السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الفاضل / تأبط رأيا .
أحبك الله فيما أحببتني فيه ، ويشهد الله أني أكن لك في قلبي أجلالاً وتقديراً .
أما عن كيفية تصدينا لهذا الغزو فلا حل سوى الحل العسكري أولاً ..!
أقول : إن الله ليزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن .
فأنا لا أدي كيف يظن الدعاة إلى تصحيح أوضاع المسلمين أنه سيبقى فينا صلاح بعد غزو العدو لبلاد المسلمين ؟ أم ننتظر حلوله في بلادنا ونقول أنه يجب على تلك الشعوب رد عدوها بنفسها ..؟!
أم لا أدري كيف سيحقق الدعاة نجاحاً بعد أن صارت أمريكيا ألها يعبد طوعاً وكرهاً في الكثير من البلاد الإسلامية ..؟!
أم لا أدري أي دين سيبقى بعد أن أصبحت المنظمات الدولية تتدخل في المناهج الدراسية بل وتتدخل في نصوص خطب الجمعة وسياسات التعامل مع نسائنا من خلال إلزام حكوماتنا بمعاهدات ( حقوق المرأة ) بحسب ثقافتهم الغربية الإلحادية ؟!
أم أي عقائد وتشريعات ستبقى مع برامج إعادة صياغة المجتمعات العربية والإسلامية كما أعلنها الأمريكان .. ؟!
أم لم تسمع بكلمات قادة الصليب وتعهدهم بمحاربة أي جماعة إسلامية تحاول الصعود إلى الحكم وانظر إلى حماس ..!
فنحن لا نواجه فكراً نستطيع أن نواجهه بمثله بل نواجه عقائد يتم فرضها بالقوة على المسلمين..!
فأقول لا يمكن أن تنجح جهود الدعوة ونحن بهذه الصورة .
وإن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن ..!
ولا تتصور أن قادة المجاهدين سيدخلون الأمة في متاهة لا طاقة لهم بها فهم أعلم بمعنى القوة الواردة في كتاب الله ...!! { وإعدوا لهم ما استطعتم من قوة } .
واقرأ هذه السطور لأحد أهل العلم ..
نحن نعتقد أن تلك الحلول
جزى الله أصحابها خيرا كلا بنيته لن تحل مشكلنا اليوم .
ونعتقد أن المقاومة الإسلامية المسلحة هي الحل , وأن بإمكانها بإذن الله دحر العدو.
ونقول بملء أفواهنا نعم إن الأمر كذلك . نعم .. مدعومة بالأدلة الشرعية . ونعم كما تقتضي أدلة العقل والمنطق والواقع . فإن هناك حقائق واضحة تدعم ما نذهب إليه:
أولاً: إن شعوب الأمة العربية, ومثلها جميع الشعوب الإسلامية , قد غسلت أيديها وانقطع رجاؤها من كافة المذاهب والتيارات والفلسفات والأفكار الوافدة والمحلية التي لا تنطلق من الإسلام كحل ممكن لمواجهة هذا الصائل. ومن يتابع ما تكتبه الصحف , وما يكتبه الناس العاديون في زوايا القراء , أو ما يقولونه في مداخلاتهم عبر الفضائيات, أو ما يصيحون به في مظاهراتهم.. يجد أن الجميع , وحتى الفساق من المسلمين ومن أسرفوا على أنفسهم , ناهيك عن الملتزمين والمتدينين.. الجميع يصرحون بجلاء بأنهم مع الجهاد , وأنهم يعتقدون بأنه لن يقوم لهذا العدو الغازي إلا رايات الجهاد تحت شعار (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
وحتى التنظيمات العلمانية والشخصيات الوطنية والتيارات القومية في فلسطين كما في كل مكان , بدأت تتأسلم حقيقة , أو زعما , وصارت تتأقلم في إعلامها وشعاراتها مع الإسلام . إما بعودة صادقة إلى جذورها, وإما مجاراة للشارع الإسلامي الذي بدأ يشهد عودة نحو الدين كرد طبيعي على الهجمة الصليبية على أمة الإسلام واستهدافها في عقيدتها ومكوناتها.
