تأملات في مثال ـ ولله المثل الأعلى ـ في هذه التأملات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......
( في صبيحة ذلك اليوم أنطلق هو وأسرته في سفر من مدينة إلى أخرى ) لم يكن في الحسبان أن تمر عليه ضائقة في الأسفار ، وبعد أن أبتعد عن الأنظار ...
واختفت عن ناظريه الأقطار ، أنفجر عنده الإطار ، وانحرفت سيارته قليلاً عن المسار ، فنزل من سيارته ليعرف الأخبار ، فوجد السبب الذي من أجله ثار الغبار ...
ثقب وجده في أحد الأكفار ، ذهب للبحث عن الأسبير والرافعة ومفتاح الإطار ، فلم يجدها وتذكر أنه نسيها في الدار ، فصاح بأعلى صوته هلك والله الصغار ...
في هذه الصحراء والقفار . عندها تعطلت الأفكار .فسأل زوجته هل لدينا ما يكفينا من الطعام والشراب في هذا المسار ، فردت عليه قضى ما كان معنا قبل حادثة الإطار ...
فوقف على قارعة الطريق يشير بيديه يطلب المساعدة من كل مار ، فلم يجد إلا نفسه في هذا المسار . فرجع إلى سيارته والبكاء يرتفع من الصغار ...
فغضب الأب وبكت الأم وارتفع الشجار ، واستحكموا للواحد القهار ، وبعد سبع ساعات من الانتظار توقفت سيارة بعيدة عن الأنظار ، فترجل منها رجل يظهر عليه من هيئته أنه مختار ..
فتقدم المختار ببطئ في الخطوات ، وأسرع صاحب السيارة يستقبله بالمسرات . فقال المختار سلامات سلامات . مالذي جاء بكم في هذه الطرقات . ...
قال صاحب السيارة أغثنا قبل هذه التسأولات ، نريد ماءاً لإسكات هذه الأصوات من البنين والبنات ، فأحضر الرجل ما يسكت به تلك الصيحات ، فأنقذهم ــ بعد الله ــ من الممات .
فقال المختار ما الذي جاء بكم في هذا المسارات ، ابتعدت كثيراً عن الديار والممرات وهذا الطريق لا يأتيه إلا من لا يعرف الطرقات ...
قال صاحب السيارة الحمد الله الذي جاء بك يا مختار في هذه الأوقات ، فقال المختار الحمد لله سيارتي تحمل ما تحمله سيارتك من الإطارات ...
أجلس مع أبناءك حتى أقوم بإصلاح التالف من الكفرات ، فقام المختار بواجب الكرم والشهامة و المروءات وكان ينتظر من صاحب السيارة كل الشكر والمجاملات ...
فتقدم إليه صاحب السيارة بأقبح الكلمات ، وابتدره بالعديد من اللكمات ، حتى سقط مغشياً عليه في تلك اللحظات
سؤالي :
ما رأيكم فيما فعله صاحب السيارة من هذه التصرفات ؟
هل يستحق من المختار ما بذله له من المساعدات ؟
ألم يتذكر حال أبناءه و إشرافهم على الممات ؟
هل توافقونني بأن صاحب السيارة قليل الحياء بهذه التصرفات ؟
وأنه يستحق الضرب والتوبيخ والطرد من الأرض والسموات .
الجواب : ستقولون بلسان الواحد صدقت صاحب السيارة قليل أدب
ولا يستحق الرحمات وبدون شهامة ولا يستحق المعروف والمساعدات .
ستكثرون في سبه ومقته بأبشع المسبات .
هل أجمعتم على النيل من صاحب السيارة بأكثر مما قيل من كلمات ؟
... أم أنكم مترددين بهذه الإجابات .
ستقولون بلسان واحد نعم بل مجنون وكل كلمة سيئة يستحقها عبر هذه المقالات .
طيب !!!
طيب !!
طيب !
رويدكم !!!
هل رأيتم أحد يكيل على نفسه بالمسبات
الجواب :طبعاً لا .. ثم لا .. يا صاحب المقالات .
هل تسمحوا لي بأن أفتح المستور من المخالفات .
أليس حالي وحالكم في تعاملنا مع رب الأرض والسموات ..
يشابه حال صاحب السيارة والمختار في رد الجميل و نسيانه في أسرع الأوقات .
والله وتالله وبالله لا أحد له فضل علينا كفضل الله على سائر المخلوقات .
ضاق بنا ضرعاً تصرف صاحب السيارة مع المختار في تلك الصرفات .
ونسينا حالنا في كثرة مخالفتنا مع فاطر الأرض والسموات .
ألم نجد من الله كل النعم والخيرات ، فقابلناه بالمعاصي والسيئات
ألم يتعجب ربنا من حالنا معه في إنزاله لنا من الخيرات ورفعنا له بالمقابل السيئات
ألم يطعمنا من جوع ، ويسقينا من عطش ، ألم نكن عمياً فأبصرنا ..
ألم نكن صماً فأسمعنا ، ألم يمنحنا الوقت لنزداد فيه بالطاعات ...
وإذ بنا ويا للأسف نبارزه بالمعاصي و السيئات ..
وكلما طالت أيامنا زادت آثامنا بالمخالفات .
أمرنا بالمحافظة على الصلوات .
أمرنا بطاعة رسوله في كل الأوامر والبعد عن المخالفات .
فخالفنا الكثير من الأوامر والطاعات .
بأسباب الكسل والشيطان والهواء والاتكال على الرحمات
أليس حالنا حال صاحب السيارة الذي لم يقدر المعروف والنعمة
التي قدمت إليه من المختار في أصعب اللحظات .
بل حالنا أشد لآن صاحب السيارة لم يجد إلا معروف واحد من المختار
أما نحن مع الله ففضله علينا لا تحصه الدقائق والساعات .
(( عفوك الله عنا ، ما قدرناك حق قدرك ، ولا رجوناك حق رجائك ))
ولله المثل الأعلى في هذه الكلمات ..
ألقاكم في أطروحة جديدة . مع السلامة
__________________
((( أخـــلاقـــك مـــع الآخـــريـــن أجـــمـــل تــوقـــيــــع )))
آخر من قام بالتعديل | يحيــى فقيـــه |; بتاريخ 02-11-2008 الساعة 05:48 PM.
|