[قاهر الروس]

.
.

بِإسمِكَ اللَّهُم أبَدَاُ

اقتباس أخي الكريم .. قاهر الروس .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

وَعَليْكُمْ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، أهلاً بِكَ أيُّهَا الغاليْ

اقتباس أتمنى أن تتقبل ردي بصدر رحب , ونفس منشرحة , ولك مني أجمل تحية .. وإعتذر إن قسوت بكلامي !!

سَتَجِدُ مَا تُريدُهـُ دونَ أن تَتَمَنَّاهـُ


* أولاً لَعلِّيَ أُفَسِّرُ لَكـَ مَقولَتيْ هَهذهِـ { وَليسَ خَذلُ العُلمَاءِ أوِ المحسوبينَ عَليهم لأمَّتِهم بإبَاحةِ الحَرَامِ فَقطْ ، بَلْ بِتَمييعِ الدِّينِ ، وإبَاحَةِ الشُّبُهَاتِ ،
وفَتحُ الأبوابِ عَلى مَصرَاعيَهَا لُِكلِّ جَاهلٍ وَمُتََعلِّم .. }

أيْ أنَّ تَمييعِ الدِّينِ لا يَكونُ فَقطْ في إبَاحَةِ الحلالِ والحَرَامْ ، لأنَّ الصِّنفَ الأوَّلُ لَنْ يَسمَحَ بِهِ الجَاهِلُ قَبْلَ المُتَعلِّمْ ، ثُمَّ أضَفتُ إنَّ تَمييعُ الدِّينِ يَكونُ بـ بإبَاحَةِ الشُّبهَاتِ والخَوضِ بإمورِ الخِلافْ وو ، وَهذَا الذيْ يَختِلِفُ عَلى النَّاس وَيُلبِسُ عَليهِم بَعضُ أمورِهم .

كُنتُ أجزِمُ أنَّ هُنَاكـَ أمورٌ حَرَّمَهَا العُلمَاءُ عَلينَا ثُمَّ أتى مَنْ يُجيزُهَا - ولا تَخفى على عَاقِلٍ وَاعٍ مُتَعلِّمٍ - لَكِنِّيَ كُنتُ أتَحَاشى الأولى لأجعَلَ الخوضَ في مَسَائِلِ الخلافِ والشُّبهَاتِ ، لَكنِّيَ سَأعَلِّقُ عَلى كُلًّ مَا تُريدْ قُلتُهُ أنَا أم لَمْ أقُلهُ .


** ** **

اقتباس ياأخي الكريم ليس بالضرورة إذا لم يوافق رأي ذلك العالم إجتهاد ورأي الشيخ الذي تأخذ بفتواه أن تكون تلك الفتوى تمييع للدين , وإباحة للشبهات , بل وتقول : ( أنهم أباحوا الحرام !! ) .. أعوذ بالله من الظلم !!

عَفوَاً أنَا لا أقصِدُ بالإجتِهَادَ أو الرَّأيُ الذي يُخَالِفُ شَيخَاً أو عَألِمَاً وَاحِداً ، لَكِنَّ المُصيبَةَ إذا خَالَفَ بِرأيهِ وَإجتِهَادِهـِ جَمعٌ مِنْ العُلمَاءِ .
وَعجَبيْ لِبَعضِهمْ يجتَهِدُ أو يَرى عَلى مَا تَقولونَ بَلْ ويُفتيْ ، وَبالأخيرِ يَقولْ هَذا رَأييَ يُوضَعُ للنِّقَاشِ !!
يَعلَمُ أنَّ فَتواهـُ لا يَقبلُهَا الجَاهِلُ قَبلَ المُتَعلِّمْ ، وَرَأى رُدودَ العُلمَاءِ عَليهِ بَلْ حَتَّى مِنْ عَامَّةِ النَّاسِ ، ولا أريدُ أنْ أجزِمَ وَأقولُ أنَّهُ عَلِمَ أنَّهُ عَلى خَطأ ، وَمَا زَالَ يُصِرُّ عَلى رََأيِهِ .

وَإنْ كُنتَ تريدُ الحَرَامَ الذيْ يُبَاحْ ، فَهيَ فتَاوى حَرَّمَها العُلمَاءُ الرَّبَانيينَ ، أتوا هَؤلاءِ المُسمَّونَ بالمُعَاصرينَ أو مَنْ لمْ يَعرِفُ غَيرِهم أنَّ الدينَ يُسرٍ والأمَّةُ وَسَطيَّةٍ وأبَاحوا مَا حَرَّمَ غَيرُهم .

اقتباس أخي قاهر الروس : أنت قلت صراحة متهما ( بعض العلماء " بأنهم أباحوا الحرام" أي علماءمن أهل السنة والجماعة ) فحتما أنك لاتقصد علماء الصوفية , ولا أهل البدع , ولاالشيعة !! فقلت عن ( بعض علمائنا !! ) :

لا أقصِدُ إلا أهلُ السُّنَةِ والجمَاعَةِ

اقتباس أخي قاهر الروس : عااااااار عليك أن تتهم علماء لهم قدرهم وثقلهم في الأمة ( حتى ولو لم تسمهم !! ) فتتهمهم بأنهم إباحوا الحرام !!! ...

