[أعاني66]

بسم الله الرحمن الرحيم

لي مع وزارة الصحة قصة وحكاية طويلة !! ..

بطول مأساتي وبعرض الألم وبحجم الحزن الذي يغشاك حين ترى أحب الناس إليك مصاب وغيبوبة تامة وتنفس صناعي يحتاج توفير سرير في العناية المركزة بأحد الصروح الطبية لدينا التي تتوفر بها الإمكانيات واستشاريي المخ والأعصاب فتبخل به وزارة عنيت بالصحة و أنيط إليها العلاج ، والتخفيف عن آلام المواطنين وعدم تجاوب مسئولي المستشفيات بواجباتهم ومخاطبة المستشفيات والمراكز المختصة بأي منطقة من مناطق مملكتنا الحبيبة , فمنذ حادث أخي وأنا مبتلى بالتعامل مع هذه الوزارة فبعد أن رفضت جميع المستشفيات استقبال حالة أخي المصاب في حادث مروري أليم بإصابة بليغة في المخ قمنا بمجهوداتنا الشخصية للحصول على إذن بتلقيه العلاج في المستشفى العسكري بالظهران ، الذي قدم له العلاج لمدة 7 أشهر ثم طلب منا بعد هذه الفترة الخروج بحجة أنه حالياً يشغل سريراً وليس بعسكري ! فحاولت إدخاله في مستشفيات أخرى واعتذروا عن قبول الحالة لأنه حالة تستدعي طول إقامة في المستشفى و سيشغل سرير ولا تتوفر لديهم أسره شاغرة . فاضطررت للسفر به إلى الصين عن طريق أحد المكاتب الخاصة بالعلاج في الخارج في دولة الكويت وتكفلت بمصاريف العلاج حتى أعيتني ، فتقدمت ببرقية من السفارة السعودية في ـ " بكين " إلى سيدي ملك الإنسانية ملتمساً بها مساعدتي مادياً لمواصلة علاج أخي وما تكبدنها من مصاريف وليس لدي إمكانية مادية لمواصلة العلاج ، ولم يصلني رد على البرقية !!
ونفذت إمكانياتي المادية فاضطررت للعودة قبل إكمال علاج أخي تحت إشراف الجراح الذي أجرى له العملية.
فطلبت من السفارة السعودية توفير طائرة إخلاء طبي للعودة بأخي إلى أرض الوطن و بعد مخاطبة الإخلاء الطبي تم القبول مشروطاً بتزويدهم بما يفيد قبول أحد المستشفيات في السعودية للمريض ليتم نقله له .
فكم عانيت وعانيت وأنا البعيد عن بلدي ووطني وأنا الوحيد في الغربة كي أقوم بالاتصالات بمفردي بالمستشفيات في المملكة وبصفة شخصية لم تساعدني السفارة السعودية ولم يحركوا ساكناً بحجة إنني قادم للعلاج على نفقتي الخاصة ولست على نفقة الدولة ، ليتمكنوا من عمل اللازم في مثل هذه الحالات , وقال لي القنصل بالسفارة في الصين السيد ماجد الشمري لقد قدمنا لك المساعدة سابقاً بطلب مساعدة من الحكومة وطلب طائرة الإخلاء وهذي خدمة جليلة قدمناها لك !!! وخلافك مع المكتب المتعهد لسنا مسئولين تجاهه فيمكنك التوجه لسفارة الكويت ليقوموا بالواجب .... عجباً !!!!
وكان عليّ توفير سرير لمريض في شبه غيبوبة للتو أجريت له عملية زراعة خلايا في المخ!!
وبعد محاولات باءت بالفشل والرفض من المستشفيات السعودية بنفس أعذارهم وحججهم السابقة ،
توجهت بطلب لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه .
الذي لم يتوانى كعادته بإصدار اعتماد دخوله في مستشفى النقاهة ، وذلك تقديراً لمعاناتنا .
فعدنا ليستقبله مستشفى النقاهة الذي لا يمكنه تقديم ما يلزم لأخي من متابعة علاجه تحت إشراف استشاري المخ والأعصاب الذي يتناسب مع متطلبات العملية التي أجريت له ، وبقي أخي في النقاهة تمر الأيام عليه دون متابعة لحالته بالشكل الذي يحتاجه . ودون أن تتلقى الخلايا المزروعة في المخ العناية والأدوية التنشيطية ، التي تساعد على نموها ، وأنا محاصراً بين مطرقة " موت الخلايا المزروعة لأخي " وسندان " روتين وزارة الصحة وتجاوبها العقيم "ولم أدخر جهد في طرق جميع الأبواب لتأمين المكان والعلاج المناسب لأخي .
فقابلت معالي وزير الصحة وشرحت له الحالة وطلبي ، وكاتبت خطياً جميع المستشفيات ،
ولم يقبل أي مستشفى باستقبال أخي لتشخيصه بدقة وتوجيهه للمستشفى المناسب لعلاجه بحجة إعادة تأهيل أو أنه سيشغل سرير .
حتى امتدت اليد البيضاء لتنتشل أخي من جحيم مستشفى النقاهة وتنقله إلى المستشفى السعودي الألماني بمباركة سامية من صاحب السمو الملكي وولي العهد الأمين الأمير سلطان بن عبدا لعزيز حفظه الله ورعاة فتكفل بعلاجه على نفقته الخاصة ، بالمستشفى السعودي الألماني
مواطن في وطنه له على وزارة الصحة حق العلاج والرعاية ، يُعالج على نفقة خاصة
ممن ينفق ولا يخشى من ذي العرش إقلالاً,أما وزارة الصحة فيرعبها الإنفاق وتيسير أمور مرضى المواطنين .

