مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 07-09-2008, 07:02 PM   #2
المحضار
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 8
المرحلة الأولى .. :

اخرج الترمذي عن علي كرم الله وجهه قال ..

(( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول .. :
ستكون فتن كقطع الليل المظلم ،،
قلت يا رسول الله وما المخرج منها .؟
قال صلى الله عليه وسلم .. .. :
كتاب الله تبارك وتعالى فيه نبأ من قبلكم .. (( وخبر من بعدكم(( .. وحكم ما بينكم .. هو الفصل وليس بالهزل .. من تركه من جبار قصمه الله .. ومن ابتغ الهدي في غيره اضله الله ، هو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الاهواء .. ولا تلتبس به الألسنه .. ولا تتشعب منه الآرآء .. ولا تشبع منه العلماء .. ولا يمله الاتقياء .. و يخلق على كثرة الرد .. ولا تنقضي عجائبه .. وهو الذي تنتهه الجن اذا سمعوا ان قالوا ( إنا سمعنا قرآناً عجبا ) ،
((من علم علمه سبق ،،، ومن قال به صدق )) .. ومن حكم به عدل .. ومن عمل به أُجــر .. ومن دعا إليه هُــدي إلي صراط مستقيم ))


تعالوا نبحث عن المخرج من الفتن في القرآن الكريم .. إستجابة لما جاء في هذا الحديث الشريف .. لأن ما قاله عليه الصلاة والسلام .. لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ...


ولنبدأ أولاً .. في شرح مبسط لهذا الحديث .. أو إيضاحات مبدئية .. وخطوط عريضة نضعها أمامنا ونتفق عليها مقدماً .. لما سوف أتناوله من أجتهاد متواضع في تفسير بعض آيات من القرآن الكريم تثبت أسباب الفتنّة التي نعيشها ومن يقف وراءها وكيفية المخرج منها والله أعلم ..( بعيداً عن الأدلة والقرائن الشرعية الأخرى التي أمتلكها بهذا الخصوص ) .. حتى لا يصف شخص ما .. ما أقول بالهزل .. ولا يأخذه على محمل الجد .. لأن ما سأتحدث عنه أمر عظيم وحدث خطير .. لا تستوعبه إلا العقول الكبيرة المؤمنة بالله عز وجل حق الإيمان .. والمبصرة والمدركة لدرجة اليقين .. لما يحويه القرآن الكريم .. من فضل وعلم عظيم ... :

عندما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتن وما المخرج منها قال عليه الصلاة والسلام .. بالحرف الواحد .. (( كتاب الله تبارك وتعالى )) .. لأن فيه .. (( نبأ من قبلكم )) .. وهو موجه للصحابة رضوان الله عليهم .. وما حدث من الفتن والقصص من قبل وكيف نجى الله عز وجل برحمته ومشيئه .. رسله عليهم الصلاة والسلام .. وعباده المخلصين ..

وأيضاً لأن مضمون الحديث بالأساس والشاهد من هذا الإجتهاد ..
كان جواباً عن كيفية المخرج من الفتــن التي ستأتي بعد الصحابة رضوان الله عليهم .. (( ستكون فتن كقطع الليل المظلم )) .. وكيف السبيل إلي النجاة منها .؟ ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ما يحويه القرآن العظيم من أسرار ومعجزات .. تظهر كلما شاء الله عز وجل ثم دعت الحاجة إلي ذلك وكلما ألمت بنا الفتن والإبتلاءات .. وفيه .. (( خبر من بعدكم )) .. أي رسالة أو بلاغ وإنذار إلي الذين قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وفيهم ستكون فتن كقطع الليل المظلم .. من شدة أهوالها وأحداثها وتقلباتها وإشكالياتها وخفاياها .. لوجود من يتسبب فيها وينسجها ويغذيها في الخفاء ..
وهذا توجيه وتأكيد قاطع .. بأننا في وسط هذه الفتن سنجد الحل والمخرج منها .. أين ..؟
في القرآن الكريم ستجدون ضآلتكم ومخرجكم .. وإن وجد المخرج .. يكون القرآن العظيم (( حكم ما بينكم )) .. وحكم ما بينكم .. جاء في سياقه العام بأن القرآن الكريم هو الحكم في كل شئون الإنسان الحياتية في كل زمان ومكان .. وجاء في سياق خاص .. ألا وهو حول الفتن .. لأنه سيحكم القرآن الكريم في من تسبب في هذه الفتن .. أيًّ كان ..