إنَّ المُشَاهَدُ فيْ أرضِ الوَاقِعِ للفتَاوى الأخيرَةِ نَرىَ لهَا مُويولاً لِهَذا الأمرِ ، وآخِرُهَا أعيَادُ الميلادِ ومَا شَبَههَا أوهَموْا النَّاسَ أنَّها جَائِزَة بِشَرطِ أنْ تُسَمَّى أيَّامْ واللهُ المُستَعانْ ولا كَأنَّ مِنْ مَبَادئِ التَّحريمِ أنَّ [ التَّحَايُلِ عَلى الحَرَامِ فَهوَ حَرَامٌ ] ومِنْ مَنَاظِرِ التََّحَايُلِ تَغييرُ المُسمَّيَاتِ .

وَمَا ذَكرَهـُ الأخُ الفَاضِلُ الصبَاخْ إستَغربتُ جَهلَكَ بِهَذا الشَّيء ، ولا أريدُ أنْ أقولْ سَبَبُ الإنهيَارِ بأسواقِ الأسهُمِ جَاءَ مِصدَاقاً لِقولِهِ تَعالى : { يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ } الآيةْ ، وَقولِهِ : { فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ }.

اقتباس والله لايرضى مسلم عامي جاهل يعيش في الصحراء أن يبيح الحرام ويحلله وهو يعلم حرمته !!

وَلِذَلِكَ ذَكرتُ عَنْ حُذَيفَةَ أنَّهُ قَال : [ خير الناس في الفتن رجل أخذ بعنان فرسه خلف أعداء الله يخيفهم ويخيفونه أو رجل معتزل في بادية يؤدي حق الله الذي عليه ] .

فَهمْ أبعَدُ عنْ مَواطِنِ الشُّبَهِ وَمحلِّهَا ، فَسَلِموا مِنهَا .

اقتباس ... فكيف بمن أكرمه الله بالعلم الشرعي بفهم القرآن الكريم , والسنة النبوية المطهرة , والتصدر لتعليم الناس أمور دينهم !! بل للأسف تتهمهم بأنهم خذلوا الأمة !! "حرام عليك ياخي"

إنَّ مَا نُحَاكيهِ هُنَا ليسَتْ أمورٌ أتينَأ بِهَا ولا لَها أصلاً بينَنَا ، أي كِذْبٌ عَلى بَعضِهم
بَلْ وَاقِعٌ مَريرٌ يَتَجَرَّعهُ أبنَاءِ هَذا الدينِ وأهلِهِ .

مَارَأيُكَ بِمَنْ قَرَّبَ الكَافِرَ إلينَا بِمعنى الآخَرْ ، تَحتَ مُسمَّى الدينُ دينٌ يدعوا للمُسَامَحةِ والسَّلامِ ، ولا كَأنَّ اللهَ سُبحَانَهُ وَتعَالى قَال : { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ .. } الاية ، وَهمَّشوا الولاءَ والبرَاءَ تَحتَ مُسمَّى الإسلامُ يَنبُذُ العُنفَ والتَّطرُّفُ وَيدعوا للإخوَّةِ .

اقتباس ياأخي الكريم قاهر الروس : ( أنت شاب متعلم فلايخفى عليك إختلاف العلماء في قديم الزمان وحديثة في كثير من المسائل بل حتى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم إختلفوا فيما بينهم !! وكذلك علماء السلف رحمهم الله وكتبهم رحمهم الله شاهدة بذلك !!

الخِلافُ وَاقِعٌ لا مَحَالَهْ

اقتباس فلماذا نوهم العامة بأن لارأي صحيح وراجح إلا مانراه نحن !!

أبَداً لَمْ تُصِبْ بِهذهـِ ، نَحنُ لا نَتَكَلَّمُ نُريدُ أن تَسلِكَ النَّاسُ مَا نَرَاهـُ ، بَلْ مَا أجمَعَ عليهِ العُلمَاءُ الرَّبَّانيين .

اقتباس أخي قاهر الروس : ليس هناك أغير بعد الله على دين الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم !! فهاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "في معناه": ( إذا إجتهد العالم فأصاب فله أجران , وإذا أخطأ فله أجر) فلاحظ قوله : ( أخطأ ) يعني مخالف "دون أدني شك" للحق الذي أراده الله عزوجل !! ومع ذلك لم يجرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسيئ به الظن بل بشره بالثواب والأجر من الله عزوجل !! فقال : ( له أجر ) في حين أن ماتراه أنت "خطأ" حسب رأي ( بعض العلماء -- وفقهم الله --) والذي يكون رأيهم مخالفا لاولئك العلماء الذين تعتبرهم أنت أنهم ( أعداء للأمة , وأنهم خذلوها ) للأسف الشديد !! ربما يكون قول أولئك العلماء عند الله صوابا !! في حين أنت تراه خطأ !!

