مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 25-03-2003, 01:48 AM   #2
إلغاء الأمر
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 261
الحادية عشر : الشعب الأمريكي :

الشعب الأمريكي أغلبه جاهل لا يأبه بما يجري في العالم ، فتؤثر عليه الدعاية الإعلامية الحكومية اليهودية وتشكل أفكاره بما يتماشى وأهداف الحكومة .. وهناك صحوة صليبية كبيرة في أمريكا يقودها اليهود من خلف الستار عن طريق النصارى المتصهينين ، ويقدر بعض الدارسين عدد أفراد هذه الصحوة في صفوف الأمريكان بـ (80) مليون أمريكي ، أكثرهم يرى ضرورة الحفاظ على والدفاع عن حق اليهود في فلسطين ، بل وحقهم في "إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات ، وهؤلاء يرون أنه لا بد من القضاء على الجيش البابلي (العراق) لتحقيق الأمن لـ "بني إسرائيل" ، ومن هؤلاء الرئيس الأمريكي الحالي ونائبه وأكثر حكومته ..
والشعب الأمريكي حاله كحال الشعوب الأوروبية ، فهو منقسم على نفسه بين مؤيد ومعارض للحرب من منطلقات عقدية وسياسية وإقتصادية وأمنية ، وأكثرهم لا يعرف موقع العراق على الخارطة العالمية ، فعلينا استغلال هذه الفروق والعمل على توسيع الفجوة بينهم كما تفعل حكومتهم بالمسلمين ..


الثانية عشر : الإعلام العربي والعالمي :

لقد أصبح الإعلام في هذا الزمان الخط الأول للجيوش ومقدمتها وقلبها وساقتها ، فهو يشارك في الحرب قبل تحرك الجيوش ، ومع تحركها ، وبعد انتهاء المعركة .. لا شك أن أكثر ما نسمعه هذه الأيام (وسنسمع الكثير منه في المستقبل من قبيل: سقوط المدن واستسلام الجنود العراقيين وغيرها من الإشاعات المثبطة) هو من قبيل الحرب الإعلامية بين الحكومة الأمريكية ومن والها وبين الحكومة العراقية ، فليس كل ما تعلنه الحكومة الأمريكية والإعلام الغربي أو الشرقي يكون صادقاً أو دقيقاً ، وكذلك بالنسبة للحكومة العراقية ..
سوف تكثر الإشاعات ، والتخمينات ، والتحليلات ، والتصريحات التي يجب أن نتعامل معها من منطلق "فتبيّنوا" ومن منطق "ولا تهنوا ولا تحزنوا" ، فينبغي على الشباب أن لا ينجرفوا وراء هذه الدعايات ولا يكونوا ضحية هذه الحرب النفسية التي سوف يشنها عليهم الإعلام الغربي والعربي معاً ..
وللشيخ العلامة "سلمان بن فهد العودة" – حفظه الله كلمات جميلة في كيفية التعامل مع الأخبار ، حيث قال أنه ينبغي " الهدوء في التعامل مع الأخبار والتحليلات والتصريحات والمواد الإعلامية ، فإن مزيد الانهماك فيها ربما صنع لدى المتلقي قدراً من البلبلة والحيرة والتردد، ثم الخوف المفرط. وكثير من هذا الضخّ الإعلامي هو مواد مشققة مفرعة، يعاد إنتاجها بطرق مختلفة ، أو وجهات نظر وتحليلات وظنون وتوقعات قد ينتفع اللبيب بها إذا أحسن قراءتها والتعامل معها , وعرف ما يأتي وما يذر، وما يأخذ وما يدع ، أما غير الفطن فربما كانت شقوة له ، تحرمه هناءة حياته وطيب عيشه ، وتعوقه عن سيره ، دون أن يظفر من ورائها بطائل ، أو يكون من معالجتها بسبيل.
[ وينبغي] الحـذر من ترويج الشائعات والأقاويل والأخبار المرتبكة والتحليلات المغرقة في التشاؤم ، فإننا في عصر صارت قوة الدول تبنى على مقدار ما لديها من سعة المعلومات ودقتها، إننا في عصر (( المعلوماتية ))، وكم من خبر يروج ويتم تداوله وتبنى عليه نتائج قريبة وبعيدة ، وقرارات واجتهادات ، وهو غير مؤكد ولا ثابت .. فكيف تظن بمثل هذه الرؤية المبنية على شائعة أو ظن , أو خبر مكذوب , أو رواية مضطربة , أو معلومة ناقصة , أو مضللة، والحصول على المعلومة لم يعد صعباً ولا عسيراً ولا مكلفاً متى توفرت الإرادة ، وأدركت الأمة الأهمية القصوى لهذه المعلومات.
أليس من المحزن أن تكون عدوتنا الأولى ، أو ما يسمى بـ ( إسرائيل ) من أكثر دول العالم تقدماً معلوماتياً ، بينما نحن في العالم الإسلامي ربما لا نملك حتى القدر الضروري من ذلك! فضلاً عن فقدان الكثيرين لمنهج التعامل مع المعلومات والأخبار ، مع وضوح هداية القرآن في ذلك ونصاعتها "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ.... " الآية فيأمر سبحانه بالتثبت والتبين في الأخبار , وعدم الاندفاع في تناولها أو بناء النتائج والقرارات عليها. ويقول الله سبحانه : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً"(النساء: من الآية94) ... " (من مقالة للشيخ بعنوان : واجب الوقت 1\2) ..

