مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 13-09-2008, 09:27 PM   #9
تأبَّط رأياً
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
أخي ناقد فكري :
أهلا بك مفيدا ومستفيدا .

أخي الغالي :
مقولاتك عن ابن خلدون أقول فيها مايلي :
1ـ ابن خلدون رجل عالم متبحر وله كلام دقيق في علم الاجتماع أرى كثيرا من الاخوة قد يلتبس عليهم كلامه للغته الرفيعة ، وعلمه الدقيق وهو كما ذكرت مؤسس علم الاجتماع .
2ـ النظريات التي يذكرها ابن خلدون كغيرها من النظريات التي يطرحه بعض العلماء في جميع الفنون العلمية النظرية والتطبيقية هي معروضة للتمحيص والنظر فما كان صوابا قبل وما كان غير ذلك لايقبل فليست هي معصومة .

قولك :

اقتباس
''نحن أمّة أميّة لا نحسب ولا نكتب''

قالها في مناسبة وهي مايتعلق بإثبات الشهور انها لرؤية الهلال وليست للحساب والكتابة فأجراها مجرى العرب في طبيعتهم السابقة في هذه القضية تيسيرا على الأمة فالحديث مرتبط بمناسبة تفهم على وجهها .

قال ابن رجب في فتح الباري ج3 ص 141 :
(فتبين أن ديننا لا يحتاج إلى حساب ولا كتاب ، كما يفعله أهل الكتاب من ضبط عباداتهم بمسير الشمس وحسباناتها ، وأن ديننا في ميقات الصيام معلق بما يرى بالبصر وهو رؤية الهلال ، فإن غم أكملنا عدة الشهر ولم نحتج إلى حساب .)

ثم إنه قالها فيمن هم في عصره إذ الالب عليهم الأمية .
قال في عون المعبود في شرح الحديث5/194 :
( لَا نَكْتُب وَلَا نَحْسِب )
: بِالنُّونِ فِيهِمَا وَهُمَا تَفْسِيرَانِ لِكَوْنِهِمْ أُمِّيَّة . قَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : وَالْمُرَاد أَهْل الْإِسْلَام الَّذِينَ بِحَضْرَتِهِ عِنْد تِلْكَ الْمَقَالَة ، وَهُوَ مَحْمُول عَلَى أَكْثَرهمْ ، أَوْ الْمُرَاد نَفْسه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقِيلَ لِلْعَرَبِ أُمِّيُّونَ لِأَنَّ الْكِتَابَة كَانَتْ فِيهِمْ عَزِيزَة . قَالَ اللَّه تَعَالَى { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ } وَلَا يَرُدّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يَكْتُب وَيَحْسِب لِأَنَّ الْكِتَابَة كَانَتْ فِيهِمْ قَلِيلَة نَادِرَة .
وَالْمُرَاد بِالْحِسَابِ هُمَا حِسَاب النُّجُوم وَتَسْيِيرهَا وَلَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ مِنْ ذَلِكَ أَيْضًا إِلَّا النَّزْر الْيَسِير ، فَعَلَّقَ الْحُكْم بِالصَّوْمِ وَغَيْره بِالرُّؤْيَةِ لِرَفْعِ الْحَرَج عَنْهُمْ فِي مُعَانَاة حِسَاب التَّسْيِير اِنْتَهَى )


ثم ارتفعت الأمية عن الأمة:
قال بان خلدون في المقدمة 1/256:
(وكانوا يسمون لذلك القراء (أي العلماء من الصحابة ) أي الذين يقرأون الكتاب لأن العرب كانوا أمة أمية، فاختص من كان منهم قارئاً للكتاب بهذا الاسم لغرابته يومئذ. وبقي الأمر كذلك صدر الملة. ثم عظمت أمصار الإسلام وذهبت الأمية من العرب بممارسة الكتاب، وتمكن الاستنباط وكمل الفقه وأصبح صناعةً وعلماً فبدلوا باسم الفقهاء والعلماء من القراء.)

قولك :

اقتباس
مع كوني لا أحبذ الارتكاز على الأحاديث فهي ليست صحيحة في مجملها إلا ما كان مؤيد بعمل عمله الرسول كالصلاة وغيرها مما شهده أصحاب النبي فلا يدخل فيها تحريف ولا تصحيف ويصعب معه الإنكار ... وهذا ما أمرنا به عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه
قال رضي الله عنه :
"أقلوا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم ‏"

المعروف في شروط صحة الحديث غير ما تذكر .
ثم إن المحدثين لهم مباحث في مسألة نقد المتون من حيث نكارتها المتنية ومامن نكارة متنية إلا ولها سبب إسنادي .

ثم إن المبحث سواء فكري أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي أو أيا كان لابد له علاقة بالدين من قريب أو بعيد لمن وعى شمولية الإسلام واتساعه وعالميته ومتى كان الفكر منفكا عن الدين والله هو القائل ( لعلكم تتفكرون ).

شاكرا لك اهتمامك .
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه :
( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا)
أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809
تأبَّط رأياً غير متصل