ثم قال عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم .. عن القرآن الكريم .. في سياق كلامه عن الفتن .... (( هو الفصل وليس بالهزل )) .. وكأن في هذا القول إشارة محددة .. إلي أنّ أسباب هذه الفتن وحلها .. يبدأ أولاً .. بعد توفيق الله عز وجل .. بالتفكر والتدبر والإستبصار في ما جاء في هذا القول الفصل .. لأن الحديث كان بالأصل عن الفتن والمخرج منها ..
والقول الفصل في القرآن الكريم المطابق لما جاء في الحديث .. يؤكد إرتباطها في عملية كيد ومكر .. لأنه جاء في القرآن الكريم وفي سورة الطارق بالتحديد مطابقاً لـ اللفظ نفسه .. إنه لقول فصل وما هو بالهزل .. وفي هذا الحديث .. هو الفصل وليس بالهزل ..
وما جاء في القرآن الكريم .. (( إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ{13} وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ{14} ))..
ما هو هذا القول العظيم والمحتوم والفصل؟ .. والذي يتطابق حرفياً مع ما جاء في سياق حديث يخبرنا عن الفتن المظلمة والمخرج منها ..؟ فنور القرآن العظيم يبدد ظلام الفتن ويعريها... (( إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً{15} وَأَكِيدُ كَيْداً{16} )) .. أي أنّ هذا القول الفصل والذي ليس بالهزل يؤكد يقيناً .. أنّ هناك عملية مستمرة للكيد والمكر .. من قبل أعداء الله عز وجل الحاقدين والمعتدين على هذا الدين الحنيف ومعتنقيه من الأزل إلي ما شاء الله أن يكون .. والكيد والمكر لا يتم إلا بالخفاء والغدر .. وفي حياكة المؤامرات الخسيسة ونشر الفتن والفساد .. ومن هنا تكون الإنطلاقة الحقيقية .. وبداية الإجتهاد في سبيل الله عز وجل .. لتفسير آيات من القرآن الكريم .. لمعرفة المتسبب في هذه الفتن .. والمخرج منها ..؟


لذا أقول والله أعلم .. أنّ هناك إشارة معنية وملموسة وواضحة .. تربط ما بين القرآن الكريم والسنّة الشريفة .. بالإشارة إلي أنّ هذه الفتــن التي ستحيط بنا .. كما هو الواقع الآن .. السبب الرئيسي لها هو .. عملية كيد ومكر كبير .. يقوم عليها وينسجها أعداء الله .. ولا يعلمها إلا الله عز وجل .. ثم من يتفضل عليه سبحانه وتعالى .. بإستخراج هذا العلم .. من القرآن الكريم .. وهو ما جاء في نهاية الحديث الشريف وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم .. (( من علم علمه سبق )) ..أي من تعلّمه وعمل به وعلّمه .. وبما أنّ الحديث كان الفتن .. فهذا يعني أنّ فيه إشارة واضحة على أنّ هناك رسالة محددة ..وأنّ هناك من سيتفضل الله عز وجل عليه .. لمعرفة هذا العلم .. الذي يختص بخبر أسباب الفتن وكيفية المخرج منها .. بما أنّ الحديث الشريف كان عن الفتــن ذاتها .. وتوجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأكيده بأن المخرج من الفتن المظلمة هو النور المبين والذكر الحكيم ..

ومن قال به صدق .. أي والله أعلم .. من سيأتي بحل لمثل هذه الفتـن بما أن الحديث يتكلم عنها .. ويستدل على ما يقول من القرآن العظيم .. لن يكون هازلٍ به .. سيكون مجتهد بفضل الله عز وجل ونذير .. سواء أصاب أم أخطأ .. ومن الحكمة والمنطق .. الإستماع إليه وتفهم وجهة نظره .. وإستياعبها .. ومن ثم الحكم بعد ذلك على ما يقول ويستدل به ..


وما جاء في بداية الحديث أنّ المخرج من الفتن المظلمة .. موجود في القرآن العظيم .. جاء أيضاً في القرآن الكريم نفسه .. بلفظ الفصل أيضاً ..
حيث قال الله عز وجل ..: {وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }الأنعام55

إذاً من يتسبب في هذه الفتن التي تأتي كقطع الليل المظلم .. مجرمين .. كما سأحاول الإجتهاد بإذن الله عز وجل في إثباته إن شاء الله ..
ومن أراد أن يستبين سبيلهم ويتعرف عليهم .. فعليه تفصيل آيات الذكر الحكيم بشكل دقيق وبتدبر وتفقه وتعقل وإخلاص النيّة لله سبحانه وتعالى .. والله عز وجل ولي التوفيق ..


إذاً .. هل نتفق أنّ هذا القرآن العظيم .. لا تنقضي عجائبه ..؟ وفيه علوم متنوعة ومختلفة في كل الإتجاهات والمشارب وفي شتى مناحي الحياة وما يتعلق بالخلق والمخلوقات أجمعين .. وما في هذه الحياة الدنيا من أسرار ومعجزات وخفايا .. وما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى .. {... مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ...... }الأنعام38

والمهم هو .. حل لجميع الفتن التي تعصف بالأمة في الوقت الراهن ..

كــ بداية أو مدخل لما سيأتي من إجتهاد في تفسير بعض من آيات القرآن الكريم .. توضح وتكشف أسباب هذه الفتن العظيمة ومن يقف وراءها .. وكيف المخرج منها ..؟
وحتى يكون النقاش والحوار .. موضوعي وعقلاني ومنطقي .. ولا يتعدى حدود الشريعة الإسلامية .. في محاولة الإجتهاد ( المبني على أدلة وقرائن ) في سبيل الله سبحانه وتعالى ثم المحاولة في إنقاذ الأمة الإسلامية من براثن مؤامرة خسيسة وكيد ومكر عظيم .. تحاك بالخفاء لتدميرها ونشر الفتن والفساد بين أبناءها ..

هل نتفق على ما جاء في هذه المقدمة ..؟!
------------------------------------
المحضار غير متصل