ومن الشائعات التي قد نسمعها في هذه الأوقات:

- استسلام الكتائب والجنود العراقيين للصليبيين !!
- التقدم السريع للقوات الصليبية دون مقاومة !!
- لا يمكن للجندي الأمريكي أن يموت بنيران العدو ، فكل قتيل إنما يُقتل بسبب خطأ فني (كما هو الحال في أفغانستان) !!
- !!
- الخلل الداخلي في صفوف الحكومة العراقية !!
- خروج بعض العرب المرتدين (وخاصة الخليجيين) في الإعلام للدفاع عن الحملة الصليبية ، وهذا من شأنه أن يفرق بين المسلمين ويُشغلهم عن القوات الصليبية !!
- وغيرها من الشائعات الكثيرة التي سيبثها الإعلام الغربي والعربي في كل مرئي ومسموع ومقروء لقتل روح المقاومة للإحتلال الأمريكي الصليبي (حتى في المنتديات الإسلامية التي تغلغل فيها المرجفون) ..

لقد علمتنا الحرب في أفغانستان عدم تصديق شائعات الحكومة الأمريكية التي لا تفتأ تكذب على الرأي العام لتوهن معنويات خصومها .. لقد وقعت الحكومة العراقية في فخ الحملة الإعلامية الأمريكية حيث وضعتها هذه الحملة في موضع المدافع والنافي لهذه الأخبار ، وينبغي على الحكومة العراقية أن تنشر إشاعات مضادة تُجبر الحكومة الأمريكية على اتخاذ موقف المدافع ، وهذا سيكون أنكى في الحكومة الأمريكية والشعب الأمريكي من دعايات الأمريكان ، ولا ينبغي للحكومة العراقية أن تنشغل بنفي تفاصيل الإشاعات الأمريكية فهذا لا يزيد على كونه تكراراً لما يقوله الأمريكان ، بل عليهم بث الأخبار (ابتداء) التي تنخر في معنويات الجيش والشعب الأمريكي ..

