إسلامي معروف، فخرج عمليا عن التحزب لجهة محددة، فعندما خرج من الحبس اختصر كتابه "العلمانية" بعنوان "مقدمة في تطور الفكر الغربي والحداثة" في بضع وأربعين ورقة لتقريبه للناس ونزل في إحدى المواقع الإسلامية، وأنزل كتابه "يوم الغضب هل بدأ بانتفاضة رجب؟!" في إحدى المنتديات، وبيانه الأخير أرسله إلى موقع العصر،
ولأعود لبيان نظرة الشيخ العالمية ودعوته لليهود والنصارى قبل غيره فانظر ما قال في "يوم الغضب":
" (هدية إلى أهل الكتاب) يا أهل الكتاب حتى متى إضاعة الأعمار وتبديد الجهود في تفسير نبوءات كتابكم؟ ....
وما قاله في خطابه الأخير لبوش:
" هل يعني ذلك أننا نضمر الشرّ للشعب الأمريكي أو نعامله بعنصرية ؟ لا … أبداً، فنحن نعتقد أن للشعب الأمريكي - جملةً - من صفات الخير ما يجعله أقرب الشعوب الغربية إلينا وأجدرها بأن نحب له الخير في الدنيا والآخرة، فهو شعب يؤمن غالبيته العظمى بوجود الله، وهو ينفق على الأعمال الخيرية ما لا ينفقه شعب آخر في العالم ( ولا نعني بذلك التنصير بين المسلمين). ...
وانظر لسابقة أخرى للشيخ في البيان الأخير ترى الشمولية بمفهوم واضح واسع: " ب – تجييش الأمة كلها لمواجهة أعدائها المتكالبين من كل مكان مع تنوع وسائلهم وطوائفهم.وترك الاستهانة بأي قوة في هذه الأمة لفرد أو جماعة وبأي جهد من أي مسلم، ونبذ التقسيمات التي حصر بها بعض طلبة العلم الاهتمام بالدين على فئة معينة سموها "الملتـزمين" فالأمة كلها مطالبة بنصرة الدين. وكل مسلم لا يخلو من خير."
ولعل ما يؤكد هذه النقولات كلها ما فعله عمليا عام 1414 من إنشاء مشروع "مركز البحث والترجمة"، والذي دعي في افتتاحه الشيخ ابن باز وابن عثيمين وعدد كبير من المشايخ،
بل- وانظر للشمولية - دعا لها وجهاء وتجار البلد، ودعم المشروع فعلا وتم تأمين المبنى، وكانت الخطوة الأولى ترجمة كتاب "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" إلى اللغة الإنجليزية، وما أروعها من فكرة ومخاطبة لعقلاء أهل الكتاب!
والشيخ عالمي يستقبل في مكتبه في العوالي بمكة أي إنسان ويأتيه الدعاة من جميع أقطار العالم قبل وبعد سجنه، وكان يرعى وكالة الرحمة وهي وكالة إغاثية علمية سلفية تعمل في دول القرن الإفريقي من قبل حبسه، كما انه من الـمتتبعين والـمتابعين للمـجاهدين وأخبار الـمجاهدين من وقت مبكر.. ..
والشيخ سفر شاعر مطبوع..
فقد نظم "ملحمة الشام" في أكثر من مئتي بيت ظهرت للناس بعد خروج الشيخ،
نظمها أثناء حبسه ومطلعها:
يا شام هل يحجز الأشواق قضبان
أم يحجب الطيف أسوار وجدران؟
قد استوينا فكل رهن محبسه
للظلم من حوله سوط وسجان،
وللشيخ أيضا هذه القصيدة التي ستعد مفخرة من مفاخر الأدب الإسلامي:
يــا جدار الصمــــت هـــــات
هــــات أصـــداء الثبــــــــات
وفيها:
أبصـــــر البشـــــرى تنــوس
مـــــــــن بعيـــــــد كالعروس
عرفــــــها يحيــــــي النفوس
تهـــزم اللـــيــل العبـــــــوس
نــــــــورهــــا يخشـــى رؤاه
وفيها:
أنــــــــت أيقضــــت الجراح
قلـــــــت حــــي على الفلاح
فــــــرأيت النــــــصـــر لاح
وتـــــــــراءيـــــت الصبـاح
****************
لا تــــقل عــــــــز الطريــق
لا تـــــقل قــــــــل الرفـيــق
هاهـــو الركـــــــب المفيـق
جــــــاز أرجـــــاء المضيق
رافـــــــعاً شـــــم الجبـــــاه
الخ ....
وقال بعنوان "مؤتمر السلام" الذي عقد في مدريد:
أنجب المكر سليله *** وشفى الغدرغليله
وأختار منها:
وإذا الخواجات رضوا **** فلتحزن الدنيا الكليلة
يشربون الخمر حرا **** في القوارير الصقيلة
وإذا الجحش تخلى *** أركب السائس فيله
يا خليج الذل دوما *** تدفع الجزية دولة
واجعل الكفار حصرا *** في قريش أو بجيله
إلى آخر القصيدة الرائعة..
وللشيخ عدد من القصائد التي تحكي واقع الأمة،
من أوائلها ما رأيته للشيخ قصيدة نظمها أيام كان طالبا في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية..
وقد نشرتها مجلة الجامعة في عددها الأول لـمن أراد مطالعتها..
وفوق ذلك الشيخ يجيد اللغة الإنجليزية تحدثا،
ولا أظن هذا إلا من مظاهر الشمولية عند الشيخ
http://www.alfjr.com/showthread.php?s=&threadid=36370
http://alsaha.fares.net/sahat?128@242.1Aasa2NRY5S^4@.ef0c802