بسم الله الرحمن الرحيم
كان ولا يزال القلم أو اللسان مهلكاً للأنفس ، و مغيراً للوقائع ، و مبدلاً للحقائق ، و ذلك حينما تطاله أيادٍ عابثة ، و ينقل ما تفيضه القلوب القاسية ، و هكذا تغيرت المسلمات ، و أسيء إلى أنفسٍ معصومات ، و انتهكت أعراضٌ مصونة مطهرة ، فترى الرجل يرى ما يُكتب عنه إما بكذب أو تهويل خطأ ، أو قسوة ، فيبكي دماً من القهر الذي ينتابه ، حتى يستوحشَ من الناسِ من حولِه ، و يتمنى أن الأرض تبتلعه ولا يُقابل بعتابات المحبين ، التي انجرت وراء عبارات المغرضين و الحاقدين .
دعونا نتحدث بشفافية أكثر ، و نحن نرى في هذا المنتدى ، شخصيات تتعرض لمشرحة قاسية تأتي بشكل دوري كأنه منظم ، ففي كل أسبوع تطرح المواضيع الكثيرة تجاه فلانٍ من الناس ، سواء كان هذا الشخص ، عالماً أو داعية أو منشداً ، أو حتى لاعباً ..
لا نشك في أن كثيراً من هؤلاء تحملهم الحماسة و العاطفة الصادقة ، و لكن هذا وحده لا يكفي ، فهم هنا قد يَعتَبون على أحد في معصية أو مسألة خلافية ، و لكنهم يُشرعون بهذا الأبواب للمغتابين و الشامتين و المغرضين ، من أصحاب القلوب المريضة ، و الذمم الهاوية ، و الغيبة من الكبائر ، و السخرية من المحرمات التي نص الله تعالى على نبذها في كتابه العزيز .
إن النقد و الاستدراك و التنبيه على المخطئ لا يمكن أن يؤدي غرضه المنشود إلا أن يكون صاحبه قاصداً للإصلاح حقيقةً ، صافي النفس من الغل و الضغينة ، لأنها إن شوبت بشئ من هذه الشوائب ، كانت المسألة تصفية للحسابات ، و حدث فيها انتهاك للحرمات . إن أهم ما يمكن أن يوجد لدى الناقد ، صفاء النفس ، الإنصاف ، و الورع ، و لين الكلمة ، مع الأدب ، و الثقافة التي تؤهل لعملية النقد .
متى ترتاح ضمائرنا ، من هذا النقد الجارح الذي يجرح قلوبنا قبل أن يجرح قلوب الآخرين ، ممن جعلهم بعض الأخوة الشغل الشاغل في هذا المنتدى .
بالأمس ( فلان ) واليوم ( فلان ) ..
و لا نزال ننتظر شخصية الأسبوع القادم
مع كل أسف .