الثالثة عشر : شباب الصحوة المجاهد :

كثير من الشباب تتوق نفسه للجهاد في سبيل الله والذب عن حرمات المسلمين ، وكثير منهم يسأل عن جدوى الذهاب إلى العراق للقتال ضد الصليبيين . وهذه المسألة الشائكة ينبغي التعامل معها بحذر وحكمة ، وقد أبدى بعض أهل العلم رأيهم في المسألة على ما قدروا من مصلحة ، ولعلي أذكر هنا بعض النقاط التي تجمع بين أصلح ما قالوه ، أو لم يقولوه (في نظري) :

أرى - والله أعلم - بأن :

1- الدفاع عن أرض العراق فرض عين بالإتفاق ، فينبغي للمسم أن يعقد النية على الجهاد دفاعاً عن بلاد الإسلام ، فقد قال صلى الله عليه وسلم "مَنْ مَاتَ، وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ، مَاتَ عَلى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ" (مسلم) .
2- أرى أن يتحقق الشباب أولاً من جدوى الذهاب إلى العراق في هذه المرحلة قبل أن يذهبوا ، وذلك باستشارة أهل العلم والخبرة والدراية من المجاهدين .
3- أرى أن لا يذهب أحد حتى يعلم أين يذهب وتحت راية من يقاتل . فقد يذهب الإنسان إلى العراق ويقع في أيدي الرافظة أو البعثيين أو بعض الأكراد المرتدين فتخسر الأمة جهاده وجهده .
4- أرى أنه إذا سمحت القوات العراقية بالقتال تحت رايتها فإنه يجوز للمجاهدين ذلك على أن يختاروا من هو أقرب إلى السنة من القادة العراقيين ويدخلوا تحت رايته ، فإن لم يستطيعوا فالأقرب والأقرب .
5- أرى أنه من كانت عنده اتصالات بالمجاهدين الأكراد أو المجاهدين من أهل السنة في العراق أن يتصل بهم قبل الذهاب إلى هناك ليتيقن من حاجتهم له قبل الذهاب ، فقد لا يحتاجون له في هذه المرحلة ، وخاصة أن الحرب حرب قصف بالطائرات والصواريخ بعيدة المدى .
6- على من لا يستطيع الذهاب إلى العراق أن يستعد للحرب باقتناء الأسلحة والذخيرة والتعلم على فنون القتال بأي طريقة استطاع ، وإن اضطر للإشتراك في جيش بلاده ، فالإستعداد مطلب شرعي لا يجوز التفريط فيه .
7- على من لا يستطيع الجهاد في العراق أن يتجه إلى فلسطين (وخاصة أهل مصر وسوريا والأردن) وهذا سيخفف الضغط على العراق ، وكذلك الحال بالنسبة لإخواننا المجاهدين في أفغانستان الذين ينبغي لهم في هذه الأوقات تصعيد العمل العسكري لتشتيت تركيز القوات الأمريكية الصليبية ..
8- لست مع الذين يدعون بتهدئة الأوضاع ودفن الرؤوس في التراب بل أرى أن نؤجج النار تحت أقدام الأمريكا في جميع العالم فنقتل كل رجل أمريكي ونفجر كل سفارة أمريكية ونهاجم كل قاعدة أمريكية حتى تعلم دول العالم عواقب التجرئ على أمة الإسلام ، أما أن ندخل جحورنا كلما اعتُدي علينا ونطلب الحوار والنقاش من عدونا فهذا ليس من الحكمة في شيء ، وليس من سنة نبينا صلى الله عليه وسلم "... فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَـئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا " (النساء : 91)

9- الجهاد لا يكون بالنفس فقط ، وإنما يكون بالنفس والمال واللسان ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم" (صحيح : صحيح سنن أبي داود 2186) ، وقال عليه الصلاة السلام "إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه" (صحيح : رواه أحمد والطبراني ، وهو في صحيح الجامع :1930 ) ، فينبغي عدم إهمال الجوانب الجهادية الأُخرى ، فأهل القتال بالقتال ، وأهل المال بالمال ، وأهل اللسان بالبيان ، ومن لم يستطع بالنفس أو بالمال أو بالبيان فبالقلب ..
10- ليس هناك سلاح أقوى من الدعاء ، فإن النصر ليس بالحرب ولا بالسلاح وإنما يكون من عند الله "... وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ" (126 آل عمران) ، فيجب على المسلمين جميعاً التضرع إلى الله والإلحاح عليه بالدعاء في السجود وفي الأسحار وفي كل وقت ، فيجب أن ندعوا ونوصي من نعرف بضرورة الدعاء والتضرع إلى الله .. وكل ما ذكرناه سابقاً لا قيمة له إن لم نلجأ إلى الله ونذل أنفسنا بين يديه ، فهو وحده القادر على جلب النصر وهو وحده الذي يهزم الأعداء ، وليس صادقاً من قال بأن قلبه مع المسلمين في العراق وهو قد انشغل عن الدعاء لهم ، وليس صادقاً من زعم أنه يود فداء إخوانه بدمه وقد بخل عليهم بدمعة في سحَر ..


