الموضوع: هذه نجواي !
مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 22-10-2008, 10:56 PM   #1
القِمطرة
عـضـو
 
صورة القِمطرة الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
البلد: سؤال يُحيرني دائماً ؟!
المشاركات: 252
هذه نجواي !

قال تعالى : (ولا تتناجوا بالإثمِ والعدوان).

أبعثُ إليكم شيئاً من نجواي ، وأُمسكُ زغلهَا ، علَّ اللسانَ يُحجمُ عن السّقطِ ، والبنانَ عن اللّغطِ!.
إنّ النجوى لا تكون وَسط النّاسِ فتُنشرُ ، ولا بين أيديهم فتُهدرُ ، إلاّ أنّي ضربتُ بذلك صَفْحاً على نيّةِ البوحِ عمّا يكّنه الصّدر ، وما يُخفيه الكدر ، لأُظهرَ نزراً مما كان اللسّان منه عييّ ، (أنْ لا تعلو عليّ ،وائتني مطيعاً !).

طلاّب العلم جلّهم ينشدون الخير في مواطنه ، ويتّقون مكامن الشرّ ومرافئه ، إلاّ أنّ العلمَ يُلزمهم غضب النّاس عليهم ، وبغض الجاهل إليهم. ناهيك عن حالهم مع ذويهم ، في مجابهة الصّعاب ، حباً للعلم وأهله ، ومكابدة الهموم ، ليرتقوا في مصافّ العلماء والأدباء. ولو أنّا عرضنا جزءاً من حالهم ، وفتاتاً من غمومهم المجللة ، لجثم الجاهل عن التّعلم من هول ما يسمعه في هذا الحديث ، فلا يقرأ حديثي جاهل أو متعالم !!

إنّك إنْ رأيتَه -طالب العلم- في مسكنه الذي يأوي إليهِ ، ومأواهُ الذي لا ملاذ منهُ إلاّ إليهِ ، لوجدتَهُ مهضوم الحقّ ، تُرمى عليه ألوان المَساوئ التي تأتيهِ من خلفهِ ومن بين يديهِ. فأبوه يُعنّف عليهِ لعكوفهِ في البيتِ ، مبتغياً بذلكَ خروجهُ منه ! إمّا لقضاء حوائج البيت أو مُنادمة إخوانه وجيرانه ، ثمُّ لو رأيتَ ثمَّ أمّه ، فما تفتأ عن ذمّهِ ، وكثرة تذمّرهَا من مكثهِ ، ومعَاهدة خصامهَا له فينة وفينة ، فياليتَ شعري إنْ كان هذا حال أم ، فإلى مَن سيبوح بخواطره طالب العلم ؟! وهلمّ جراً في إخوته وأقاربه وبعض صحبه.
ولاتشعر إلا أنّه يرى في والديهِ لبعدهمَا قرباً ، وإخوانه لسكوتهم سَدداً ، وصحبه لتركهم علماً ، والأمانيّ كثيرة لولا علمه بعجزه في تحقيقها ، لأجج ناره في سبيل تحصيلها ، ولكن هيهات هيهات !.

إنّ مَن يُنادم ذوي الحجا يجد في كلامهم نوراً ، ويستضيء بأفعالهم علماً وسروراً ، يغشاك بفضلهم سُحب الرّحمة ، وتندب إليك بذكرهم نسائم الغفران ، لا ينفر منهم إلا البغيض فاضل الهزل على الجد ، كخالط السمّ في العسل.

فما قدروهم حقّ قدرهم ، وإنا على ذلك كلّه لصابرون !.


كتبه :القِمطرة .. وزعم أنها نجوى !
__________________



ليسَ بعلم ٍ مايعي القِمَطرُ ** مالعلمُ إلا ماوعَاهُ الصّدرُ : 12


القِمطرة غير متصل