أعَانَكـَ اللهُ يَا وَطني [ عَلى يَومٍ ألبَسوكـَ إيَّاهـ ]
.
.

أعَانَكـَ اللهُ يَا وَطني [ عَلى يَومٍ ألبَسوكـَ إيَّاهـ ]
بَدَأتِ الاستعدادات لَيومِ الوَهَن عَفواً يوم الوَطنِ الذي ألبسوهـُ هَذا الوَطنَ بُهتَاناً ووَهمًا ووهناً عَليه .. وإلا فإن مَبَادئَ هَذا الوَطنَ والدُّستورُ الذي اتَّخذَهـُ أهل هَذا الوَطنَ لا يَرضى بِهَذا اليومِ الذي تَهافتوا مِن أجلِه .
إنَّ الوَطنَ لَيسَ بِحَاجَةٍ لِيومٍ تُلبسونَهُ إيَّاهـُ نِفَاقاً بِحبُّكم له .. وإلا فَحُبُّ الوَطنِ لَم يَكُنْ بِتَخصيصِ يَومٍ لعيدِ الوَطَنِ وَتعليقِ الصُّورِ .. وإبتِدَاعِ مَا تَنبذهـُ هَذهـِ الشَّريعَةِ المُطَهَّرة التي يَستَندُ عَليهِ هَذا الوَطن .
إنَّ الإسلاَمَ الذي كَسَحَ ظُلُمَاتِ الجَاهليَّةَ لَم يَصنَعَ عيداً لِدخولهِ أرضَ مُحمَّداً .. غَيرَ عيدينِ جَعلهمَا للمسلمين .. وَمَا دُونَهمَا بَاطِلاً في وجودِهـ .
وللأسَفِ أصبَحَ يَومُ الوَطنِ بَينَ النَّاسِ كَعيد الفِطرِ والأضحى نسألَ الله السلامَةَ والعَافية .. وَما ذلِكـَ إلا مِصدَاقاً لقوله صلى الله عليهِ وَسَلَّمَ : {لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه } الحديث
والحديث المذكور عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، يبين فيه صلى الله عليه وسلم حال كثير من هذه الأمة في اتباعهم سبيل غير المؤمنين، ومشابهتهم لأهل الكتاب من اليهود والنصارى حيث جاء في روايات الحديث : ( قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ ) وهذا التشبيه في المتابعة (شبرا بشبر وذراعاً بذراع) وفي رواية: حذو القذة بالقذة كناية عن شدة الموافقة لهم في المخالفات والمعاصي لا الكفر، والقذة بالضم هي ريش السهم وهو دال على كمال المتابعة. ثم إن هذا اللفظ خبر معناه النهي عن اتباعهم وعن الالتفات إلى غير الإسلام لأن نوره قد بهر الأنوار وشرعته نسخت الشرائع، وقوله: "حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه" مبالغة في الاتباع لهم، فإذا اقتصروا في الذي ابتدعوه فستقتصرون، وإن بسطوا فستبسطون حتى لو بلغوا إلى غاية لبلغتموها. أ. هـ
إنَّ الشَّريعَةَ الإسلامية وعُلمَائها قد نَفوا هَذا الإبتداعِ أن يُقام .. غَيرَ أنَّهُ في الآونَةِ الأخيرَةِ أقيمَ بِظِلِّ غَيَابِ أولئِكـَ الأعلام .
إنَّ يَومَ الوَطنِ المَزعُومِ كَثيراً مَا يُفرِحُ المَنَافقينَ الذين يُحاولون أن يزعزعوا مَبادئ إرتَكزَ عَليها الوَطن .. !!
ومَنْ يُحَاولُ أن يَتهَرَّبَ مِن نِفَاقِهِ .. وَيتَدَرَّعُ بِقولهِ أن هَذا اليومِ إحتِفالاً بقيام هَذهـِ الدَّولةِ عَلى العقيدة الإسلامية .. فإنَّ العَقيدَة التي تحتفلوا بِها لا تَرضى بِصَنيعكم هذا ..
وَمنْ يَتَهرَّبُ وَيقِفُ خَلفَ صورَةَ وَلي الأمرِ .. وأنَّ هَذا اليومِ يَومٌ نُعلنُ فيهِ حُبنا لولي أمرنا وَمنْ لا يَحتَفِلْ بِهَذا اليومِ فَهو لا يُحبُّ ولي الأمرِ .. فهَل العُلماءِ الذين حالوا دونَ هذا اليومِ يَومَ أن كَانوا بيننا لا يُحبُّونَ وَطَنِهم وولي أمرهم ؟!!
إننا والله أَقرَبُ لِقلبِ ولي الأمرِ من النِّفَاقِ إلى قلوبكم ..
لِتَحتفلوا بيَومِ الوَطنِ عَلى المُعاكَسَاتِ والأغاني والمَزاميرَ وَقرعِ الطُّبول .. ووالله لا يفعلُ هَذهـِ الأفاعيلُ عَاقلاً مُحبَّاً لِوَطنِهِ وولي أمرِهـِ وَقبلَ كل شيء لا يَفعل هَذهـِ الأفَاعيلُ مَن يَحتَفلُ لقيامِ دَولَةٍ عَلى العَقيدة الإسلامية .. لأن العَقيدةَُ تَرفض هَذهـِ الأمور !!
كُلُّنا أمَلٌ بِحُكَّمِنَا وَعُلَمَائِنَا .. أمُورٌ للهَاويَةِ تَقودُنَا
أخيراً فما كَانَ مِن صَوابٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا كَانَ مِنْ خَطأ فَمِن نَفسي وَالشَّيطَانِ
عُذراً .. فَعُذراً .. ثُم عُذراً عَلى الإطَالَةِ وَرَكَاكَةِ الأسلوبِ
دُمتُم بِحِفظِ الرَّحمَنِ وَرِعَايتِهِ
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
|