الرابعة عشر: العلماء :

إن التعامل مع هذه الأحداث يكون من منطلق استجلاب المصلحة للأمة الإسلامية ، وتقدير المصالح يتفاوت في إدراكه الناس تفاوتاً كبيراً ، وهذا هو سر اختلاف آراء بعض العلماء الربانيين في هذه الأحداث .. والعالم بشر يخطئ ويصيب بناءً على فهمه البشري القاصر للأحداث ، ولذلك ينبغي مراعاة عدم التشنيع على من عُرف من العلماء بالجهاد الدعوي إن هم خالفوا غيرهم في تقديرهم للمصالح والمفاسد ، بل ينبغي بيان الواقع لهم ونصحهم ، ولكن لا ينبغي موافقتهم في ما هو خطأ ظاهر بيّن ، وهذا لا يُنقص من قدرهم عندنا ..
ولعلنا نكون نحن المخطؤون وهم المصيبون في تقدير هذه المصالح ، أما التشنيع على من عُرف بمواقفه وبصدقه لمجرد أنه لم يرى ما رأينا فهذا ما لا ينبغي .. ويجب هنا التنبيه إلى أمر في غاية الأهمية : إن اختلاف الوسائل ليس من قبيل اختلاف القواعد والثوابت : فمن قال بعدم ذهاب المجاهدين إلى العراق للقتال تحت راية صدام ليس كمن أحل القتال تحت راية أمريكا ، فالأول خلاف فيه نظر ، أما الثاني فهو كفر وردّة والعياذ بالله ، فينبغي للمسلم أن يفقه الثوابت التي ليس فيها خلاف : كحكم موالاة الكفار ، أو محبتهم أو تمكينهم من أراضي المسلمين ، فليس هناك شك في حكم من قاتل في صفوف الأمريكان أو أعانهم ضد المسلمين ، فهو كافر مرتد باتفاق المسلمين سلفاً وخلفاً ، فمن علم هذا الحكم ولم يأبه به ورضي أن يكون في صفوف الكفار ضد المسلمين فلا شك في كفره ..

فعلى العلماء أن يبينوا هذه الأحكام بكل قوة وثبات ، وأن لا تأخذهم في الله لومة لائم ، فإن هذا من أعظم الجهاد في هذه الأيام "إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر" (صحيح : الترمذي ، وهو في صحيح الجامع 2205) ، ولعل أحدهم يُعذر عند الله أن لم يجاهد بنفسه ، ولا تنفعنا الفتاوى المُبهمة أو المترددة : فأنتم معاشر العلماء تعرفون حكم الله في حكّام بلادنا ، وتعرفون حكم الله في من اشترك في هذه الحرب مع الصليبيين ، وتعلمون حكم الله في الجهاد المتعين في العراق وغيرها !! إن الحرب تحتاج إلى مواقف ثابتة لا لبس فيها ولا غموض ، وهذا ابن تيمية رحمه الله يقول "لو رأتموني في صفوفهم والمصحف على رأسي فاقتلوني" ، هكذا تكون الفتاوى في هذه الأوقات حتى لا يكون هناك مجال لمتأول أو محرّف .. ورحم الله الشيخ العقلا فقد ترك بعده من تلاميذه من قام مقامه ..

.. والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

كتبه
حسين بن محمود
18 محرم 1424 هـ
__________________
إلغاء الأمر غير متصل