|
..
اختلف العلماء في الأفضل بين الإمامة أو الأذان ..
فقد ذهب الحنابلة و الشافعية إلى تفضيل الأذان على الإمامة ، و استدلوا بأدلة فضل الأذان كحديث معاوية رضي الله عنه عند مسلم عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة " و خالفهم في ذلك الحنفية و المالكية ، و استدلوا : بأن النبي - صلى الله عليه و سلم - و خلفاءه لو يكونوا مؤذنين و أن الإمامة يُختار لها الأفضل حالاً دون الأذان .
و لعل الخلاصة ما قاله شيخ الإسلام بن تيمية في هذه المسألة : " و الأذان أفضل من الإمامة وهو الوارد عن الإمام أحمد في أصح الروايتين عنه ، و اختيار أكثر أصحابه . و أما إمامته و إمامة الخلفاء الراشدين فكانت متعينة عليهم فإنها و ظيفة الإمام الأعظم ، و لم يمكن الجمع بينها و بين الأذان ، فصارت الإمامة في حقهم أفضل من الأذان لخصوص أحوالهم ، و إن كان لأكثر الناس الأذان أفضل "
و إذا كانت الإمامة يُختار فيها الأفضل حالا فإن هذا يدل على فضلها ، و لكن لا دليل فيه على أنها أفضل من الأذان ، لأن الأذان ورد فيه حديث معاوية السابق . و الله أعلم بالصواب .
و يؤسفني ما سبق من الردود الجريئة على الإفتاء في الحكم الشرعي ، بأدلة لا تنتهض ولا تقوم بذاتها ، فليق المرء ربه ، و ليكن متورعا عن ارتكاب هذه الكبيرة ، و هي القول على الله بلا علم .
|