( علماؤنا والشيعة : مغازلة المطلقة التي بانت...!!! )
في البداية أحب أن ألقي بالتحية على الجميع فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) , وأسأل الله لهم ولي السعادة الأبدية ... آمين يارب ...
أتأمل مواقف بعض الدعاة والشيوخ من الشيعة , وأجد محطات غريبة , فتارةً لا بد من الحوار مع الشيعة , وننكر على من ينعتهم بالرافضة , وخلافنا معهم يمكن أن يستساغ , وهذا من طرق الوحدة الإسلامية , و.... و .... الخ .
وتارة هم خطر , ولهم مشروع توسعي , ولديهم خطط جهنمية للتبشير بمذهبهم , والتشيع يخدم أهدافاً فارسية , و.... و .... الخ .
وهنا يضيع الناس في خضم تذبذب (( قياداتهم الفكرية والثقافية )) , وينقسم المجتمع ـ كعادته ـ إلى مؤيد لهذا الطرف أو ذاك , ولست ألوم العامة على هذه (( اللخبطة )) بل ألوم من يدعي بعد النظر , ودراسة المواقف ,والتروي بإطلاق الأحكام على الناس والفرق والجماعات ـ ما عدا بعض الجماعات التي لا يمكن وضعها إلا تحت السب والاتهام ـ .
وقد يقول قائل : ماذا تريد من هذا العرض المعروف لدى الجميع تقريباً .
أقول أردت من هذا العرض إيصال رسالة إلى المهتمين ببناء رؤية وموقف تجاه مثل هذه القضية الحساسة ـ وأخص منهم فئة الشباب , لأن البقية لا تشغل بالها في مثل هذه الأمور ـ مفاد هذه الرسالة أن أحكامنا لا بد أن تكون نابعة من استقلالنا , ولا تكون تبعاً لهذا أو ذاك , مهما بلغ ( إطلاعه ـ وعلميته ـ وبعد نظره ـ وعبقريته ـ ) وغيرها من ألفاظ التفخيم التي أكرهها .
والموفق الاستقلالي مبني ـ في تصوري ـ على ركنين مهمين :
1) المعلومة الصحيحة ـ وليست أي معلومة ـ .
2) التحليل السليم . ـ وليس العاطفي أو الجامد أو التسرعي أو ... أو ... )
وهنا أتذكر عبارة قالها أحد حكماء الصين وهي : ( المعلومة بلا تحليل جهد ضائع , والتحليل بلا معلومة أمر خطير ) .
ولو تأملت هذه العبارة لوجدت أن أغلب من يخطئ في تصوره لموقف (ما) يكون قصوره بسبب عدم توفر المعلومة الصحيحة أو نقص التحليل السليم .
بل إنك تستطيع أن تفهم النزاع الدائر بين المحدثين والفقهاء إذا تأملت هذين الركنين , فالفقهاء يتهمون المحدثين بالجمود وعدم الفهم للنصوص , والمحدثين يتهمون الفقهاء برواية الأحاديث الضعيفة والموضوعة وبناء الأحكام عليها .
( أي أن أحد الأطراف ينقصه التحليل السليم ,والطرف الآخر تنقصه المعلومة الصحيحة )
لذا نجد أن من برز من أهل العلم كان يجمع بين الصفتين غالباً ... ( أي الحديث والفقه )
والغريب أن هذا ينسحب على بقية العلوم , فهناك صراع بين النظرية والتطبيق , ومن يجمع بين الاثنين ينجح .
بل إنه ينسحب على الإداريين ـ حتى ـ في أي نشاط أو نظام , فهناك من عنده إلمام بعمومات النظام ومع ذلك لديه تفهم للحالات الخاصة والاسثنائية , وهناك من يحفظ النظام عن ظهر قلب ولا يجيد إلا تطبيقه بحروفه , وبجمود بشع .
وعلى هذا فقس بقية الأشياء ...
قد يقول البعض أنك ذهبت بعيداً عن موضوع الشيعة , أقول أنا قصدت من الموقف مع الشيعة حتى يكون مدخلاً لما ذكرته سلفاً , لأن هناك قضايا كثيرة ما زال ( الأكابر ) يترددون بشأنها , لذا حان وقت استقلال التفكير , وألا نعطي عقولنا لأحد حتى يفكر عنا مهما كان هذا الشخص , فكل إنسان مسئول عن نفسه وعن كلمته وحكمه واعتقاده .
وعلى هذا لا بد من بناء قاعدة متينة من المعلومات الصحيحة حول أي قضية تريد أن تخرج منها بموقف , ثم تجمع هذه المعلومات في رأسك وتبدأ بتحليلها , ومناقشتها مع أصحابك , والمهتمين بها , واجعل ذهنك مفتوحاً متجرداً هدفه الوصول للحق فقط . وليستغرق ذلك وقتاً , لأنني اعتبره ميداناً للتجربة , ومع كثرة التجارب تعرف الخلل هل هو في معلوماتك أو تحليلك .
وثق ثقة تامة أنه بعد سلوكك لهذا الخط , ستجد لكلامك تأثيراً , وأحياناً تجد أن طرحك أو حكمك يثير الأسئلة والإشكالات , وهذا إن دل فإنما يدل على شيء وحدا هـــو :
( أنك لا تتكلم من فراغ أو تقليد )
|