لَكِنَّ الخَطَأُ لا يُسَارُ عَلى دَربِهِ إذا تَبَيَّنَ ، بِعكسِ مَا نَرَاهـُ في وَاقِعِنَا ، بَلْ تُكسَرُ الحواجِزَ مَعَ تَبيينِ الخَطأ الذي هُم فيهِ ، حَتى يَقولُ مَنْ يَقولْ هَذا شيَخٌ يُعَايشُ النَّاسَ وَيفهمْ مَا يُريدونَه ، وَيُيَسِّرُ عَليهم وَ كَأنَّ الدينَ دينُهم لا دينُ اللهِ .

وأوجب الله على المسلمين عند الاختلاف مسلكا واحدا وهو رد الأمر إلى الله ورسوله، قال الله تعالى: { وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ } {الشورى: 10} وكلمة "شيء" نكرة في سياق الشرط فتعم، يعني أي شيء كبيرا أو صغيرا، وقال تعالى:{ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} {النساء: 59} وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية: وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ، فالواجب على كل مسلم قادر على فهم الأدلة عند اختلاف أهل العلم أن ينظر الدليل الصحيح بفهم السلف ويتبعه. قال الإمام الشافعي:[ واتفقوا أنه لا يحل لأحد قد استبانت له سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم أن يتركها لقول أحد كائنا من كان ] .

هُنَا تَعديلٌ :
أما عوام المسلمين فالواجب عليهم عند اختلاف العلماء أن يتبعوا الأعلم والأورع، وهذا معلوم نص عليه علماء الأصول في مباحث . أ . هـ
وَلِذَلِكَ أوكِلَ لنَا أنْ نأخُذَ الأقرَبُ لِعهدِ النَّبي وَصَحابَتِهِ وَمنْ بَعدهمْ ، لا أنْ نَأخُذَ بالمُعَاصرينْ .
والحَديثُ الذيْ ذُكِرَ يَقولُ فيهِ النَّبيُ صلى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ { إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر } . متفق عليه عن عمرو بن العاص.
وَفي كُتِبِ آدابِ الشَّريعَةِ [ فَصْلٌ في قَولِ العالِمِ لا أدري واتِّقاءِ التَّهجُّمِ على الفتوى ] . سَأحاوِلُ البَحثَ فيهَا .

اقتباس أخيرا أخي الكريم قاهر الروس : قد يفتي أحد العلماء بفتوى ما ( يراها صوابا عنده ) .. ولكن .. قد يراها أحد العلماء ( أنها فتوى خاطئة -- حسب إجتهاده --) فلا أحد يثرب عليه إن رد على تلك الفتوى بالأدلة والبراهين , مادامت أنها في حدود الإحترام , خالية من السب , والذم , والقدح , وإساءة الظن !! فهذا هو الطريق المستقيم , الذي ينبغي أن يسلكه كل عالم وطالب علم في الرد على أي عالم من العلماء مادام أنه دعم رده بالأدلة الشرعية .

إنْ الإختِلافَ الذيْ يَقَعُ فيهِ بَعضُهم بَلْ وَبَعضُهم يبحَثُ عَنهُ ، لَمْ نَرى مِنهُ خَيرَاً بَعدَ ما كُنَّا تَحتَ شَيخينِ جَليلَينِ رَحمَهُمَا اللهُ .
هَؤلاءِ الذينَ خَاضوا في الشُّبهَاتِ وَما شَابَهها ، قَسَّموا النَّاسَ بِفتَاويهم ، بَلْ صَنعَ مِنْ النَّاسِ أعدَاءٌ بَعضُهم عَلى بَعضٍ ، حتى أنَّ العُلَمَاء بَدأوْ يُصَنَّفونْ .

كُنَّا نَقولْ عُلمَائُنَا حَفِظَهم اللهُ وهَا نحنُ نَقولْ ، لَكِنْ عِندمَا تَقولُ لِبعضِ النَّاسِ العَالِم الفُلانيْ يَقولُ لَكـَ هَذا غَيرُ مُعاصِر ولا يَعلمُ التَّقنيَةَ وفِكرٌ سَابِقٌ لِعصرِ التَّخلُّفِ ، أمَّ العالِمُ الآخرْ فَذاك وَسطي يتكلَّمُ عن الدينِ يُسرٌ ، وهو يَعرِفُ التَّقنيَةَ والعصرَ المُنفتَحْ - فَتَحَ اللهُ عَلى قلوبهم -.


لِتَعلمَ أنَّ مَا نَتَكَلَّمُ عنهُ لا يُمكِنُ لأحدٍ أن يُنكِرَهـُ ، لأنَّهُ واقِعٌ مَلموسٌ بَينَنَا
أسَألُ اللهَ أن يُرينَا الحَقَّ حَقَّاً وَيرزُقنَأ إتبَاعَهُ ، وَيُرينَا الباَطِلَ بَاطِلاً وَيرزُقنَا إجتِنَابَهُ ، ولا يَجعلهُ مُلتَبِسَاً عَلينَا فَنَظِلَّ .

شُكرَاً لَكَ أيُّهَا الحَبيب
دُمتم بِحفظِ الرَّحمنِ وَرِعَايتهِ

.
.