وهكذا كان حال أمتنا أيام النوازل عبر تاريخنا كله. بل هذه طبيعة الإنسان أمام الكوارث الكبرى .. أن يعود إلى ربه ومعتقده راجيا النصر والنجاة . بل إن الأمل في الإسلام , والجهاد تحت شعارات الإسلام كحل لمواجهة طغيان أمريكا, قد صار أملا لدى كل أعداء أمريكا من الشعوب المستضعفة,
حتى الجماعات اليسارية وجماعات السلام في العالم الصليبي ذاته. والمتابع لكتابات بعض الكتاب الغربيين يجد أن بعضهم قد بدأ يصرح في سياق ما يكتب عن طغيان أمريكا , بأنه لم يعد هناك أمل لمواجهة أمريكا إلا بالمسلحين المسلمين ..
بل وصل الأمر بإحدى المظاهرات المضادة للعولمة والحرب التي خرج فيها مئات الآلاف في إيطاليا أن ترفع ضمن شعاراتها صورة لـ (ابن لادن ) وقد ألبسوه قبعة ( جيفارا ) ورسموه بطريقة تشبهه ..!
وكتبوا تحت صورته شعارات مضادة لأمريكا! و عبروا بذلك عن أن رمز الجهاد الإسلامي المسلح اليوم هو الحل في مواجهة أمريكا!.
فالكل يعلم ويؤمن اليوم أن الحل يجب أن يخرج من جعبة الإسلاميين بالجهاد لمواجهة طغيان النظام العالمي الجديد .
ثانيا: إن جماهير الصحوة الإسلامية وكوادرها و النشطاء فيها , يشكلون اليوم كتلة هائلة على الصعيد العددي في بلاد المسلمين قاطبة وفي كل منها على حدة . ففي كل مؤتمر للتبليغ يجتمع في مساجدهم أحيانا ما يربو على عشرات الآلاف في المدينة الواحدة , بل يبلغ حشدهم السنوي من مختلف دول العالم في باكستان ما يزيد على ما يجتمع في مكة للحج , أكثر من مليوني مسلم . وأما السلفيون وأتباع مدرسة أهل الحديث وجماعاتهم وتلاميذ مدرستهم , فالمتابع لمواقعم على الإنترنت وصحفهم ونشاطاتهم في البلاد العربية والإسلامية يجد أنهم اليوم - تبارك الله – يعدون بمئات الآلاف إن لم يكن بالملايين , ناهيك عن من يرتاد مساجدهم من العامة. وأما الإخوان المسلمون وفروعهم والجماعات الإسلامية المنبثقة عنهم والحاملة لفكرهم تحت مختلف المسميات فما تزال الشريحة الأساسية عددا وحضورا في الصحوة في أكثر بلاد العالم العربي والإسلامي , فهم يُعدون بالملايين أيضا, فضلا عن عشرات الملايين من أنصارهم والمصوتون لهم في الإنتخابات .
هذا ناهيك عن الجماعات الصوفية وأتباعها ومشايخها ومريديها . فضلا عن مئات الجماعات والأحزاب والكتل الإسلامية المختلفة التي تدخل بمجموعها تحت مسمى (الصحوة الإسلامية)
والتي تشكل بلا مبالغة أعلى كتلة بشرية ضخمة في العالم الإسلامي.
فإذا ما أضفنا إليهم المتعاطفون معهم ومع عموميات شعار الإسلام لوجدنا أننا أمام جموع غفيرة هائلة قد نما في قلبها اليوم التطلع إلى مواجهة أمريكا واليهود وحلفائهم الصليبيين تحت شعار
الجهاد والإسلام .
وكل متبصر يدرك اليوم . أن مشكلة هذه الأمة , هي في أن أكثر علمائها قد نكصوا على أعقابهم بين خائن وعاجز.
وأن عموم قيادات الصحوة فيها قد اختاروا الاستراحة وقد انعقدت غبار الحرب يبحثون عن حلول وسط مع الجاهلية على قارعة منتصف الطريق.. إنه الوهن :
) حب الدنيا وكراهية الموت ( وصدق الصادق الأمين .
انتهى .
|