وصدر الأمر السامي الكريم من ملك الإنسانية باعتماد معالجة أخي في أمريكا
لكن لوزارة الصحة طرقاً وأساليب عجيبة في الحصول على عدم الموافقة من بعض
مستشفيات أمريكا فيكفي أن تبعث وزارة الصحة برسالة بعيدة عن المطلوب لتُقابل من المستشفيات الأمريكية بعدم إمكانيتها استقبال الحالة بناءً على المعطيات من وزارة الصحة ،
فشتان بين أن يكون المطلوب الذي تقدمت به بناءً على تقرير طبيبه المعالج
والمشرف على حالته في المستشفى السعودي الألماني هو : تشخيص حالة المريض وعلاجه ومن ثم تأهيله .
وبين ما أرسلت به وزارة الصحة لمركز لإعادة التأهيل وليس لمعالجة وتشخيص من طلب الموافقة على إعادة تأهيل المريض !

بالتأكيد سترد المستشفيات الأمريكية بأنه لا يمكنها إعادة تأهيل الحالة المحالة إليهم ، وذلك لأن المريض لم يصل لمرحلة إعادة التأهيل فهو مازال في طور العلاج ومازال في غير مدرك وعاجز كلياً وأغرب ما في الأمر أني كنت أعتقد إني " نُصِبَ " علي في الصين فقط حين أخل المتعهد بالعلاج بشروط العقد ، وآلمني ذلك كثيراً ، ولكني ما كنت أحسب إنه سينصب علي في بلدي !!ومن قبل وزارة الصحة بالذات !!
ففي قمة أزمتي وانقطاع السبل بنا في الصين ، يصدر أمر سيدي ملك الإنسانية الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه . بتقديم المساعدة المادية لعلاج أخي في الصين ، ويعززه خطاب من وزير الخارجية صاحب السمو الملكي سمو الأمير سعود الفيصل حفظه الله ، ويخفى عني هذا الأمر السامي وهذه المكرمة الملكية ولم يُنفذ أمر ملك البلاد !!! وليس لدي علم بمن أخفاه هل هم وزارة الصحة أم السفارة في الصين !!
وأُترك في بلاد الغربة في حالة من البؤس والحزن والألم .ولم يواصلوا علاجنا هناك حسب توجيهات الملك ولم يقدموا له أي خدمه منذ وصوله حتى تاريخه.

هذه قضيتي بين أعينكم وأياديكم، فهل من منصف ؟؟
==