اليوم الوطني .. ابتداع و احتمال أوزار ..
الحمد لله الذي امتن علينا بالدين التمام و و كتب له البقاء و الدوام و أكرمنا بخير الأنام بأبي هو و أمي عليه الصلاة و السلام .
أما بعد :
نداء .. إلى كل كريم نفس ، عفيف قلب ، نير عقل ، في زمن كثر فيه السفهاء و البلهاء و الحمقى و السذج ، حيث أصبح الناس يتمسكون بكل قشة ، و يصابون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون و لا هم يذكرون ..!
تعالت أصوات وسائل الإعلام ، و استبشارات المتزلفين أو المغفلين بما يُسمى باليوم الوطني أو العيد الوطني - في المستقبل القريب - و أصبح هذا اليوم شعارا يتسابق فيه السفهاء ، و كلمة يتناقلها البسطاء و سطحيِّ التفكير . بعد أن كانت الأصوات خامدة في زمن الرجال الأوائل في طليعة تاريخ هذه البلاد حرسها الله بالإيمان .
يوم أن كان الرجال الأوائل يقاومون بعلمهم و قوة سلطانهم بدعة هذا اليوم لم نكن نعرف عن اليوم الوطني إلا أنه يوم تخرج في الفتاوى من أولئك الصادقين يحذرون من خطوات الشيطان في التعامل مع هذا اليوم ، و كان ما حذروا من الوقيعة فيه فهاهي المنكرات بكل انوعها تنتشر في هذا اليوم و تتعاظم و يُجاهر بها من قبل فسقة لا يعرفون من حب الأوطان إلا الأغاني الوطنية ، و الرقص على راية التوحيد بعد ربطها على المؤخرة و يا قلب لا تحزن .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
ويلتحق بهذا التخصيص والابتداع ، ما يفعله كثير من الناس من الاحتفال بالموالد ، وذكرى استقلال البلاد أو الاعتلاء على عرش الملك وأشباه ذلك ، فإن هذه كلها من المحدثات التي قلد فيها كثير من المسلمين غيرهم من أعداء الله ، وغفلوا عما جاء به الشرع المطهر من التحذير من ذلك والنهي عنه ، وهذا مصداق الحديث الصحيح عن رسول الله حيث قال: لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه .
مجموع الفتاوى 5 / 191
اللهم ارزقنا الحب الحقيقي للأوطان ، و حمايتها و حماية دينها و فكرها و أمنها
و اكفنا شر الأشرار
__________________
لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله
اصبر على مضض الحسود فإن صبرك قاتله كالنار تأكل بعضها إلم تجد ما تأكله
|