07-09-2008, 01:48 PM
|
#8
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2008
البلد: أيـن ؟
المشاركات: 661
|
هذا مقالٌ ساخر كُتِبَ في موقعِ السّاخر للكاتِب/ سُهيلِ اليماني [عن اليومِ الوطني!]
أنا سعيد جداً لأسباب لا علاقة لها باليوم الوطني ..
وكون " البني آدم " سعيد لأسباب غير وطنية فلا يعني أنه غير وطني !
كتبت بيدي هاتين " أحبك يا وطني " وهذا دليل نفاق أكثر من كونه دليل وطنية لعدة اعتبارات ، ليس أقلها أني لم أعد أفكر في محبة أي شيء ..
أشعر باكتفاء ذاتي في المحبة قبل أن أتعرف على الوطن وهذا لسوء حظه ـ أنت يالوطن ـ ولكن !
وجودنا على سطح هذا الكوكب يجبرنا على التعامل مع بعض الكائنات الغريبة التي قد نختلف معها في وجهات النظر ..
أحضَرَت لي إبنتي ذات الثمان سنوات ورقة مصقولة وقالت : أكتب لي هنا " أحبك يا وطني "بخطك الجميل ..
وخطي ليس جميلا ولكنها قالته لأنها ربما ورثت عني دون أن أشعر صفة النفاق وكان الحديث عن خطي مناسبة لممارسة النفاق على مستوى عائلي قبل أن تنطلق لممارسته بشكل أوسع !
قلت لها وكأني أنتظر أحداً لأعبر له عن مشاعري الوطنية : ولكني لا أحب الوطن !
دفعت بالقلم تجاهي بثقة متناهية وغرور ـ هو أيضاً من ضمن الصفات المتوراثة ـ وقالت : اللي ما يحب الوطن يطلع برا !
حاولت إقناعها أن الـ " برا " ايضاً وطن بشكل أو بآخر ، وأنا لا أريد أن أنتمي لأي شيء ..
أحب أن أكون معلقاً في اللاانتماء ..
حيث لا وطن يدنسه التراب ..
هكذا قلت لها على أملٍ أنها ستكره الوطن بسبب تلك العبارات ، ولكنها كانت محاولة فاشلة فلازالت يدها تمد القلم تجاهي ..
لا يهم .. قليل من النفاق لا يضر ، ولكنه قد ينفع بكل تأكيد .. !
وكتبت " أحبك يا وطني " ..
مع أنها تجربة مأساوية لكنها جعلتني أشعر بمعاناة الآخرين وهذا شيء لا أحبه لاعتقادي أن الآخرين لا يعانون ..
هم فقط موجودون لنعاني نحن ..
تجربتي جعلتني أشعر بما قد يشعر به كثير من كتاب الصحف المحلية ، ومعدو ومقدمو كثير من البرامج التلفزيونية ، وهم يمارسون تلك الأشياء ويبتسمون ..
وأحسست برغبة في أن أصبح رئيساً لتحرير جريدة الرياض !
ربما اخترت هذه الجريدة تحديدا لأنها تشبع طموحاتي النفاقية التي أشعلتها تلك العبارة التي كتبتها وجعلتني أكتشف أن الأمور سهلة جداً ..!
في كل الصحف المحلية والقنوات التابعة الخير والبركة لكن هذه تحديداً هي طموح كل منافق مستجد !
التفت لابنتي وقلت لها بنشوة من اكتشف قدراته الخارقة للتو :
هل تريدين أن أكتب أي شيء آخر ؟!
أحبك يا وطن ؟
وطني الحبيب وهل أحب سواه ، روحي وما ملكت يداي فداه ..؟
يا بلادي كم على شانك ؟
فوق هام السحب ؟
الله الله يا منتخبنا ؟
جاكم الاعصار ما شيٍ يعيقه ؟
دارنا مثل العروس وكلنا خطابها ؟
كانت تنظر إلىّ بدهشة طفل لم يجرب طعم النفاق الحقيقي بعد ، ثم سألت باحتقار لا تريد أن تظهره ولكنه كان أوضح شيء في سؤالها : صرت تحب الوطن ؟
قلت : وأموت فيه !
ربما سأموت بسببه ، ولكن لا يهم ، تعددت الأسباب والموت واحد !
قالت لا أريد ان تكتب شيئاً ولكني أريد بعض الأعلام وصور الملك وولي العهد !
كأن الأمر بدا أكثر صعوبة ، وكأن حماسي قل بشكل مفاجيء ، فلم أتوقع أن اصل لهذا الحد من الوطنية !
صور ؟! وما علاقتها بالوطن ؟
أجابت بثقة : الوطن يعني الملك و"لازم " نعلق صورته في الفصل !
شعرت أني سأدخل معركة خاسرة مرة أخرى وبدأت أتخيل أشياء وأحاول أن أقنع نفسي بتقبلها ..
تخيلت غرفة نومي وفيها صورة صقر ورجل " طاق اللطمة " .. ومكتوب تحتها : لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد ..مع تحيات صقر الغرفة !
ذهبت إلى المكتبة لأشتري الأعلام وصور الوطن حسب آخر تعريف له !
ولا أدري لماذا يبيعون مثل هذه الأشياء في المكتبة وفكرت أن استغل الحس الوطني المرتفع لدى الناس ـ المواطنين يعني ـ في مشروع دكان لبيع تلك الوطنيات واسميه مثلا " الموطنة " !
