دقت ثم ارسلت كلمني .
في هزيز الليل الآخر , الجوال يتمخطر على رف المكتبة , ربطتُ عنقه بالسلك الكهربائي حتى يروي عطشه ,هذا الجهاز الفريد الغريب الذي دش علينا دون سابق عهد أو معرفةٍ غير أنه جاء في الوقت الذي صار حديث الكل في أصقاع المعمورة .
حين اشتغلت خدمة هذه الجهاز فرح الفارحون وصاورا يفاخرون به وكأنهم من صنعوه , فترى الأيدي والأكف يتوسطها سوادٌ حالك وتلمح إشارة تبرق منه تشير إلى أن الجهاز ذو تردد لاسلكي .
لو لم يكن من سخرية إلا أن قال قائلهم حين فاز في سيارة لكزس ماشعورك ؟ قال : شعور سعودي معه جوال !
وأنا في الغرفة أرتب ما يلزم ترتيبه رن الجوال كعادته , اسرعت ناحيته لأرى من الطارق ؟ وما أدراك ماالطارق ؟
رقم غريب , وما أكثر الغرباء في هذا الزمن ممن يقتحمون عليك عقر دارك بلا إحم ولا دستور .
ألو ... مين .......ألو ....مين ....... مفيش من يتكلم سوى صوتٍ يخرج آهاتٍ كآهات من يصعب عليه التنفس .
أغلق المتصل الخط ... قلت : هذا نائمٌ ضغط الزر دون خيار منه وهو الآن يتأوه في منامه .
وماهي سوى لحظاتٍ معدودةٍ حتى جاء الرسالة من ذات الرقم : تقول : بليز كول مي ...
يعني المتصل ليس نائم بل هو متقصد متعمد يطلبني أن أبادرة بالاتصال !؟ ...اتصل ....لا ...لن اتصل ماهي المعرفة بيننا ...اتصل لعله شخص أعرفه انتهى رصيده أو ...ماذا ؟ لا أدري
ضغطت على الرقم وأنا متردد بين بين , ومع أول رنة بارد صاحب الرقم بالرد العاجل وإذ به صوت ناعم رقراق يقول : آيوه !
قلت : وصوتي يكاد يختفي من الخوف هل اتصلــ(تم ) على رقمي ... وكثيراً ما نخاطب النساء بصيغة الجمع .
قالت : آيوه أنا جالسة اضرب على الأرقام بشكل عشوائي وصار حظي فيك !!
قلت : ياآنسة حظك عاثر إني لست من أولئك الباحثين عن أمثالك .
بكت وقطع بكاؤها نياط القلب , ليس لأجل الفتنة بل لأجل أن قلبي رحمها وقلت لها : أعتبريني أخوك وأكثر لا تبكي يا .... يا ....... يا أختاه .
سكتت وقالت : هل تحل مشكلتي , قلتُ : أحاول فليس لدي عصا موسى .
قالت : قصتي .....
|