مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 10-10-2008, 05:37 AM   #18
تأبَّط رأياً
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 1,081
أخي همام بن حارث :
والله إني لأحب الرجل الذي يقبل الحق ويطلبه .
ووالله إني لأحبك لنا قلت :
تأبط رأيا /

اقتباس
الجهاد شرع لإعلاء كلمة الله ومن إعلائها الدعوة إليها ، وفي الحقيقة جميع من يدعوا إلى دين الله هو يسعى في نصرة الأمة وفي رد كيد أعدائها ، وأخطأت في حصري ذلك المجال الواسع على الجهاد والمجاهدين وإلا لما شرع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..!

وهذا ينم عن صدق نيتك ، ونقاء سريرتك ، أسأل الله أن يجعلك من الاتقياء الأنقياء .

اقتباس
لكن ما أود التنبيه عليه هو أن الأمة تُغزا غزواً عسكرياً في المقام الأول عبر نهب خيراتها وغزو مقدساتها

هو تنبيه في محله أوافقك عليه ، ولاننسى الغزو الفكري فهو أشد وأنكى .
وحينما نرجع إلى ستين أو سبعين سنة ماضية تقريبا نجد أن الهجمة العسكرية قد احتوت شبه كل العالم الإسلامي أنسيت تاريخ الاستعمار ، ولو ذهبنا نستعرض كل دولة مسملة ومن استعمرها لطال بنا المقام .
ونتساءل :
وهل قام في وجههم جهاد ؟
الجواب : نعم .
ولكنه ضعيف .
لأن الأمة تعيش في ذلك الوقت حالة من التمزق ، والتشرذم ، وعدم تكوّن دول لها ، واهمها ضعف شديد في جانب العقيدة والفكر والفقه والحديث .
فالصوفية والخرافة والقبوريات تعشش في غالبية العالم الإسلامي .
والتقليد والتعصب للمذاهب الفقهية على أشده .
والجهل الضارب في جهة .
والجهل في العلوم التطبيقية والصناعات كان شبه مطبق على جميع العالم .
ولذا قال بعض العلماء :
إنه مامن حالة استعمار إلا سبقتها في الشعوب حالة استحمار .
فلذلك لما قامت راية الجهاد ضد الاستعمار كانت ضعيفة للأسباب السابقة .

اقتباس
فمن العقل أن يكون التصدي لهذا الغزو بمثله ، ومن هذا المنطلق قلنا أن المجاهدين هم الصف الأول في الدفاع عن الأمة والأمة في ذل ووهن وقد أخبرنا الله أن لا مخرج من هذا إلا بالجهاد ولا يمكن أن تنتشر الدعوة بدون جهاد

كلام جميل واتوافق معه في الجملة ...... ولكن ..
إذا نظرنا في طول العالم الإسلامي وعرضه هل تغير شئ من تلك الحالة التي عاصرت الاستعمار ؟
الجواب :
الحالة هي هي إلا تحسن في بعض الجوانب ، ولاتزال الحاجة لبذل المزيد .
يوجد الآن في العالم الإسلامي أكثر من 5000 قبر تدعى من دون الله .
لنا أن نتصور أنه بعد أن خرج المستعمر من العالم الإسلامي وضع له نوابا على نفس منهجه في حرب الإسلام وحصره في مجال الأحوال المدنية فقط ، ومحاصرة العلماء وتكميم أفواههم ، أو سجنهم ومطارتهم كلما ظهرت منهم أو من الشعوب المحافظة أي مبادرة معارضة لما يعارض الكتاب والسنة...... وكم سفكت دماء وأريقت في سبيل ذلك .
نتفق أن الأمة في حالة ضعف شديد أخي همام !! .

هل يمكن توجيه لوم للشعوب والعلماء المغلوب على أمرها ؟
لنقلْ جدلا :
يجب على العلماء أن يصدعوا بكلمة الحق ولايخافون لومة لائم ، ويبلغوا الحق فقط وليكن مايكن !!

فعل ذلك جمهرة من العلماء وصاروا إلى الشنق أو القتل أو الذبح أو السجن المؤبد ثم ضيق على بقية العلماء الآخرين الساكتين وسلبوا كثيرا من صلاحياتهم ، وألغيت كثير من دروسهم وتركت الساحة لا علماء لا دعاة ، وخلا الجو كاملا بلا أي منافس لأصحاب الطرق الصوفية والخرافيين والمنافقين ليفسدوا في المجتمع وهذا ماحصل ، وتعرف قصة علماء حماة مع حافظ الأسد وماذا فعل بهم ؟ وهذا مثال واحد والامثلة كثيرة .


إذن ما لمخرج ؟
أن نرجع للنصوص الشرعية ونتفهم حالات الضعف وأحكامها ، وحالات القوة واحكامها .
رجع العلماء فوجدوا شيخ الإسلام وهم من هو في إمامته يقول : إن العصر المكي واول المدني محكم لم ينسخ
وتبعه على ذلك ابن القيم وابن كثير وواخيرا ابن باز .
وحين نتامل في ذلك العصر ونصوصه ومواقف النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الفترة مجد انفراجا عظيما ، وأفقا واسعا .
وهذا الذي مال إليه كثير من العلماء والدعاة الآن بعد تجارب مريرة أدت إلى سفك الدماء ، وتسلط الظلمة.
وهو أن يبدأ بجهاد الشرك قبل المشركين ، والكفر قبل الكافرين .

ثم هناك إشكال .... ما يجري على الأمة من نكبات وأزمات كيف الحل معها ؟
هذا متفرع على أي الحالات التي عاشها الرسول صلى الله عليه وسلم أشبه بحالنا ، فحينها يذكر الحكم .
أم لكل دولة إسلامية حالة تخصها من القوة والضعف هذا أمور دقيقة تحتاج لتأمل .
وهل حالة النفاق موجودة أم حالة الشرك والإسلام فقط .
أمور طويلة تحتاج تفصيل لعلي أتيت على المهم منها .

وأنا هنا بصدد توضيح موقف بعض العلماء .

أشكر لك اهتمامك .
__________________
قال حذيفة رضي الله عنه :
( أتقوا الله يا معشر العلماء ، وخذو طريق من كان قبلكم ، فلعمري لإن اتبعتموه لقد سبقتم سبقاً بعيدا ، ولئن تركتموه يمينا ً وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدا)
أخرجه البخاري 7282 وابن عبدالبر واللفظ له في الجامع 1809
تأبَّط رأياً غير متصل