12-10-2008, 09:34 PM
|
#8
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2008
البلد: وهل غيرُ بريدة ! ؟
المشاركات: 141
|
كان عبارة عن شهيق وزفير بشكل واضح وسريع
وكذلك لاحظ أن الهواء الساخن يخرج من المطبخ بشكل ملحوظ حاملاً معه رائحة الأشجار الخارجية ، جحظت عيني الأب .. وتراجع ببطء شديد إلى الخلف
إصطدم بابنه الذي لم يعلم أنه نزل معه ، كان الأب قد ألصق ظهره للجدار والمطبخ على يساره وهو يمشي مبتعداً عن المطبخ
الجو مشحون و حرارة الصالون تتزداد بحكم عدم وجود مكيفات للهواء والنوافذ مغلقة و الوقت صيفاً و قبل هذا كله
الموقف الراهن الذي قد يجعل الشخص يشعر بالحرارة في عز الشتاء والبرد ولذا فقد كان الأب يتصبب عرقاً وقلبه يخفق بسرعة والأطراف ترتجف .. مع شعوره بجفاف الحلق ، فكان كثيراً مع يبتلع ريقه ، وفجأة ظهر من باب المطبخ نور خافت
أشار الأب بيده اليمنى لابنه بالرجوع ملتصقاً بالجدار ، في أول الأمر ظن أن الضوء هو ضوء الثلاجة التي كانت بجانب باب المطبخ وأن اللص سيخرج من المطبخ
ولكن الأب نسي أن التيار الكهربائي مقطوع لكنه تذكر ذلك لاحقاً ، طريقة فتح الادرج والأبواب ونمط التنفس و استعمال الكشاف لا توحي أن الشخص له علاقة بالبيت بل هو دخيل عليه
لماذا فتح الشخص الذي بالمطبخ الثلاجة إن كان سيسرق ثم لماذا يذهب للمطبخ اصلاً كانت هذه الأسئلة وغيرها
تراود الأب المسكين وتجعله في حيرة من أمره
كان الأب أعزلاً لا يحمل ما يدافع به عن نفسه
همس الأب للابن : اذهب للاتصال بالشرطة من الأعلى وبلغهم بسرعة القدوم .
رد الابن : اذهب أنت يا أبي أخشى إن خرج اللص أن يكون مسلحاً وقد يتعرض لك بالسوء ، اذهب وأنا أنتظر هنا
سألت الأم وهي واقفة في منتصف الدرج ( هاه وش صار ؟ ) التفت الإبن لليمين مباشرة نحو مصدر الصوت وقد عرف أنها والدته : لماذا نزلتي يا أمي اصعدي الآن وسنخبرك لاحقاً
التفت الأب لزوجته و عمّش بعينيه نحوها ليميزها في هذا الظلام و أشار بيده اليمنى التي كادت أن تضرب وجه ابنه من شدة تحريكها أن اصعدي حالاً
كانت الأم الواقفة في منتصف الدرج خائفةً ، وواضعة يدها على قلبها ولسانها لا يقف عن ذكر الله والتبتل إليه ، صعدت وهي تبتهل إلى ربها أن يفرج عنهم وأن يرحمهم ( يالله رحمك المباركة )
لحق الأب بزوجته بعد إلحاح الابن عليه وبقي هو يتابع ويترقب ماذا يأتي به هذا اللص الذي دخل بيتهم عنوة ليسرق من مطبخهم !
وفي حين انتظار الإبن وفي تلك اللحظة الهادئة أتى ذلك الصوت المزعج
( طُن طُن طُن ) كان ذلك الصوت صادرُ من تلك الساعة الخشبية الكبيرة والمنصوبة في وسط الصالون بعصاها الحديدي الذي يتأرجح ذات اليمين وذات الشمال
كانت تلك الساعة تشير إلى الساعة الثالثة وتنبه على ذلك بالصوت الذي أصدرته
فزع الإبن وكاد يقفز من مكانه إلى أنه تنفس الصعداء سرعان ما عرف حقيقة الصوت
كان الحوار الذي دار بين الأب وابنه مع الأم كفيلٌ بأن يلفت انتباه اللص ، أحس الابن أن اللص خفت حركته ، فاختبأ خلف كرسي مجلس عربي في صالون البيت و ظن أن اللص سيفعل مثله من عدم إصدار أي صوت ومن ثم سيطمئن أنه لا يوجد أحد يعرف بأمره
إلا أن اللص لم ينتظر طويلاً فقد هرب مع الشباك الذي دخل منه ، كان صوت الرياح مساعداً للص في تغطية هروبه ، فلم يشك الابن أن اللص هرب خصوصاً وأنه لم يسمع سوى فحيح الرياح
إبتعد اللص عن البيت حاملاً معه بعضُ ما أتى من أجله من الغنائم
تيقن الابن أن اللص قد هرب فدخل المطبخ مسرعاً ، ولما تأكد من هروب اللص حاول جاهداً الخروج من باب البيت للحاق باللص إلا أنه لم يجد أحداً في الشارع سوى بعض أوراق الأشجار وشيءٌ من مخلفات سلات القمامة المنتصبة أمام البيوت والتي تحمل الرياح معها تلك الأوراق والمخلفات
أتت سيارة من الدوريات الأمنية بعد فترة لا بأس بها ، سمعوا من الأب والابن ماذا جرى ، فطُلب من العائلة معرفة ما تم سرقته ، وإبلاغ الدوريات بذلك
بعدها قامت سيارة الدوريات و خلال ثلاث دقائق تزيد أو تنقص قليلاً بالوصول لآخر الشارع ومن ثم العودة للبيت المسروق ، ليقولوا لصاحب البيت أنهم قاموا بتمشيط الحارة ولم يجدوا اثراً للص الذي كان سريعاً في كل شيءِ سوى من اللهِ - جل جلاله - ، وعندما تم إعادة التيار الكهربائي للحي ، بحثت العائلة عما نقصهم وما تمت سرقته ...
بقي نصف ما ذهب
__________________
|
|
|