الأستاذ الفاضل : صالح جزرة .. عودًا حميدا أيها الرجل ..
كلامٌ لا غبار عليه ، وأظن أننا في هذه المرحلة وما قبلها مررنا بمرحلة " جمود فكري " كما مر من قبل جمود فقهي وتقليد ..
برأيي أن الأكابر يتأثرون كثيرًا برأي الجماهير ، سواء كان التأثير عن قناعة أم أكره به .
إن الشيخ أو الداعية - بتصوري - يتنازل عن كثير من آرائه الفكرية ، بل قد يتراجع عن كثير مما قاله بسبب الناس ، وتأثير الناس واضح ، وقد بين القرآن خطورة كلام الناس على النبي صلى الله عليه ولولا أن ثبته الله عز وجل لركن إليهم .
في نفس الوقت يعاني الجماهير من بعض المفكرين الذين كما يقال يسحبون البساط من تحت أرجلهم ؛ فيتراجع المفكر عن آرائه التي قد تكلف بعض أتباعه أرواحهم .
في رحلة المفكر والداعية والشيخ ، يتحول - بتصوري - الأعداء أصدقاء ، والأصدقاء أعداء ، وذلك بمجرد ما يتخلى الدايعة والشيخ عن آرائه التي اتبعها لأجله التوابع ، وتكلفوا فيها أوقاتهم وأعمارهم ، ذلك أنهم يرون أن الحق قد تلبس بهذا العالِم ، وهذا يدوع للنظر في أمرين :
1.هشاشة المناهج التي يتمسك بها الكثير من الناس ، وسرعان مما تتقلب الأمور بشخص من الأشخاص ؛ فتارة تجده يقول كذا ، وغدا يرجع عن رأيه ويقول كذا ، وليس ذلك عيبًا حين يتبين أنه الحق ، ولكن الأشكال أن يقع ذلك بسبب عدم القناعة من المنهج .
2.تأجير العقول ، وهو ما أشرتَ إليه في موضوعك ؛ فالناظر في الأتباع لاذين انقلبوا أعداءً = يلحظ ذلك جليًا ، ولو أنهم في بداية الأمر تكلفوا النظر في العواقب ، وما قد يؤدي إليه نكص العالم والدايعة على عقبيه لاستطاعوا بذلك رسم طريقهم بأنفسهم ، ولكنهم - في الغالب - لا يتوقعون ذلك .
تأملتُ في بعض الشخصيات الفكرية التي حصلت لها بعض التحولات ؛ فوجدت أن الأمر واقع ، وكيف أن أناسًا كانوا من الأنصار الذي ينهض بهم ذلك الشيخ ؛ تحولوا إلى أعداء ، والعكس بالعكس .
أجدني تكلمتُ كلامًا كثيرًا ربما كان كله مفهومًا ، ولكني رأيت توضيح ما لدي لعله يضيف شيئًا جديدا ، ولعلي أعود لأضيف بعض النقاط القريبة من هذا الموضوع الحساس ..
شكرا لك أخي الفاضل .
|