[أبـو العبـــاس]

ليست المشكلة في إثبات المؤامرة على أنها سبيل الأعداء ، إنما المشكلة في تنزيل هذا الإثبات على الأحداث والوقائع ..

لأن المؤامرات - واقعيًّا - إمّا متخيّلة متوهمة لا سبيل إلى إثباتها إلا بالظنون والجنوح إلى الخيال ، وإمّا واقعة حقيقية يشهد لها أدلة ماديّة مقررة فرديّة .

ولا يعارض ذلك الكليّات الشرعيّة المقرِّرة لمعادات الكفار للمؤمنين إذ الكليّات هنا لا تنزل على جميع الجزئيّات إلا بدليل مستقل لكل جزئيّة ، فلذا لا يُقال في كل مسألة كان فيها ضرر للإسلام أو للمسلمين أنها من صنع الكفار وأنها مؤامرة منهم على ذلك لأن الله قال ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) !! لأن هذا الدليل الكلي حقيقي واقعي لا مراء في هذا بيد أنّ تنزيله على الحوادث الجزئيّة التي قد لا يكون للكفار فيها صنيع خروج عن قصد الآية وهو التحذير منهم لا اتخاذهم آلهة بيدهم مقاليد الأمّة !! ..

ومرد ذلك عند الكثير من الناس إنما هو التهويل من شأن العدو وتضخيم صورته بل ربما عدّه فئام منهم إله الظلام الذي يخطط لكل شيء بخفاء ودقّة !!
ولذا قال قائلهم : كيف يستطيع ثلّة من النّاس تجاوز الخطوط الحمراء اللتي وضعها العدو وضربه وكسر أنفه إن لم يكن العدو سمح لهم بذلك ؟؟

بارك الله فيك أخي الصمصام على هذا الموضوع اللطيف ..