الرّادة رنـد , تحية طيبة , وبعد :
نصيحتك محل اعتبار , ولها وقع في النفس قد تحرك الفؤاد مع حروفها فضلاً عن معانيها ومدلولاتها , وأيمُ ؛ إني قد شعرت بها كما يشعر الضمآن بحبيبات الماء حين تسّاقط على شفتيه .
وأيمُ ؛ إني لفي دوامة لا يعلم بها إلا من قاسها كأشد ما تكون المقاساة , فما تقرئين عني وما يندّ مني , فما هو إلا من تلك الحيرة التي هي نتاج ما أقرأ , فويلي مما أكتب إن كنت مخطئًا , وأسفي على وقت يساوق العمر بلا طائل وراءه , فإنني لفي بحر لجيّ لا أدري أين موطئ مينائه .
كتبت ما كتبت عن اعتقاد , وآمل ألا آسى على ما أكتب اليوم وغدًا , فقد شقيت فيما أقرأ , وبقيت حيران أسفًا , فلو سألت عن النهاية كيف تكون وإلى متى أستمر وأظل هكذا ؟ فلا جواب أحيره , ولا نفعًا أزجيه بين ناظريك , فدعيني وما أنا مسوق إليه بلا رادع .
تحياتنا .