د. سليمان بن عبد العزيز المنصور
عندما تكون الدموع حروفاً فإنما ميدانها الشعر، هذه مرثية في ابن أختي أبي فيصل علي بن أحمد المنصور، الذي توفي ليلة الخامس من شعبان بعد معاناة شديدة مع المرض، جعل الله ما أصابه طهوراً وتكفيراً.. آمين.
(أحقاً أنهم دفنوا علِيّا؟)(1)=وواروا في الثرى القلبَ النقيا؟
أحقاً ضمت (المطاءُ) نفساً=من التقوى تفوح شذًى نديا؟
نزيهاً صام عن فعل الدنايا=وبرًّا كان.. لم يُعهد عصيا..
حبيباً عاش ، سيماه ابتسامٌ=وصمتٌ.. كان لا يغتاب حيا..
له نفسٌ إلى الطاعات تهفو=وعينٌ ترسل الدمعَ السخيا
فكم بات اللياليَ في سجودٍ=منيباً.. خاشعاً.. ورعاً.. تقيا..
وخوفُ الله والتقوى شعارٌ=ومن يخلصْ جنى الرطبَ الجنيا..
بحفظ الآي نُشّئَ فاستقامت=خلائقُه.. فلم يرضَ الدنيّا..
وعى معنى الحياة فناءَ عنها=طموحاً دائماً يهوى العليا..
(عليٌ) وصفه.. وبه دعوه=ومن صان اسمه هل خان شيا؟
وأدرك: أنما الدنيا غرورٌ=فأصلح نفسَه.. ورعى البنيا
سياحته صلاةٌ وارتشافٌ=من القرآن صبحاً أو عشيا
وإخلاصٌ وبرٌ واجتهادٌ=فأجملْ بالفعال وبالمحيا!
وأدرك: أنما الداء ابتلاءٌ=وقال: لعلها نُعمى عليا..
عليلٌ باتت البأساءُ تطوي=رداءَ العمر والآمال طيا..
فلم يسخط ولم يقنط.. صبوراً=فظل بحكم خالقه رضيا..
إلهي فاجزِ بالسلوان أهلاً=وأعظم أجرَهم.. وارحمْ (عليا)
لئن خلت الأماكن من (عليٍ)=فقلب الخال قد أضحى خليا!
منقولة من الأديب أبوس
(1)تضمين لمطلع أمير الشعراء أحمد شوقي في رثاء (علي بهجت) بتصرف بسيط.