مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 15-10-2008, 07:26 PM   #8
امام الجامع
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 331
المهاجرون ..

فأما المهاجرون رضي الله عنهم : فإنهم آمنوا بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم وصدقوا الإيمان بالعمل وصبروا مع النبي صلى الله عليه وسلم في كل شدة وآثروا الذل في الله عز وجل على العز في غير الله وآثروا الجوع في الله عز وجل على الشبع في غير الله .

عادوا في لله عز وجل القريب والبعيد وهاجروا مع الرسول صلى الله وعليه وسلم وفارقوا الآباء والأبناء والأهل والعشائر وتركوا الأموال والديار وخرجوا فقراء كل ذلك محبة منهم لله تبارك وتعالى ولرسوله صلى الله وعليه وسلم .

كان الله عز وجل ورسوله صلى الله وعليه وسلم آثر عندهم من جميع من ذكرناه بإيمان ٍ صادق وعقول مؤيدة وأنفس كريمة ورأي سديد وصبر جميل بتوفيق من الله عز وجل ((رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) .

الأنصار ..

وأما الأنصار رضي الله عنهم : فهم قوم اختارهم الله عز وجل لنصرة دينه وإتباع نبيه فآمنوا به بمكة وبايعوه وصدقوا في بيعتهم ياه فأحبوه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه وأرادوا أن يخرجوه معهم إلى المدينة محبة منهم له فسألهم النبي صلى الله وعليه وسلم تركه إلى وقت ثم خرجوا إلى المدينة فأخبروا إخوانهم بإيمانهم فآمنوا وصدقوا .

فلما هاجر إليهم الرسول صلى الله وعليه وسلم استبشروا بذلك وسُروا بقدومه عليهم فأكرموه وعظموه وعلموا أنها نعمة من الله عز وجل عليهم.
ثم قدم المهاجرون بعدهم ففرحوا بقدومهم فأكرهم بأحسن الكرامة ووسعوا لهم الديار وآثروهم على الأهل والأولاد وأحبوهم حباً شديداً وصاروا إخوة في الله عز وجل وتألفت القلوب بتوفيق من المحبوب بعد أن كانوا أعداًء .

قال الله عز وجل لنبيه صلى الله وعليه وسلم

((هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))

ثم قال عز وجل للجميع

(( ْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ))
فأجمعوا جميعاً على محبة الله عز وجل ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المعاونة على نصرته والسمع والطاعة له في العسر واليسر والمنشط والمكره لا تأخذهم في الله لومة لائم .

فنعت الله عز وجل المهاجرين والأنصار في كتابه في غير موضع منه بكل نعتٍ حسن جميل ووعدهم الجنة خالدين فيها أبداً وأخبرنا أنه قد رضي عنهم ورضوا عنه

((أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))
امام الجامع غير متصل