تفاجأت بأن اسعار الصور والأعلام مرتفعة جداً !
شعرت بالفعل أن ثمن الوطنية مرتفع ، وأكبر من قدرة مواطن على التعبير عنها !
كنت أقنع نفسي بأن نفاقي للوطن سيحقق لي الكثير من المكاسب كما فعل مع غيري ..
لكنني عاشق منحوس ومنافق سيء الحظ ، ففي الوقت الذي ركبت فيه هذه الموجة أكتشفت أنه لابد من أن ادفع مقابل ذلك ..
لاشيء رخيص في هذا الوطن سوى المواطن ، وأنا لست في حاجة مواطنين لأشتريهم وأعلقهم في الفصول تعبيراً عن وطنيتي ، أحتاج خبزاً أشد به صلب نفاقي ، وصوراً للوطن وهذه أشياء غالية الثمن !
شكراً للوطن أن منح المواطنين هذا اليوم واستأثر هو و" اصحابه " ببقية أيام العام !
ويا وطن ..
قلي من أنت ، ووين عايش ..؟
هو لك مثلهم وطن ؟!
والا مثلنا تسمع بالوطن وتعيش وحدك !
،،،
وهذا أحدُ الرّدود للكاتب / خالد الطيّب
مدام الهروج عن البنات سأحكي لكم سيمفونيتي الوطنية مع ابنتي التي في عمرالمحروسة بنت سهيل
ليلة الخميس ليلة مقدسة لدى خدام السلك الوظيفي ( على وزن السلك الدبلوماسي ) مع حفظ فوارق الأسلاك طبعاً
سر البركة معلوم لمن هم في مثل حالتنا
في هذه الليلة المباركة وأنا أتصفح شتات الساخر حرصاً على توصيات حاطب ليل سدد الله خطاه لما يحبه ويرضاه
إذ دخلت ابنتي وهي تكاد تطير من الفرح
لم أطل التحديق في وجهها حتى بادرتني بطلب عاجل
حديث وقصيدة في حب الوطن !!!
لا أخفيكم صعقني الطلب
قبل سويعات كنت أراجع كم بقي من أقساط بنك الراجحي وشريطي المعارض ( ابو علي glx )
حالة الله أعلم بها
ما أخذته باليمين أخذته الأسهم بالشمال مع ما ترتب عليه من فوائد حلال زلال
أخذت نفس عميق من
ماذا أقول لها وقد طارت دريهماتنا من جيبنا لجيب الوطن
جابها الله من واسع فضله
يا بنتي ما فيه حديث عن الوطن الدين على كيفكم !
قالت : أنت لا تعرف !
الأبله ( أسم على مسمى ) قالت جيبوا حديث عن حب الوطن
أنت تفهم أكثر من ابلتنا !
حاولت أن أقنعها بشتى الطرق أني لا أعرف حديثاً عن حب الوطن
( ربما ظلمت البنت والمدرسة جامية ، والجامية في مرحلة قادمة لا بد أن يجدوا حلاً لهذه المعضلة ، لذا ربما وجدوه ولم اعلم به إلى الأن )
بعد معارك ومشادات كلامية انتهت بانتصاري على الوطن بشخص المحامية بنتنا الغالية
بقي الأمر الممكن
قصيدة عن حب الوطن
شعرت أن معركتي مع الوطن انتهت بانتصاره
قلبت العلامة ( جوجل ) واتيت بالمطلوب
كم كنت اشعر بمرارة الهزيمة وابنتي تردد القصيدة كي تحفظها لتهديها لعمنا وعم ألي خلفونا ( الوطن ) رضينا والا نرضينا
وفي ليلة السبت ، والسبت الموعد المحدد للاحتفاء بالوطن في مدرسة ابنتنا
بيت أمراً
لا لن ينتصر علي وطن الأسهم
صلينا الفجر وهجع أهل الدار وإن لم يهجع لي جفن .
تصبرت وما صبرنا إلا بالله
وما أن قارب وقت قيام القوم للتوجه لمدارسهم
حتىتسللت قبلهم وامتطيت صهوة سيارتي متوجهاً إلى عملي
أغلقت الجوال حتى لا يعطلني اتصال عن خدمة عباد الوطن
انتهى الدوام وحان وقت الحساب
ماذا سأقول للمواطنة التي تركتها أسيرة المنزل تنتحب بعد حرمانها لقاء الوطن والتغزل بملاحته وطوله وعرضه ، بقصيدة تكررها طوال عطلة الأسبوع علها تعجب الوطن
صليت العصر ومن ثم توجهت للمنزل
مررت بمطبخنا العامر أشم منه رائحة ما لذ وطاب من أصناف ما يعجن ويخبز ويهرس
وكله مما زاد سعره ولله الحمد
اصبر النفس حتى يحين وقت الإفطار
جاك الموت يا خائن العهد والوعد
المواطنة الصالحة في المطبخ تصنع شيئاً
حاولت أن أتراجع كي أتحاشى نظرة لا أريدها وموقفاً قد لا أنساه
لا مفر
نظرت إلي وبدلال البنت الكبرى التي لا يدللها إلا بعل أمها
قالت : صنعت لك أكلة تأكل صوابعك وراها !!!
فرحت إن الأمر لم يتعدى أصابع يدي
وعرفت أن ابنتي منافقة كبنت سهيل ، وأنها نسيت الوطن بعد أن فات موعد عشقه.
|
|
|