07-09-2008, 11:43 AM
|
#1
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 319
|
إن من عجائب السخرية بهذا الإنسان أن يكون تمام الرذيلة في أثره على العمل الفنّي هو الوجه الآخر لتمام الفضيلة في أثره على هذا العمل ، والنقطة التي ينتهي فيها العلوّ من محيط الدائرة هي بعينها التي يبدأ منها الاندار إلى السّفل ، ومن ثم كانت الفنون لا تُعتبر بالأخلاق ، حتى قال علماؤنا : إن الدين عن الشعر بمعزل ، فالأصل هناك سموّ التعبير ، وجماله ، وبلاغة الأداء ، وروعتها ، ولا يكون السؤال الفنيّ : ما هي قيمة النفس؟ ولكن : ما طريقتها الفنيّة؟ وأيّ عجيب في ذلك؟ أليس لجهنّم حقّ في كبار أهل الفنّ ، كما للجنّة حقّ في نوابغه ، وإذا قالت الجنّة : هذه فضائلي البليغة ، أفلا تقول الجحيم : وهذه بلاغة رذائلي؟ فكيف لعمري يستطيع إبليس أن يُؤدي عمله الفنيّ . . ويُصوّر بلاغته العالية إلا في ساقطين من أهل الفكر الجميل ، وساقطات من أهل الجسم الجميل . . ؟
[وحي القلم للرافعي]
|
|
|