مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 05-09-2008, 11:43 AM   #1
فارس الأندلس
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 176
الفردوس المفقود ( سلسلة حلقات ) الحلقة الثامنة عشر : محاكم التفتيش

الحلقة الثامنة عشر

مَحَاكِمُ التَّفتِيشِ

مَحَاكِمُ التّفْتِيشِ هِيَ : هَيْئَاتٌ أَنْشَأَتْهَا الكَنِيسَةُ
الرُّومَانِيّةُ الكَاثُولِيكِيّةُ لِلْقَبْضِ عَلَى مَنْ سَمَّوْهُم
الْمُهَرْطَقِينَ وَالْمَارِقِينَ يَعْنِي : (الأَشْخَاصَ المعَارِضِينَ
لِتَعَالِيمِ الكَنِيسَةِ ) وَمُحَاكَمَتُهُم .
أُقِيمَتْ محَاكِمُ التَّفْتِيشِ في كِثِيرٍ مِن أَجْزَاءِ أُورُبَّا ،
وَلكِنَّ محْكَمةَ التَّفْتِيشِ الأَسْبَانِيّةَ هِيَ الأَكْثَرُ شُهْرَةً .
وَأَشْهَرُها تَلكَ المحَاكِمُ التي أَقَامَهَا فِرْدِينَانْد الخَامِسُ
وَزَوْجَتُهُ إِيزَابِيلِلا لِلتَّجَسُّسِ عَلَى أَهْلِ الأَنْدَلُسِ
الذِينَ فَرَضَتْ عَلَيهِم النَّصْرَانِيَّةَ ، وَقَدْ نَكَّلَتْ
بِالمسْلمِينَ بِوَحْشِيَّةٍ .
وَفي عَام ( 1231 ) م ، أَنْشَأَ البَابَا جِرِيجُورِي
التَّاسِعُ محْكَمَةً خَاصَّةً لِلتَّحْقيقِ مَع المتَّهَمِين ،
وَإِجْبَارِ الْمَارِقِينَ عَلَى تَغْيِيرِ مُعْتَقَدَاتِهِم .
وَفي عَام ( 1542 ) م ، تَوَلَّتْ لِجْنَةُ الكَرَادِلَةِ
التَّابِعةِ لِلْمكْتبِ البَابَوِيِّ عَمَلِيَّةَ التَّحْقِيقِ .
وَعَمِلَ رُهْبَانٌ مِن الدُّومِينِيكَانِ والفَرَنْسِيسْكَانِ
قُضَاةً في تِلكَ الْهَيئَاتِ .
كَثُرَتْ مَحَاكِمُ التَّفْتِيشِ في فَرَنْسَا ، وَأَلْمَانِيَا ،
وَإِيطَالِيَا ، وَأَسْبَانِيَا . وَنَظَراً لأَنَّ المُحَقِّقِينَ
يَقُومُونَ بَأَعْمَالِهِم سِرّاً فَكَثِيراً مَا أَسَاؤُوا اسْتِخْدَامَ
سُلُطَاتِهِم ، وَعُذِّبَ بَعْضُ المتَّهَمِينَ ، وَحُكِمَ عَلَى
المَارِقِينَ الذِينَ رَفَضُوا تَغْيِيرَ مُعْتَقَدَاتِهِم بِالموْتِ
حَرْقاً ، وَفي القَرْنِ السّادِسِ عَشَر المِيلادِيّ
حَوَّلَ قَادَةُ الكَاثُولِيكِ نَشَاطَ محَاكِمِ التَّفْتِيشِ لأَنْصَارِ
المذْهَبِ البُرُوتِسْتَانْتِي .
يَدِينُ أَتْبَاعُ الكَاثُولِيكِيَّةِ حَالِيَّا محَاكِمَ التَّفْتِيشِ ؛
لأَنَّهَا انْتَهَكَتْ قَوَاعِدَ العَدَالَةِ الحَدِيثَةِ ،
وَلكِنْ لَمْ يَنْتَقِدْ إِلا عَدَدٌ قَلِيلٌ مِن النَّاسِ أَسَالِيبَ
محَاكِمَ التَّفْتِيشِ أَثْنَاءَ فَتْرةِ القُرُونِ الوُسْطَى .
وَصَارَتْ مُهِمَّةُ محاكمِ التّفْتِيشِ في الأَنْدَلُسِ
خَاصَّةً الكَشْفُ عن الإنسانِ المسلمِ ، وكان الحرْقُ

والقَتْلُ والسِّجْنُ والطَّرْدُ وسيلةَ تلكَ المحاكمِ وقَانُونَها ،

وكان يَكْفِي لإِدَانةِ أيِّ إِنْسانٍ إذا شَهِدَ عليه

واشٍ وَاحدٌ فَقَط ، وقَدْ بَلَغَتْ حصِيلةُ القَتْلى في

تلك المحاكمِ ما يُقَارِب الثلاثةِ مَلايينَ نسمةً ،

وقد استمرّ تَعَقُّب المسلمين في الأندلس

عَشَراتِ السّنين بعد سُقوطِ غُرْناطَة حتى

قُضِيَ على المسلمين تماماً .

انظر الموسوعة العربية العالمية ( 22 / 318 )

في الحلقة القادمة والأخيرة إن شاء الله

قصيدة رثاء الأندلس كاملة

لأبي البقاء الرندي رحمة الله عليه
فارس الأندلس غير متصل