حينما أسمع شخصاً أو أشخاصاً أو فئة من الناس يجعلون لهم رمزاً أو رموزاً من قادة أو علماء أو دعاة أو منظرين ، يمتحنون الناس بهم ، ويجعلون منهم منطلقاً للولاء والبراء والمفاصلة ، فمن اتبعهم وانقاد لهم وجعلهم قدواته في كل دقيقة وجليلة فهو على الحق المبين وعلى الصراط المستقيم وتجب موالاته ومحبته ، ومن لم يتبعهم ولم يقتد بهم أو استدرك عليهم أو خالفهم فهو في ضلال مبين ومتبع غير سبيل المؤمنين وحينئذٍ تجب معاداته ومقاطعته ومفاصلته !!!
وإزاء ذلك يحق لي أن أتساءل : هل من منهج سلفنا الصالح سلوك مثل هذا المسلك ؟ وهل سنجدهم منشغلين بامتحان الناس وابتلائهم وإصدار الأحكام عليهم وتصنيفهم وفقاً لموافقتهم أو مخالفتهم لهذا الرمز أو ذاك ؟ أو أنهم يأخذون الناس بما ظهر لهم من أحوالهم ويكلون سرائرهم إلى الله ؟ أونجدهم أصلاً لايعتبرون الميزان لمعرفة الناس وأصنافهم وتوجهاتهم مربوطاً بمواقفهم من الرجال ، بل بمدى التزامهم بالكتاب والسنة والاقتداء بسيد البشرية صلى الله عليه وسلم ؟
وإننا لنعجب ويزداد تساؤلنا حين نسمع أو نقرأ بين فينة وأخرى عن قيام البعض بامتحان الناس بسؤالهم عن موقفهم من فلان أو فلان ، وعلى ضوء موقفهم يتم تصنيفهم إمّا من حزب الحق وإمّا من حزب الباطل من أهل السنة أومن أرباب البدعة !! ناسين أو متناسين أنه ليس أحدٌ معصوماً من الخطأ وليس أحد يجب اتباعه مطلقاً سوى رسول الهدى صلى الله عليه وسلم .. أما غيره من البشر فكلٌ يؤخذ من قوله ويترك ..
أنا هنا لا أتحدث عن العلاقة بين أهل السنة والمبتدعة بين أهل الهدى وأهل الأهواء ..
لكنني أتحدث عن فئام من أهل السنة ومن مدعي اتباع منهج السلف الصالح كيف يلجأون إلى مثل تلك الأساليب التي يفرقون بها الأمة الواحدة ، يفرقون أهل السنة الذين التزموا العقيدة الصحيحة وفق فهم سلف هذه الأمة .. أولئك الذين جعلوا الرجال هم الميزان لمعرفة الحق ، فبهم يوالون وبهم يعادون وبهم يُدخلون هذا دائرة السنة والعقيدة السلفية الصحيحة ويخرجون ذاك منها !! ..
نسأل الله أن يهدي ضالّ المسلمين ، وان يجمع كلمتهم على الحق والهدى ، ويوحد صفهم ضد أعدائهم .
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ، فما كان من صواب فمن الله ، وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان ، وأستغفر الله لي ولكم .