أحببت أن أضع الموضوع كاملاً من أجل أن نشارك أبناءنا الأيتام الفرحة فشارك ولو بكلمة من أجلهم ، فانتشار مثل هذه القصة حافزاً لفعل الخير وحث الهمم ...
******قصة حقيقية وقعت لأحد الأحبة *****
(((((( قبل عدة سنوات كان لي الشرف بأن أكون أحد المشرفين في دار لرعاية الأيتام .. عشت معهم أكثر من ست سنوات ، كانت البسمة والفرحة تعلو محياهم كلما دخلوا الدار ... و دمعاتهم تتساقط كلما عزموا الرحيل إلى أهلهم ... يلحون... ويتمنون أن تطول فترة جلوسهم في الدار ... كل هذه الفرحة وأكثر .. رغم أن لهم بيوت تضج بأصوات أهلهم وأقاربهم ... وسر ذلك لمسة الحنان ونظرة الأبوة التي افتقدوها.. حتى أني كلما مسحت رأس واحد منهم أو دمعته كأني أعطيته الدنيا وما فيها ، وبعد كل هذه الحياة التي عشتها معهم قدر الله لي النقل إلى منطقة أخرى أبعدتني عنهم وكأن نصف قلبي قد انشطر .. وقد اكتمل فيه الحنان وفاض - حين جاء أيتام دار التربية لبيتي - فقد سمعت صديقاً لي يتكلم عن أيتام دار التربية في بريدة وبدأ يحكي لي قصته معهم ويقول : " كل عيد آخذ اثنين من أبناء الدار فالعيد الأول صعب على والدي فقد كان حزين لرؤيتهم بلا أبٍ ولا أهلٍ ، وفي العيد الثاني طلب أبي بنفسه أن أحضرهم له فقد كان يتشوق لرؤيتهم ومنذ ذلك الحين وهم يرافقون الأهل كل عيد وليس يوم فقط بل يمكثون كل أيام عطلة العيد حتى أصبحوا فردين من أفراد عائلتي وقد مضى على هذه الحال أكثر من سبع سنوات " ، وبعد هذا الكلام بدأت الفكرة بمشورة الوالد والوالدة - حفظهما الله - وقد أبدوا الإعجاب والموافقة وبعدها انطلقت إلى دار التربية ببريدة وقد استقبلني أحد المشرفين والمسؤول عن استلام أبناء الدار فاتفقنا أن آخذ أربعة أبناء كانوا في سن متقاربة لا تتجاوز أعمارهم العاشرة والحادية عشرة ، وفي فجر يوم العيد انطلقت إلى الدار ووالله كان الأطفال الأربعة قد لبسوا الجديد ينتظرون حضوري بفرح شديد وهم لا يعلمون من أنا وإلى أين سأذهب بهم أهم شي عندهم أن يلتقوا بأهل وعائلة يمرحون معهم ... أركبتهم السيارة وذهبنا إلى مصلى العيد وصلوا بجانبي كأني الأب الأول الذي يشاركهم الصلاة دون قصور بالإخوة المشرفين على الدار والقائمين عليها ولكن الوضع في هذه الحالة يختلف إذا كنت غريب عليهم وبعدها اشتريت لهم بعض الحلوى والهدايا ليقدموها إلى العائلة في العيد ، وكانت العائلة من أعمام وأقارب يجتمعون كل عيد في أحد الاستراحات ويعلم الله أنهم فرحوا فرحاً رفضوا بعده أن أرجعهم إلى دار التربية سريعاً ووعدتهم أن آخذهم في المساء ليكملوا الفرحة حتى أن الأب والخالات والأعمام انتظروهم وكانوا يسألون عنهم ، وفعلاً العيد معهم رغم أنه لم يتعدى يومين إلا أنهم ملأوا القلب رحمة وفرحاً ورأفة ، ووالله إن اليومين معهم نافست الست سنوات التي قضيتها مع الأيتام والسبب أنهم ليس لديهم أباً ولا أماً ولا عماً ولا أهلاً ، والذي أحزنني أني ولظروفي عملي لم أستطع أن آخذهم العيد القادم .
فيا أحبتي والله إني فقدتهم وسأسعى لتكرار فرحتهم في أعيادنا فلا تحرموا أنفسكم الأجر العظيم ، وإن دار التربية في بريدة ترحب بكل عائلة تأتي لتأخذ أيتاماً يشاطروهم فرحة العيد وليس الكلام يغني دون أن يجرب الإنسان بنفسه ووالله إن قلبك القاسي يلين ... ودمعتك تسيل ... حتى العيد بنظرك بوجودهم يزداد بهجة وفرحاً ، والعيد قادم فجرب ولا تنساني بدعوة في ظهر الغيب . ))))))))
**هذه قصته باختصار ولا تنساني بدعوة عن الافطار وفي سجودك **