.
.
إذاً لِتَعلمَ أنهُ بِقدْرِ هَذا البِرِّ هُناكـَ مَحبَّةٌ بِنَظَرِنَا لا بِنَظرِكُم .
وأنّا الذي اهنتُ نَفسي مِنْ أجلِ وَالدي لَن أرضى أن يأتي مَن يُهينُ وَالدي الذي أهنتُ نَفسي مِنْ أجلِهِ .
فَمنْ يُهينُ والدي يُهينني .
والحَمدُ للهِ أني عَلمتُ مَعنى التَّطرفَ عِندكم .
ولتَجعَل حِرصِكـَ للخَيرِ لا يَتعَلَّقُ بِهِ إتِّهَامٌ بَاطِلٌ يُتَعذَرُ لِهّذا البَاطِلُ بأنَّهُ حُبُّ للإصلاحِ والخَير .
فَالذي عَلَّمنَا [ إمَاطَةُ الأذى عَنِ الطَّريقِ ] قال : [ سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ]
ولا يَحقُ لنَا أن نَسُبَّ وَنتَّهِمَ بالتَّطرُّفِ وإختراق المبَادئِ والأخلاَقِ للمُسلِم .
والنبي صلى الله عليهِ وَسَلَّمَ قال : { إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل له بها رضوانه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى بها عليه سخطه إلى يوم يلقاه } وأيضَاً قال : { لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه } .
ولا اظُنُّ أن الخَطأ يُقَابَل بِخطأ مِثله .. والرَّاجي للإصلاحِ والخَير يأتي باللينِ لا بالتَّهجُمُ عَلى عِبَادِ الله وإتهامِهم .. فالله عزَّ وَجلَّ يَقولُ لِنَبيِّهِ : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } الآية
لَم أتَواجَدُ هُنَّا إلا مُحَاولَة مني لأن تَتَراجَع عَن هَذا الإتهام ولكن حَسبُنا الله وَنِعمَ الوكيل .. وَلن يَضيعَ شيءٌ لأحَدٍ وَعندَ الله تَجتَمِعُ الخُصومِ .
قال ابن الجوزي في كتابه الإيضاح: أول ما تجب البداءة به: (حسن القصد في إظهار الحق طلبا لما عند الله تعالى، فإن آنس من نفسه الحيد عن الغرض الصحيح فليكفّها بجهده، فإن ملكها، وإلا فليترك المناظرة في ذلك المجلس، وليتق السباب والمنافرة فإنهما يضعان القدر، ويكسبان الوزر ، وإن زل خصمه فليوقفه على زلـله ، غير مخجل له بالتشنيع عليه ، فإن أصر أمسك، إلا أن يكون ذلك الزلل مما يحاذر استقراره عند السامعين، فينبههم على الصواب فيه بألطف الوجوه جمعا بين المصلحتين) أ.هـ.
أتَمنَّى أني لم أكن ضَيفَاً ثقيلاً هُنَا ..
فَعذراً لِصَاحِبِ المَوضوعِ أولاً .. ثُمَّ لكَ يا أخي أنتَّ كذلكـ
فإن صَواباً فَمِنَ الله وإن خَطَأ فَمِن نَفسي والشَّيطَانِ .
دُمتم بِحفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايتهِ
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
آخر من قام بالتعديل قاهر الروس; بتاريخ 10-09-2008 الساعة 12:11 AM.
|